ازمة المياه تطارد نصف سكان الارض

لندن - من انداليسيو الفاريز
طوابير الحصول على المياه ستزدادا طولا في المستقبل

رسم برنامج الامم المتحدة للبيئة صورة قاتمة للعالم خلال 30 عاما متوقعا ان يعاني اكثر من نصف سكان الارض من نقص المياه بالاضافة الى انتشار سريع للمناطق العمرانية والطرق.
وحذر التقرير الصادر الاربعاء في لندن من ان ثلثي الاراضي في العالم ستعاني من اثار شق الطرق والمرافق واتساع المدن وغيرها في السنوات الثلاثين المقبلة ما لم تتخذ اجراءات عاجلة.
واضاف ان الوضع في "اميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي سيكون الاسوأ حيث ستشمل تلك الظاهرة 80% من الاراضي تليها آسيا ومنطقة المحيط الهادئ حيث يمكن ان تتأثر 75% من الاراضي بالنمو السريع وغير المخطط له للبنى التحتية".
من جهة اخرى، قال التقرير ان "اكثر من نصف سكان العالم سيعيشون في 2032 في مناطق تعاني من شح المياه اذا تركت القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لقوى السوق".
واضاف ان "غرب آسيا بما في ذلك شبه الجزيرة العربية يمكن ان يكون الاكثر تأثرا حيث يتوقع ان يعيش اكثر من 90% من سكان هذه المنطقة في مناطق تعاني من شح المياه في 2032".
ويؤثر التوسع المتزايد للمدن وشق الطرق ايضا على الثروة الحيوانية حسبما افاد التقرير الذي اوضح ان "12% من الطيور وحوالي ربع الثدييات باتت مهددة".
لكن التقرير اشار ايضا الى تطورات ايجابية لجهة امكانية تحقيق الهدف القائم على خفض نسبة السكان الذين يعانون من الجوع الى 5،2% في 2032، وفق سيناريو يعتمد على زيادة في انتاج الاغذية حتى ذلك الحين.
وتوقع ان يستقر مستوى الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري شرط ان يبدي القطاعان العام والخاص ارادة طيبة في هذا الشأن.
لكن المنظمة الدولية اشارت الى ان الهوة تتسع اكثر فاكثر بين الذي يعانون من التغييرات البيئية والذين ينجون منها.
وقد ارتفع معدل الذين تأثروا بكوارث طبيعية من 147 مليون شخص سنويا في الثمانينات الى 211 مليونا في التسعينات.
وقال المسؤول في البرنامج كلاوس توبفر "لدينا الآن المئات من الاعلانات والاتفاقات والتوجيهات والمعاهدات الملزمة قانونيا لمواجهة مشكلات البيئة".
واضاف "تلزمنا الجرأة السياسية ومصادر تمويل جديدة لتطبيق هذه الاتفاقات"، مشيرا الى ان القليل جدا انجز فعليا منذ قمة الارض في ريو قبل عشرة اعوام.
ووجه توبفر نداء الى المشاركين في القمة الثانية للارض التي ستعقد من 26 آب/اغسطس الى الرابع من ايلول/سبتمبر في جوهانسبورغ. وقال "نحتاج الى اجراءات عملية وجداول زمنية عملية وارادة من حديد من جانب كل الاطراف".
واضاف "بذلك وحده يمكن ان تصبح الوعود التي قطعت في ريو حقيقة".
ومن جهتها، رأت وزيرة البيئة البريطانية مارغريت بكيت، ضرورة الانتقال من "الخطابة الى الواقعية". واضافت "لو لم نكن قادرين على مواجهة هذا التحدي فاننا سنفوت فرصة تاريخية".
وتابعت ان "هذا التقرير يدل على مدى تغير العالم منذ قمة الارض في ريو منذ عشرة اعوام ويشير الى الطريق الواجب اتباعها نحو مستقبل نتحكم به بصورة افضل".