اسبانيا تؤكد ثبات موقفها بعدم الاعتراف بالبوليساريو

مدريد تتبرأ من تصرف وزير في الحكومة استقبل مسؤولة في جبهة البوليساريو الانفصالية ووصفها بـ'وزيرة'.
المغرب يحتج على استقبال مدريدا وفد عن البوليساريو

مدريد - جددت اسبانيا الاثنين تأكيدها على أن موقفها من قضية النزاع في الصحراء المغربية ثابت وأنها لا تعترف بما يسمى بالجمهورية العربية الصحراوية، وذلك في سياق توضيح موقفها بعد أن احتج المغرب على استقبال عضو في الحكومة الاسبانية وفدا عن جبهة البوليساريو الانفصالية.

وقالت وزيرة الخارجية الاسبانية أرانشا غونزاليس على حسابها على "تويتر" الأحد، "اتصل بي نظيري المغربي حول موضوع اللقاء بين وزير الدولة للشؤون الاجتماعية وممثلة لجبهة بوليساريو وأوضحت  أن الموقف من الصحراء الغربية لم يتغيّر".

وأضافت "لا تعترف اسبانيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ونساند جهود الأمين العام للأمم المتحدة للوصول إلى حلّ سلميّ في إطار قرارات مجلس الأمن".

وكان وزير الدولة للشؤون الاجتماعية الذي ينتمي إلى حزب بوديموس اليساري ناتشو ألفاريز، قد التقى الجمعة مبعوثة عن جبهة البوليساريو أسبغ عليها صفة "وزيرة".

وتراوح العلاقات المغربية الاسبانية التي ترتبط بشراكة اقتصادية وأمنية وثيقة، توترات متقطعة على خلفية احتلال اسبانيا لمدينتي سبتة ومليلة التي تطالب بها المغرب كجزء من أراضيها. كما تستنكر المغرب حياد السلطات الإسبانية في قضية الصحراء المغربية. واستعاد المغرب سيادته على صحرائه التي كانت مستعمرة اسبانية في العام 1975.

واستقبل ألفاريز في مدريد سويلمة بيروك، معبرا لها عن "تضامنه مع الشعب الصحراوي" وقدمها بصفتها "الوزيرة الصحراوية للشؤون الاجتماعية وتمكين المرأة".

وحذف هذا النص لاحقا من حساب وزارة الدولة على "تويتر"، لكنه لا يزال متاحا في مواقع أخرى غير رسمية على شبكة الانترنت.

ويشارك حزب بوديموس في الائتلاف الحاكم مع الاشتراكيين برئاسة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز. ويدعم الحزب "حق تقرير المصير للشعب الصحراوي"، وإقامة "علاقات دبلوماسية عالية المستوى مع الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية".

وثمة خلافات على أكثر من مستوى بين بوديموس والاشتراكيين، لكن زعيم الحزب ونائب رئيس الحكومة بابلو ايغليسياس حاول احتواء الجدل، إذ أكد الاثنين في تصريح للتلفزيون العام أن موقع اسبانيا من الصحراء المغربية "تحدده وزارة الخارجية".

وشهدت الصحراء المغربية التي كانت مستعمرة اسبانية، نزاعا امتد إلى عام 1991 بين المغرب الذي ضمّ الإقليم لأراضيه عام 1975 وجبهة بوليساريو التي تطالب بدعم من الجزائر، باستقلال المنطقة الصحراوية الممتدة على 266 ألف كلم مربع والثرية بالفوسفات والتي يزخر ساحلها بالأسماك.

ووقع وقف لإطلاق للنار عام 1991 برعاية الأمم المتحدة تحضيرا لتنظيم استفتاء لتحديد المصير خلال ستة أشهر. لكن الاستفتاء يؤجل منذ ذلك الحين لوجود خلافات بين المغرب وبوليساريو حول تحديد من يحق له المشاركة فيه وصفة الإقليم.

ويرفض المغرب إجراء استفتاء ويصر على منح الإقليم حكما ذاتيا في ظلّ السيادة المغربية. وتبقي الأمم المتحدة في الصحراء قوة تضم نحو 240 جنديا مكلفة مراقبة احترام وقف إطلاق النار.