اسبانيا تطيح بـ"جهادية شديدة التطرف" قبل سفرها إلى سوريا

وقوع 'الجهادية' الشابة في قبضة السلطات الاسبانية يأتي بعدة فترة من عودتها من تركيا التي تشكل نقطة العبور الرئيسية للمتطرفين الأجانب، حيث تواصلت مع عناصر تشكيل جهادي متمركز في شمال شرق سوريا.
اسبانيا كثفت من المراقبة الميدانية وللمنصات الالكترونية منذ هجومي فيينا ونيس
مظاهر تطرف لفتت انتباه الشرطة الاسبانية للجهادية الشابة
الشرطة الإسبانية اعتقلت منذ 2004 ثماني جهاديات كن يعتزمن الذهاب إلى بؤر التوتر

مدريد - أعلنت الشرطة الإسبانية الجمعة توقيف شابة إسبانية الأربعاء في منطقة فالنسيا (شرق) بينما كانت تستعد للسفر إلى سوريا، حيث كان من المقرر أن تتزوج من جهادي.

ولفتت هذه الإسبانية "شديدة التطرف" التي لم يتم تحديد عمرها، انتباه المحققين عندما تحولت من إتباع "حياة غربية تماما إلى أخرى فارتدت النقاب ودافعت عن أكثر المبادئ الجهادية تطرفا"، وفق ما ذكرت الشرطة في بيان.

ومنذ عام 2014، ألقت الشرطة الإسبانية القبض على ثماني جهاديات كن يعتزمن الذهاب إلى "منطقة نزاع"، لكن لم تقم بتوقيف أحد منذ أكثر من ثلاث سنوات ويعود آخر توقيف إلى فبراير/شباط 2017.

في يناير/كانون الثاني 2020، سافرت الشابة التي تم توقيفها الأربعاء إلى تركيا، حيث تواصلت مع عناصر تشكيل جهادي، متمركز في شمال شرق سوريا.

وذكر البيان أنها استمرت في التواصل معهم بعد عودتها إلى إسبانيا وأرسلت نحو 5 آلاف يورو لأعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية.

وأوضحت الشرطة "رغبتها في أن تصبح شهيدة وتمجيدها مؤخرا للهجمات المرتكبة في فرنسا" بما في ذلك قطع رأس المعلم صامويل باتي "أدى إلى اعتقالها على الفور".

ومثلت أمام قاض صباح الجمعة، حيث تم حبسها احترازيا لمساهمتها في مؤسسة إرهابية وتمويل الإرهاب ورغبتها بالمغادرة إلى منطقة نزاع والدفاع عن الإرهاب.

وبعد توسع سريع جدا وإعلانه دولة الخلافة المزعومة في صيف العام 2014 في عدة مناطق في العراق وسوريا، تكبد تنظيم الدولة الإسلامية نكسات وخسائر في هجمات متتالية شنت عليه في هذين البلدين، حتى سقوط "خلافته" في مارس/آذار 2019.

ويأتي اعتقال هذه "الجهادية" بعد حملة أمنية مكثفة أطلقتها السلطات الاسبانية سواء على أرض الواقع أو عبر مراقبة المنتديات والمنصات الالكترونية التي تروج للتطرف.

وذكرت السلطات الاسبانية أن لدى الاستخبارات والشرطة خطة سيطرة شاملة على جميع المنتديات والدردشات والمواقع الإلكترونية الخاصة بالراديكاليين والإرهابيين.

 وتخشى اسبانيا التي تعرضت قبل سنوات لاعتداءات إرهابية دموية أن تتحرك ذئاب منفردة على غرار ما حدث مؤخرا في العاصمة النمساوية فيينا وقبلها في مدينة نيس الفرنسية.

ولم يكن الاعتداء الإرهابي في برشلونة وفي كاتالونيا الذي راح ضحيته 16 شخصا في اغسطس/اب 2017 الهجوم الأول الذي تتعرضت له إسبانيا، فقد شهدت البلاد هجمات أخرى أبرزها كان الهجوم على أربعة قطارات عام 2004 وراح ضحيته أكثر من 190 شخصا.