استبعاد تركيا من قائمة السفر الأوروبية يعمق جراح اقتصادها

قرار الاتحاد الأوروبي باستبعاد المواطنين الأتراك من لائحة الدول التي يسمح لمواطنيها بالسفر الى منطقة شنغن سينعكس سلبا على قطاعات حيوية في تركيا على غرار السياحة والنقل.
قرار الاتحاد الاوروبي ضربة لصورة تركيا بعد جهودها لتقديم نفسها كدولة آمنة
تركيا لم تقم بدورها لمواجهة تفشي فيروس كورونا ما جعلها دولة موبوءة

انقرة - تشعر تركيا بمأزق حقيقي نتيجة استبعادها من لائحة الدول التي يسمح لمواطنيها بالسفر إلى الاتحاد الأوروبي.
وقالت الخارجية التركية الأربعاء إنها تشعر "بخيبة أمل" لاستبعادها من القائمة معتبرة اياه خطأ يجب معالجته وتداركه.
وأوضح الناطق باسم الخارجية التركية هامي أكسوي في بيان "نشعر بخيبة أمل لعدم إدراجنا في القائمة. نحن في انتظار اصلاح هذا الخطأ في اقرب وقت ممكن".
ووفقا لهذه القائمة التي نشرها الاتحاد الأوروبي الثلاثاء وليست ملزمة للدول الأعضاء، يسمح للمسافرين من 15 بلدا بما فيها الصين ضمن شروط معينة، بالسفر إلى منطقة شنغن.
وقد استبعدت تركيا والولايات المتحدة من هذه اللائحة التي من المقرر مراجعتها كل أسبوعين.
ويعتبر هذا القرار ضربة لصورة تركيا التي تحاول منذ أسابيع تقديم نفسها كدولة آمنة من أجل جذب الزوار وإنقاذ ما يمكن من الموسم السياحي الصيفي.
وتقول أنقرة إنها نجحت في محاربة وباء كوفيد-19، مع معدل وفيات منخفض نسبيا، إذ سجلت حوالى 5100 وفاة ومئتي ألف إصابة وفقا للأرقام الرسمية.
لكن الحصيلة اليومية للإصابات الجديدة ارتفعت بشكل طفيف خلال الأسابيع الأخيرة بسبب تخفيف إجراءات الحجر الشهر الماضي.

ولم تقم السلطات التركية بما يجب لمواجهة تفشي الفيروس حيث خيرت في البداية انقاذ وضعها الاقتصادي على حماية حياة الالاف من مواطنيها وزوارها.
وشهد الاقتصاد التركي هزات عنيفة بسبب تداعيات تفشي وباء كورونا لكن مراقبين يرون ان مشاكل الاقتصاد اعمق من ذلك في ظل انهيار الليرة وفي ظل تدهور علاقات انقرة بالخارج نتيجة السياسات الصدامية للرئيس رجب طيب اردوغان.
ودخلت الحكومة التركية في خلافات حادة مع دول من الاتحاد الاوروبي بسبب ملفات عديدة كالتدخل في ليبيا والتنقيب على النفط شرق المتوسط بطريقة غير قانونية ناهيك عن التدخلات في الشأنين السوري والعراقي.
كما دخل المسؤولون الأتراك في ملاسنات ومشاحنات مع قيادات اوروبية خاصة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي حذر من تداعيات التدخل التركي في ليبيا على امن دول البحر الأبيض المتوسط والدول الأوروبية.

وفشلت تركيا منذ سنوات في جهود الانضمام الى الاتحاد الاوروبي بسبب عدم التزام انقرة بالشروط الاوروبية خاصة دعم الحريات والديمقراطية.
هذا التدهور في العلاقات التركية الأوروبية اضافة الى فشل انقرة في التصدي لوباء كورونا الذي انتشر بشكل كبير بين المواطنين الأتراك دفع الاتحاد الاوروبي الى اتخاذ قراره.
وسيعرف قطاع السياحة التركي إضافة الى قطاعي النقل والتصدير نتيجة القرار الأوروبي مزيدا من المشاكل والخسائر ما سيزيد من تازيم الوضع الاقتصادي ككل.
وتجد تركيا كذلك نفسها معزولة في المنطقة بسبب خلافاتها مع جيرانها العرب ما سيزيد من الحمل الثقيل على الاقتصاد ليكون المواطن التركي اكبر متضرر.