استرضاء الأميركيين وراء انسحاب قطر من أوبك

الدوحة تخشى من تأثر طموحاتها في الولايات المتحدة بقانون نوبك المقترح الذي يسمح بتقديم دعاوى أمام المحاكم الأميركية ضد تكتلات النفط والغاز.

دبي/الدوحة - حتى قبل أن يتولى إدارة سياسة الطاقة القطرية في تغيير حكومي الشهر الماضي، كان سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لقطر للبترول يرغب في أن تغادر الدولة الخليجية أوبك.
وقالت ثلاثة مصادر في القطاع إن الكعبي الملقب بـ"السيد غاز" كان يشعر بالقلق من أن عضوية قطر في أوبك قد تكون حجر عثرة أمام طموحات قطر للبترول في الولايات المتحدة. 
وقد يعرض تشريع أميركي مقترح معروف باسم نوبك (قانون منع التكتلات الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط) أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول إلى دعاوى قضائية، وهو ما سيكون مبعث تهديد لقطر للبترول في الوقت الذي تخطط فيه لاستثمار مزيد من المليارات في الولايات المتحدة.
وتقول المصادر إن خروج قطر بعد نحو ستة عقود من عضوية اوبك جرى الإعداد له منذ أشهر، مدفوعا برغبة الكعبي في التركيز على عنصر قوة قطر في الغاز الطبيعي المسال بدلا من أوبك، حيث للدوحة ثقل محدود كونها لا تنتج الكثير من النفط.
وقال جيمس دورسي الباحث في كلية س. راجاراتنام للدراسات الدولية "يُخرج هذا قطر عن مجمل الجدل الدائر داخل الكونغرس بشأن ما إذا كانت أوبك تكتلا احتكاريا أم لا. وعلى الأقل يضع هذا قطر في قائمة المرضي عنهم أميركيا".

قطر للبترول: ليس لنا وزن كاف في أوبك كي يكون لنا تأثير
قطر للبترول: ليس لنا وزن كاف في أوبك كي يكون لنا تأثير

وعلى الرغم من ذلك، فإن قطر ستظل مرحبة برفع المقاطعة العربية المفروضة على التجارة والنقل والتي أضرت بالناقلة الوطنية، الخطوط الجوية القطرية وشركات لها مصالح في الدول المقاطعة وطلب المستثمرين والبنوك في المنطقة.
وقالت مصادر في قطاع البترول لوكالة رويترز للأنباء إن التهديد باتخاذ إجراء قانوني محتمل بموجب نوبك أصبح مصدر خطر للدوحة في الوقت الذي تسعى فيه لتعزيز مركزها كأكبر منتج للغاز المسال في العالم.
وقطر للبترول المملوكة للدولة هي مالك حصة الأغلبية في مرفأ غولدن باس للغاز المسال في تكساس، وتحوز شركتا النفط الأميركيتان إكسون موبيل وكونوكو فيليبس حصصا أصغر.
وتدرس قطر للبترول شراء أصول غاز أميركية، ومن المقرر أن تبت قريبا في ضخ مزيد من الاستثمار في مشروع غولدن باس للغاز المسال.
وفي حين أن قطر من بين أصغر منتجي أوبك بإنتاج يبلغ نحو 600 ألف برميل يوميا، أو 0.6 بالمئة من الطلب العالمي، فإنها من بين اللاعبين المؤثرين في سوق الغاز العالمية بفضل إنتاجها البالغ 77 مليون طن من الغاز المسال سنويا.
وقال الكعبي في فيينا الأسبوع الماضي إنه لكونها منتجا للغاز في المقام الأول، فإن الدوحة لا ترى قيمة مضافة في عضويتها بأوبك وإن مغادرتها "لم تكن قرارا سياسيا بنسبة 100 بالمئة".
وقال للصحفيين عشية أول وآخر اجتماع يحضره كرئيس لوفد قطر لدى أوبك "ليس لنا وزن كاف في أوبك كي يكون لنا تأثير".

قطر شعرت بالتهميش

وتقول مصادر بالقطاع إن الخروج من أوبك يحمل بصمات الرئيس التنفيذي الذي تولى منصبه في 2014، وقام بدمج شركات تابعة وتسريح آلاف الموظفين بغية إعادة التركيز على أمر واحد: إنتاج مزيد من الغاز.
والكعبي، وهو مهندس تلقى تعليما في الولايات المتحدة، أحد أهم الشخصيات في قطر، وبعد سنوات من إبرام الصفقات لصالح قطر للبترول أصبح معروفا باسم "السيد غاز". ورغم أنه ليس عضوا في الأسرة الحاكمة، فإنه مسؤول عن موارد الغاز الحيوية في بلد لا يزيد سكانه على 2.6 مليون نسمة، وهو مقرب من الدوائر الداخلية لصنع القرار.
ووفق المصادر، فمن المرجح أن تكون خطة الانسحاب من أوبك قد بدأت في يونيو/حزيران حين حضر الكعبي محادثات أوبك في فيينا مع وزير الطاقة في ذلك الوقت محمد السادة.
وبسبب الخلاف الخليجي، لم تعد قطر تحضر اجتماعا تقليديا مغلقا لوزراء النفط الخليجيين للاتفاق على السياسة قبيل المحادثات التي تجرى مرتين سنويا مع جميع أعضاء أوبك.
وقال مصدر في أوبك "القطريون شعروا بالتهميش".
وقال مسؤول خليجي إنه على الرغم من المقاطعة، ظل السادة يملك بعض الاتصالات مع نظيريه السعودي والإماراتي. 
لكن الشهر الماضي، أزاح تغيير حكومي السادة ودفع بالكعبي إلى تولي منصب وزير الدولة لشؤون الطاقة مما يجعله الرئيس الفعلي لشؤون الطاقة.