استضافة قطر طبيبة إسرائيلية يثير غضبا على المنصات الاجتماعية

نشطاء قطريون وعرب يشنون هجوما حادا على النظام القطري بسبب التطبيع مع إسرائيل في موقف يتناقض مع دعم معلن للقضية الفلسطينية.

الدوحة  - شن نشطاء قطريون وعرب هجوما حادا على النظام القطري بسبب تماديه في تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد مشاركة طبيبة إسرائيلية في مؤتمر بالدوحة حيث أصبحت ادعاءات المسؤولن القطريين بمناصرة القضية الفلسطينية تثير الاستهجان والسخرية.

وأثارت مشاركة طبيبة إسرائيلية في مؤتمر طبي دولي أقيم الاثنين في مستشفى قطري بالعاصمة الدوحة، ردود فعل غاضبة لدى عدد من القطريين والعرب على حد سواء، حيث اتهموا الدوحة بانتهاج أسلوب تطبيع علاقاتها مع اسرائيل تدريجيا لتتجاوز الاجتماعات السياسية السرية بين المسؤولين القطريين والإسرائيليين وتشمل المجالات الاقتصادية والرياضية والإعلامية علنا.

وتداول نشطاء صور المديرة التنفيذية للمجلس القومي الإسرائيلي للطفل فيريد ويندمان وهي داخل مستشفى قطري بعد أن تلقت دعوة للمشاركة في المؤتمر الخاص بحماية الطفل.
وتداولت مجموعات على مواقع التواصل هاشتاغ "بسكم تطبيع" (يكفيكم تطبيع)، استنكرت فيه دعوة الطبيبة الإسرائيلية للحديث عن الأطفال، في وقت يواصل فيه الاحتلال قتل الأطفال وانتهاك حقوقهم في فلسطين.
كما استنكر مغردون عدم تفاعل الحكومة القطرية بشكل إيجابي مع الحملات الرافضة للتطبيع مع إسرائيل.
واستنكرت مغردة على تويتر استضافة الطبيبة الإسرائيلية في قطر متسائلة "كيف نستضيف من يقتل الأطفال ويحرمهم من حقوقهم؟".

وكتبت مغردة أخرى "شي مخزي نستضيف قتله ومغتصبين لإخواننا الفلسطينيين وبكل صدر رحب نبين لهم شكثر احنا مغفلين و سذج ! عار عليكم".

ومنذ أيام دشن نشطاء قطريون حملة على تويتر لكشف حالات تطبيع الحكومة القطرية مع إسرائيل وفضح سياساتها المتناقضة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها الدوحة مع وفود طبية من تل أبيب، حيث كشف حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية في نوفمبر الماضي على صفحته بتويتر أن وفدا طبيا إسرائيليا زار قطر للمشاركة في المؤتمر الدولي لجراحة الأطفال.

وأشار إلى أن الوفد ضم تسعة أطباء إسرائيليين بقيادة ران شتاينبرغ رئيس قسم جراحة الأطفال بمستشفى رمبام في حيفا.
وسبق أن استنكر مغردون قطريون أيضا مشاركة رياضيين يمثلون إسرائيل في النسخة 27 من بطولة العالم لألعاب القوى، التي أقيمت في الدوحة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقبلها رفرف العلم الإسرائيلي في الدوحة خلال افتتاح بطولة العالم للجمباز التي أقيمت في قطر في أكتوبر/تشرين الأول 2018 وشارك فيها لاعبون إسرائيليون أيضا.

غ
دعم حماس تتشدق به الدوحة على الفلسطينيين

ويبدو أن الدوحة تتعمد مثل هذه المشاركات الإسرائيلية بعد ثنائها على الجهود الأميركية في عملية السلام في الشرق الأوسط بعد أن كشفت واشنطن عن تفاصيل "صفقة القرن" التي رفضها الفلسطينيون.

ورغم سعي قطر الدائم للتشدق إعلاميا بمساعدة الفلسطينيين ودعم قضيتهم برفض التطبيع، إلا أن علاقاتها مع تل أبيب تعد الأكثر انسجاما وألفة في الشرق الأوسط منتهجة نفس الطريقة التي تعتمدها حليفتها تركيا.

وحتى الدعم المادي الذي تقدمه الدوحة على أنه مساعدات للفلسطينيين يذهب أغلبه إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليه الفصائل الإسلامية في مقدمتها حركة حماس والجهاد الإسلامي المدعومين سياسيا من الدوحة.

وعرف السفير القطري في غزة محمد العمادي بعلاقاته مع الفلسطينيين كما الإسرائيليين وشوهد مرارا وهو يتنقل بسهولة من رام الله أو غزة نحو تل أبيب بمساعدة إسرائيلية.

وكان لافتا تحدث وسائل الإعلام القطرية والتركية أيضا عن التطبيع المتزايد في العلاقات بين الدوحة وتل أبيب في حين أنه من النادر أن تتحدث عن مسائل تخص المعارضة مثلا أو التهم التي تواجهها الدوحة بخصوص ملفات الفساد التي طالت استضافتها المشبوهة للعديد من المناسبات الرياضية الدولية أو ملف انتهاكات حقوق العمالة الوافدة.

وكشفت مصادر في وقت سابق أن السفير القطري الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني ونائبه شاركا في وضع اللمسات الأخيرة على الخطة الأميركية المقترحة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لافتة إلى أنهما حضرا الاجتماع الثاني بشأن صفقة القرن والذي عقده كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر في 29 من يناير بمقر وزارة الخارجية الأميركية، بعد يوم من الإعلان عن الخطة الأميركية، وهو ما يتناقض مع ما تروجه قطر عبر أذرعها الإعلامية لمعارضتها.

ويخدم التركيز الإعلامي على زيارة الإسرائيليين لقطر النظام القطري الذي يحاول عدم خسارة تنظيم كأسالعالم لكرة القدم في 2022 بشتى الطرق حتى وإن كانت على حساب الفلسطينيين فالترويج للتطبيع علنا وفي وسائل الإعلام منذ الآن يرفع عنها حرجا كبيرا لاستضافة المزيد خلال التظاهرة الرياضية الأكبر في العالم.

وهذا ما صرح به فعلا المسؤولون القطريون في السنوات القليلة الماضية حين قالوا إن "الإسرائيليين مرحب بهم في الدوحة لمشاهدة الفرق التي ستشارك في المونديال".

وقطر التي سخرت منابر إعلامها لتجريم وجود علاقات بين بعض الدول العربية وبين تل أبيب تنتقل اليوم بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل من السر إلى العلن بعد أن اختبرت مكاسبه منذ تسعينيات القرن الماضي.

وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان مع إسرائيل بمعاهدتي سلام، لا تقيم أية دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.
وسياسة قطر في السابق لإبقاء العلاقات مع الجانب الإسرائيلي بدرجات متفاوتة في السر، ليس إلا استثمارا للوبيات القوية التي تديرها مؤسسات موالية لإسرائيل حول العالم، حيث تعتمد الدوحة على تلك الجهات لتحسين صورتها في العالم.

وفي عدة تصريحات له تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو عن "تقارب كبير" بين تل أبيب ودول عربية.