استعادة شعرك من براثن داء الثعلبة بات ممكنا
واشنطن – يعاني كثيرون في صمت الاثار الجسدية والنفسية لمرض تساقط الشعر المسمى داء الثعلبة، لكن بشرى من إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد تغير حياتهم بموافقة الاخيرة على أول دواء، يؤخذ على شكل حبوب عن طريق الفم للاضطراب المناعي الشائع.
ويعد داء الثعلبة اضطراباً في المناعة الذاتية؛ حيث يهاجم الجسم بصيلات الشعر الخاصة به، مما يؤدي إلى تساقطها. ويظهر هذا على شكل بقع كبيرة من الشعر المفقود.
ويعد دواء باريسيتينيب أول دواء يعالج الجسم بالكامل بدلاً من منطقة واحدة فقط. وينتمي هذا الدواء إلى فئة الأدوية المثبطة لإنزيم جاك التي تمنع نشاط إنزيم واحد أو عدة إنزيمات مسببة للالتهاب.
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية قد وافقت على استخدام دواء باريسيتينيب في عام 2018 كعلاج لالتهاب المفاصل الروماتويدي، كما تم استخدامه في الآونة الأخيرة كعلاج لفيروس كورونا في بعض البالغين في المستشفيات.
ومؤخراً، فقد اختبر الباحثون دواء باريسيتينيب على مئات المرضى الذين يعانون من الثعلبة البقعية في تجربتين عشوائيتين.
وشملت التجربة أشخاصا فقدوا على الأقل 50 في المائة من شعرهم بسبب مرض الثعلبة. وأظهر الدواء فعالية كبيرة حيث استعاد الأشخاص الذين خضعوا للاختبار 80 بالمئة من شعرهم خلال 6 أشهر من تناول الدواء.
ثلث المرضى تقريبا الذين أخذوا دواء باريسيتينيب شفوا من تساقط الشعر
وفق نتائج دراسة المجموعة الأولى استعاد 22 بالمائة من 184 شخص أخذوا 2 ميلغرام من الدواء نسبة كبيرة من شعر رأسهم أما من أخذوا 4 ميليغرام من الدواء فقد استعاد 35 بالمائة شعر رأسهم، من بين 281 شخصا. أما بالنسبة لـ 189 شخصا ممن أخذوا دواء وهميا فلم تتعدى نسبة شفائهم 5 بالمئة.
أما بالنسبة للمجموعة الثانية فاستعاد 17 بالمئة من 156 شخصا اخذوا ميلغرامين من الدواء شعرهم في حين بلغت نسبة المتعافين الذين أخذوا 4 ميليغرامات من الدواء 34 بالمئة من مجموع 234 شخص. بالمقابل لم تتعدَ نسبة الشفاء لدى 156 الذين تلقوا دواء وهميا 3 بالمئة.
وانطلاقا من هذه الدراسة فإن ثلث المرضى تقريبا الذين أخذوا دواء باريسيتينيب شفوا من تساقط الشعر.
وحول هذا الدواء يقول بريت كينغ، وهو بروفيسور في كلية الطب بجامعة ييل الأميركية والمشرف على هذه الدراسة، "إنه لأمر مدهش أن نتوفر على دواء يمكن أن يساعد الناس على استعادة ثقتهم بأنفسهم والعودة إلى طبيعة حياتهم واكتشاف ذاتهم من جديد وإظهارها للآخرين".