'استعادي' يرسم المسيرة الفنية للفلسطينية سوزان حجاب

معرض فنانة تشكيلية مقيمة في ألمانيا يقدم مجموعة من الأعمال بأحجام مختلفة ويتطرق الى الرحيل والمرأة والحرية والجسد والدين.

القدس - يحلم الفنان المقدسي جاك برسكيان بأن ينجح في تعريف الجمهور بأعمال فنانة فلسطينية لها تجربتها وتميزها لكنها بقت بعيدة عن الأضواء طيلة ما يزيد عن أربعة عقود من الرسم.
وقال برسكيان خلال افتتاح معرض الفنانة سوزان حجاب (78 عاما) في مؤسسة عبدالمحسن قطان في رام الله السبت "كانت بداية معرفتي بسوزان مطلع التسعينات وفي العام 97 أقمت لها معرضا في القدس".
وأضاف "لكن محاولتي هذه كانت فاشلة في إعطائها منصة ومساحة في المشهد الفني وربما كان ذلك بسبب الظروف في تلك المرحلة".
وتعيش سوزان في ألمانيا التي سافرت إليها لدراسة الفنون وهي في سن التاسعة عشر.
وتنحدر سوزان من أسرة فلسطينية هاجرت من مدينة يافا عام 1948 إلى الإسكندرية حيث كانت في السادسة من عمرها.

الرحيل هو الأهم في أعمالي، كلها تتوقف على الرحيل إلى الأمل الذي نتمناه 

وأوضح برسكيان أنه اختار أن يكون عنوان المعرض (استعادي) لأن اللوحات المعروضة فيه تمثل المسيرة الفنية لسوزان على ما يزيد عن أربعة عقود.
وقال "رغم الإمكانيات المحدودة تمكنت من إحضار هذه المجموعة من اللوحات الفنية من ألمانيا وعددها تقريبا خمسين والتي تبدأ من منتصف السبعينات لغاية العام الماضي".
وأضاف "المعرض مقسم إلى مجموعات كل مجموعة تتناول موضوعا معينا وتعكس المرحلة التي عاشتها سوزان".
ويبدأ المعرض بلوحة تحمل عنوان (تل الزعتر) تظهر فيها سيدة فلسطينية تتكئ على الأرض بيد وتحمل باليد الأخرى سلاحا رشاشا رسم عليه علم فلسطين وأسفله وجه سيدة أخرى استخدمته في كتابة كلمة تل الزعتر.
ويمكن لزائر المعرض أن يتنقل بين مجموعة من الأعمال بأحجام مختلفة والتي تتحدث عن الرحيل والمرأة والحرية والجسد.
ويتيح المعرض لزائريه متابعة تسجيلا مصورا مدته خمس دقائق لمقابلة بين برسكيان وسوزان في بيتها المتواضع في فرانكفورت بألمانيا تتحدث فيه عن تجربتها الفنية.
وتقول الفنانة التشكيلية وقد بدا عليها التعب مع تقدمها في السن خلال المقابلة "الرحيل هو الأهم في أعمالي، كلها تتوقف على الرحيل إلى الأمل الذي نتمناه".
وتصف سوزان تجربتها في لبنان الذي عاشت فيه بضع سنوات بأنها كانت "مرة" وأن الأمل هو الذي أنقذها.
وتشبه الحياة خلال حديثها عن لوحة عمودية بمصعد لا يتوقف وتقول "الحياة ماشية مثل المصعد الذي لا يتوقف". وتقول إن "الحقيقة المرة هي رسم الواقع".
ويرى برسكيان أن أعمال سوزان لا تقل عن الكثير من الأسماء الفلسطينية المشهورة في الفنون التشكيلية مثل سليمان منصور وإسماعيل شموط ونبيل عناني وغيرهم.
وقال "لو أتيحت لها الفرصة كما أتيحت لفنانين آخرين لرأينا لها إنتاجا أكبر وشهرة أوسع".
وأوضح برسكيان أن ما قدم في هذا المعرض، وهو جزء بسيط من أعمالها، تم بجهود ذاتيه في مرسمها المتواضع في بيتها.
وقال "تشاهدون في المعرض مجموعة من اللوحات الفنية المركبة إلى جانب بعضها لتشكل فيما بينها لوحة واحدة هذا لأنه ليس لديها مكان لرسم لوحة كبيرة مرة واحدة فكانت تقسمها إلى لوحات وبعد ذلك تجمعها".
ويتضح من حديث سوزان في المقابلة المذاعة بالمعرض أن لديها فلسفة في أعمالها الفنية عندما تتحدث عن المرأة والرجل أو الحرية أو الدين كما أنها تستخدم الرسومات المباشرة أو الرموز في لوحاتها الفنية.
ويستمر المعرض الذي تقيمه مؤسسة المعمل للفن المعاصر ومؤسسة عبدالمحسن قطان حتى الثاني من أبريل/نيسان.
وتنشغل العديد من المعارض في فلسطين بقضايا معاصرة وآنية وهامة وتركز على القضية الفلسطينية وحقوق اللاجئين والسلام.