استعدادات عراقية حثيثة لأي توقف في واردات الغاز الإيراني

أردوغان طلب زيادة كميات النفط التي تشتريها أنقرة من بغداد، لمواجهة العقوبات الأميركية على شراء النفط الإيراني.
العراق يستورد شهريا حوالى 28 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني
مصفاة كربلاء العراقية ستبدأ العمل في 2022
توقيع عقد لتطوير مصفاة كركوك سيوفر يوميا 160 طنا من الغاز السائل
أردوغان يعرض على عبدالمهدي المساهمة في تلبية احتياجات العراق من الطاقة الكهربائية

بغداد - أكد وزير النفط العراقي ثامر الغضبان اليوم الخميس، أن بلاده لديها خطط طوارئ تحسبا لأي توقف في واردات الغاز الإيرانية لشبكة الكهرباء في البلاد، لكنه يأمل بعدم حدوث أي تعطل لها.

وأضاف أن الاجتماع القادم الذي تعقده لجنة المراقبة الوزارية لأوبك في السعودية، سيقيم التزام الدول الأعضاء بتخفيضات الإنتاج الحالية، مشيرا إلى أن أسعار النفط الحالية والأسواق مستقرة.

وقال الغضبان للصحفيين في بغداد إن تركيا طلبت من العراق شراء المزيد من خامه. يأتي ذلك بعد يوم من توجه رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى تركيا للاجتماع مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

ويعتمد العراق اعتمادا شديدا على واردات الغاز الإيرانية في توفير إمدادات الكهرباء للبلاد، التي يزيد استهلاكها أكثر من المعتاد خلال أشهر الصيف.

ويستورد العراق حاليا شحنات غاز إيرانية شهريا، تصل إلى 28 مليون متر مكعب.

وحصل العراق على إعفاء أميركي من العقوبات المفروضة على إيران، تتيح له أن يستورد الغاز الإيراني لكن تلك الإعفاءات سينتهي في يونيو المقبل ما يوجه الأنظار إلى مصير مشتريات بغداد من الطاقة الإيرانية.

وكان انقطاع الكهرباء من بين شكاوى المحتجين في المظاهرات التي تحولت إلى أعمال عنف في البصرة، مركز النفط بالعراق، في العام الماضي.

وتحث الولايات المتحدة بغداد على توقيع اتفاقات طاقة مع شركات أميركية بما في ذلك منح جنرال إلكتريك حصة من خطة قيمتها 14 مليار دولار في قطاع الكهرباء تقول واشنطن إنها ستساهم في تقليص اعتماد العراق على إمدادات الطاقة الإيرانية.

كما عرضت دول خليجية على بغداد إمكانية الربط الكهربائي لتحويل فائض الإمدادات لديها، إضافة إلى عروض لإنشاء محطات جديدة لتغذية الشبكة العراقية.

وفعلا وقعت بغداد مع السعودية في شهر أبريل الماضي اتفاقات واسعة خلال زيارة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي إلى الرياض.

دول خليجية عرضت على بغداد إمكانية الربط الكهربائي لتحويل فائض الإمدادات لديها، إضافة إلى عروض لإنشاء محطات جديدة لتغذية الشبكة العراقية

وقال الغضبان أن شركات النفط العالمية تعمل بشكل طبيعي وطمأنها بأن حقول النفط في شمال وجنوب البلاد سالمة وآمنة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين الولايات المتحدة وإيران.

وأجلت الولايات المتحدة موظفين غير أساسيين من بعثاتها الدبلوماسية في العراق بسبب تهديدات لم تحددها من إيران يوم الأربعاء.

ونفت مصادر مقربة من شركات نفط أجنبية تقارير عن إجلائها موظفين يوم الأربعاء.

وقال الغضبان إن مصفاة كربلاء العراقية في جنوب البلاد ستبدأ العمل في 2022 بطاقة إنتاجية 150 ألف برميل يوميا.

وأكد الغضبان خلال حضوره حفل توقيع عقد استثماري لتطوير مصفاة كركوك أبرمته وزارة النفط اليوم الخميس، سيوفر مليوني برميل باليوم من البنزين المحسن و160 طنا من الغاز السائل.

وأضاف أن "الوزارة حريصة على التعجيل بمشاريع النهوض بقطاع التصفية وصولا إلى تغطية الحاجة المحلية وتطوير وتحسين المنتجات النفطية والارتقاء إلى المواصفات العالمية المعتمدة"، مشيرا إلى إن الحكومة ماضية في النهوض بالمصافي العراقية وزيادة الطاقة الإنتاجية من خلال إضافة وحدات جديدة للمصافي الحالية وإنشاء المصافي الجديدة وبتكنلوجيا عالمية".

وأوضح الغضبان أن هذا العقد "سيوفر مليوني برميل باليوم من البنزين المحسن تغطي جزءا كبيرا من حاجة كركوك والمحافظات المجاورة".  

وبلغت قيمة العقد الاستثماري الذي أبرم بين شركة مصافي الشمال وبين شركة البرهم 400 مليون دولار وتدوم مدة تنفيذه 24 شهرا.

وتأتي تصريحات الغضبان بعد يوم من لقاء عبدالمهدي بأردوغان في أنقرة، وتزامنا مع زيارة ضغوط الولايات المتحدة على إيران، جار العراق وحليفه، عبر تشديد العقوبات وخصوصا على صادرات طهران النفطية.

عيون أردوغان على النفط العراقي في ضل العقوبات الأميركية على إيران
عيون أردوغان على النفط العراقي في ضل العقوبات الأميركية على إيران

وكان الرئيس التركي قد أشار أمس الأربعاء، خلال لقائه برئيس الوزراء العراقي إلى إمكانية إسهام بلاده في تلبية احتياجات العراق على المدى القريب بمجال الطاقة الكهربائية.

وقال أردوغان "أكدنا أهمية تفعيل خط أنابيب نفط كركوك- جيهان المتضرر من قبل داعش في أقرب وقت".

وقالت وكالة الأناضول التركية إن عبدالمهدي أعلن عن طموح بلاده بزيادة التبادل التجاري مع تركيا.

وأوضح رئيس الوزراء العراقي "كانت لدينا مباحثات في أمور كثيرة مع الرئيس أردوغان، وناقشنا المشاريع الصناعية والزراعية ومسألة النفط والمياه والمنافذ الحدودية، وأموراً كثيرة أخرى، وستتم متابعتها بشكل جدي".

وأضاف أن "حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا سجل أرقاماً كبيرة".

وتبحث أنقرة عن طرق لزيادة مشترياتها من النفط بعد القرار الأميركي إنهاء الإعفاءات الممنوحة لمجموعة دول منها تركيا لشراء النفط الإيراني وتجد في العراق الجار القريب البديل المناسب.

وأعربت أنقرة في وقت سابق عن معارضتها للقرار الأميركي، وأواخر أبريل الماضي أعلنت أنها تعمل مع إيران على وضع آلية للالتفاف على العقوبات الأميركية التي تهدف لوقف التجارة مع طهران.

وتخشى تركيا من التأثير السلبي للعقوبات الأميركية ضد طهران على اقتصادها، الذي دخل العام الماضي أول مرحلة ركود منذ عقد، كما تتعرض العملة التركية لاضطرابات خطيرة منذ أسابيع.

وستورد تركيا أغلب احتياجاتها من النفط والغاز من إيران، حيث أصبحت طهران في العام 2017 المصدر الأول الذي تحصل منه أنقرة على الطاقة بما يعادل 44.6 بالمئة من مجموع الإمدادات النفطية و17 بالمئة من إجمالي واردات الغاز، فيما تعتمد في النسبة الباقية على العراق وروسيا والكويت والسعودية.