استقالات متواترة تهز حزب بوتفليقة رفضا للولاية الخامسة
الجزائر - بدأ أعضاء في حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم منذ الاستقلال، ينفضون من حول الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة والانضمام للاحتجاجات الرافضة لترشحه لولاية رئاسية خامسة، في خطوة تعكس حجم الخلافات والانقسامات التي تعصف بجبهة التحرير على خلفية تنامي الحراك الشعبي.
وذكر تلفزيون 'الشروق' المحلي الخاص اليوم الجمعة أن عدة نواب من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر استقالوا من عضوية الحزب لينضموا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة، فيما كشف موقع 'تي ايس ايه' أن جبهة التحرير سجلت قرابة سبع استقالات في صفوفها.
وقرر برلمانيون سابقون وأعضاء من اللجنة المركزية ترك الحزب والانضمام إلى حراك الشارع ضد ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة. وقال النائب السابق في الحزب نورالدين جعفر "لقد اجتمعنا وفكرنا كثيرا، قبل أن نقرر الاستقالة من الحزب".
وأضاف "بما أنه لا يوجد أي تغيير في الأفق وعلى الرغم من النداءات المتعددة لقيادة الافلان (التمسية الفرنسية المختصرة لحزب جبهة التحرير الوطني)، لا تزال تلتزم الصمت تجاه انشغالاتنا وانشغالات الشعب وهذا ما دفعنا إلى الاستقالة والوقوف إلى جانب الشعب".
أعضاء في حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم منذ الاستقلال، ينفضون من حول الرئيس المنتهية ولايته
وأشار إلى ان هنالك قيادات في الحزب الحاكم ترفض ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة قائلا "نحن ضد العهدة الخامسة وقد شاركنا في المسيرات حتى قبل استقالتنا"، موضحا أن المجموعة الأولى من المستقيلين تتكون من سبعة مسؤولين في الحزب.
وقال انهم أعضاء في اللجنة المركزية ونواب سابقون وهم عبدالقادر شرار وبوعزارة محمد وشداد عبدالقادر وساحلي عبدالرحمان وحناشي نادية وبن علي فؤاد وحكيمي صلاح.
وأوقفت السلطات الجزائرية رحلات القطارات في العاصمة إلى جانب خدمات الترام ومترو الأنفاق في الوقت الذي بدأ المتظاهرون الوصول لقلب العاصمة.للاحتجاج ضد ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة.
وكانت دعوات انتشرت الخميس على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو لانضمام المتظاهرين من محافظات أخرى إلى مسيرات ستشهدها الجزائر العاصمة الجمعة.
وتوقفت خدمة مترو أنفاق الجزائر الذي يشتمل على خطين اثنين من ساحة الشهداء بوسط المدينة نحو الحراش شرقا وعين النعجة جنوبي العاصمة.
كما أعلنت شركة النقل بالسكك الحديدية، وقف رحلات قطارات ضواحي العاصمة. وأوقفت رحلات القطار البعيدة كذلك نحو محافظات غرب وشرقي البلاد.
وتجمع آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة، رافعين شعارات رافضة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة، فيما يستمر عند ظهر اليوم وصول رجال ونساء رافعين أو ملتحفين بالعلم الجزائري إلى ساحة البريد.
وتوقفت خدمة تراموي الجزائر الذي يربط منطقة العناصر بوسط المدينة بالضاحية الشرقية للعاصمة، وسط اجراءات مراقبة مشددة على الطريق السريع الشرقي الرابط بين المطار ووسط العاصمة.
وبدأت المسيرات بعد صلاة الجمعة، وكانت بعض الأصوات قد طالبت بتأدية الصلاة في الشوارع، لكن شباب عبر فيسبوك قادوا مبادرات مضادة لها، مشيرين إلى أن "الشارع فقط للتظاهر أما الصلاة فمكانها المساجد فقط".
وتدخل الاحتجاجات الحاشدة أسبوعها الثالث في أكبر تحد للرئيس الذي سافر للعلاج في سويسرا منذ الأحد الماضي وهو يحكم البلاد منذ 20 عاما ويخوض الانتخابات سعيا للفوز بفترة جديدة.وحذرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالجزائر رعاياها من مظاهرات اليوم الجمعة في جل محافظات البلاد.
وحذرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالجزائر رعاياها من مظاهرات اليوم الجمعة في جل محافظات البلاد.
وأعلنت سفارة واشنطن في تغريدة على تويتر أن "المظاهرات والإضرابات في جميع أنحاء الجزائر ستستمر. ندعو المواطنين الأميركيين للحد من تنقلاتهم غير الضرورية وعدم المشاركة في المظاهرات وتفادي الحشود".
وواصل الجزائريون تظاهراتهم بعد تجاهل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الاحتجاجات الرافضة لترشحه لولاية رئاسية خامسة، حيث تقدم رسميا بملف ترشحه لخوض استحقاق 18 أبريل/نيسان الرئاسي، وفق ما ذكر تلفزيون النهار الأحد، لكنه تعهد في المقابل بأنه في حال انتخابه مجددا رئيسا في 18 ابريل/نيسان، بعدم إنهاء ولايته والانسحاب من الحكم بعد تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة يحدد تاريخها إثر مؤتمر وطني.
وشهدت البلاد الجمعة الماضي أكبر موجة احتجاج حتى الآن والتي شملت خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن 183 شخصا أصيبوا وتوفي شخص إثر إصابته بأزمة قلبية.
وقال مسؤول محلي إن شخصا لقي حتفه الجمعة في احتجاجات شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين في عدة مدن بأنحاء الجزائر.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الرجل البالغ من العمر 60 عاما أصيب بنوبة قلبية.
وقال شهود إن الاحتجاجات كانت سلمية في معظمهما لكن مشادات وقعت بين الشرطة ومحتجين قرب القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر بعد تراجع أعداد المتظاهرين.