استقالة أهم مساعدي الرئيس الأفغاني

اشرف غني يرفض استقالات وزيري الدفاع والداخلية ومدير إدارة الأمن القومي ويطلب منهم الاستمرار في العمل اثر احتجاجهم على سياسات الحكومة في إدارة الوضع الأمني مع تصاعد هجمات طالبان وقرب الانتخابات البرلمانية.

كابول - أعلنت الحكومة الأفغانية أن الرئيس أشرف غني رفض الأحد الاستقالات التي قدمها أكبر ثلاثة مسؤولين عن الأمن يوم السبت. وقدم وزيرا الدفاع طارق شاه بهرامي والداخلية ويس بارماك بالإضافة إلى معصوم ستانكزاي مدير مديرية الأمن القومي استقالاتهم يوم السبت بعد ساعات من استقالة مستشار الأمن القومي حنيف عتمار.
وقال هارون شاخنسوري المتحدث باسم الحكومة في بيان إن غني طلب من المسؤولين الثلاثة مواصلة مهامهم "والعمل على تحسين الوضع الأمني".
وقال مسؤولان كبيران بوزارة الداخلية إن هؤلاء المسؤولين الأمنيين أشاروا إلى أن السبب الرئيسي للاستقالة هو الخلافات مع الحكومة بشأن السياسة وسط تدهور الوضع الأمني.
ولكن غني رفض الاستقالات وبدلا من ذلك طلب منهم ذلك إيجاد طرق لمنع شن الجماعات المتشددة هجمات جديدة.
وأكد القتال العنيف بين مقاتلي طالبان والقوت الأفغانية عبر البلاد هذا العام بالإضافة إلى تكرار الهجمات الانتحارية في كابول والمدن الرئيسية الأخرى الوضع الأمني الصعب الذي يواجه أفغانستان.
وتستعد السلطات لوقوع مزيد من الهجمات مع اقتراب الانتخابات البرلمانية التي تجري في 20 أكتوبر/تشرين الأول. ولكن مع ذلك فقد صدم نطاق العنف المسؤولين الحكوميين الذين يواجهون انتقادات لاذعة بسبب طريقة معالجتهم للحرب.
والسبت، قال مسؤول إن انتحاريا قتل ثلاثة أشخاص على الأقل بتفجير عبوة ناسفة قرب مكتب للجنة الانتخابية في مدينة جلال اباد بشرق أفغانستان حيث كان عشرات المحتجين متجمعين لدعم مرشح برلماني استبعده المسؤولون باللجنة الانتخابية بسبب ما يشتبه أنها صلات له بجماعات مسلحة.
وأدى منع العشرات من أصحاب النفوذ والنواب من خوض الانتخابات، بسبب الاشتباه في صلات بينهم وبين جماعات مسلحة غير مشروعة، لخروج احتجاجات وإطلاق تهديدات بعرقلة انتخابات عامة مهددة بالفعل بسبب الوضع الأمني المتدهور.
وحذرت حركة طالبان المواطنين من المشاركة في الانتخابات، وقُتل عشرات الأشخاص في هجمات مسلحين على مراكز لتسجيل الناخبين.
وقام أنصار مرشحين مستبعدين باعتصامات أمام عدد من مكاتب لجنة الانتخابات في شتى أنحاء أفغانستان خلال الأسبوعين الماضيين.

استقالة مقبولة من عتمار، حليف الروس
استقالة مقبولة من عتمار، حليف الروس

واستقال عتمار، وهو أحد أكثر مساعدي الرئيس أشرف غني نفوذا في خطوة قال أحد المسؤولين إنها ربما تسبق ترشح عتمار لانتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل.
وقال المتحدث الرئاسي هارون شاخنسوري إن الرئيس غني قبل استقالة عتمار. ولم يذكر المتحدث سببا رسميا للاستقالة المفاجئة لكن نسخة من خطاب الاستقالة أفادت بأنه كان "على خلافات شديدة مع قيادة الحكومة فيما يتعلق بالسياسات والمبادئ".
وقال مسؤول حكومي كبير مقرب من عتمار، مشترطا عدم ذكر اسمه، إن مستشار الأمن القومي السابق يفكر في خوض الانتخابات أمام غني العام المقبل. وأضاف "استقال لأنه يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل".
ويعتبر عتمار (49 عاما) ثاني أقوى مسؤول في أفغانستان منذ توليه منصب مستشار الأمن القومي بعد أداء غني اليمين رئيسا للبلاد في أواخر عام 2014.
وشغل عتمار أيضا منصب وزير الداخلية في عهد الرئيس السابق حامد كرزاي لكنه أقيل عام 2010 على خلفية هجوم لحركة طالبان.
ولم يتضح بعد تفاصيل الخلاف بين عتمار وغني لكن الحكومة الأفغانية رفضت الأسبوع الماضي حضور محادثات سلام برعاية روسية كان من المتوقع أن يحضرها ممثلون عن طالبان. ويعتبر عتمار حليفا مقربا لروسيا.
وقال المتحدث الرئاسي إن غني عين السبت سفير أفغانستان لدى الولايات المتحدة حمد الله محب (35 عاما) مستشارا للأمن القومي محل عتمار.