استقالة جماعية من حزب العمال في بريطانيا

7 نواب بريطانيين يعلنون استقالتهم من حزب العمال المعارض، احتجاجا على سياسات الحزب بشأن ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واتهام بعض أعضائه بمعاداة السامية.
انتقادات لكوربن بشأن موقفه من بريكست

لندن - أعلن سبعة نواب من حزب العمال البريطاني في مؤتمر صحافي الاثنين، انشقاقهم عن أكبر حزب معارض في المملكة المتحدة، بسبب إدارة زعيمه جيريمي كوربن لبريكست واتهامه بعدم التحرك في مواجهة معاداة السامية.

وتأتي استقالة النواب السبعة في الوقت الذي بدأت فيه رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، حملة دبلوماسية، في محاولة لإنقاذ اتفاقيتها الخاصة ببريكست مع الاتحاد الأوروبي.

والنواب المستقيلون هم، تشوكا أومونا، لوسيانا بيرغر، كريس ليزلي، أنجيلا سميث، مايك جابس، غافن شوكر وآن كوفي.

وقالت النائبة لوسيانا بيرغر إن النواب سيشكلون كتلة خاصة بهم في البرلمان. وشددت على أن "القرار كان صعب الاتخاذ، مؤلم لكن ضروري".

وبعبارات قاسية، تحدّث كل من النواب عن أسباب انشقاقهم، قائلين أنهم يشعرون بالاشمئزاز مما قالوا إنه معاداة للسامية موجودة داخل الحزب.

وعقب استقالة النواب السبعة، تراجعت مقاعد حزب العمال في البرلمان البريطاني إلى 249 مقعدا.

وتأتي الاستقالة بعد أيام من إعلان الشرطة البريطانية أنها أجرت تحقيقا بشأن مزاعم ارتكاب جرائم كراهية معادية للسامية من جانب أعضاء في حزب العمال. ويشار إلى أن المزاعم بشأن معاداة السامية داخل حزب العمال قائمة منذ عدة سنوات.

ورأى النائب كريس ليزلي أن "الحزب الذي كنا فيه لم يعد كما كان، لقد سيطر عليه اليسار المتطرف".

وأكد النائب البارز الصاعد شوكا أومونا رغبته في "رمي السياسية القبلية القديمة في سلة المهملات" للنهوض برؤية مختلفة للسياسة.

وعلق أومونا على استقالته بتغريدة على تويتر كتب فيها "أصبحت ناشطا سياسيا لخدمة المجتمع وتغيير البلد نحو الأفضل. قراري اليوم، والذي كان مؤلما وصعبا، في صلب القيم والمبادئ التي أؤمن بها".

ومن المرجح أن تتسبب استقالة أومونا الذي يقود جماعة تدعو إلى إجراء استفتاء ثاني بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في الإضرار بالحزب بشكل خاص.

كما أعلن النائب مايك غابس من جهته أنه "غاضب من أن توجه حزب العمال يسهّل بريكست".

ويواجه كوربن انتقادات لأنه لم يتخذ موقفا واضحا من مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يريد عدد من أعضاء حزب العمال ونوابه في البرلمان أن يتولى زمام المبادرة في السعي لمنع بريكست قبل أن ينفذ الوقت، إلا أن بعض الأعضاء الأساسيين متشبثين أيضا بأنهم لن يستطيعوا أبدا أن يدعموا فكرة الاستفتاء.

وقال لين ماكلوسكى، الأمين العام للنقابة العمالية والحليف المقرب من كوربين، في وقت سابق إن وقف بريكست ليس الخيار الأفضل لأمتنا، مما أثار جدلا كبيرا.

وتابع في تصريحات تلفزيونية قائلا إن رأيه أنه قد تم إجراء استفتاء في عام 2016 صوت فيه الناس لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، ومحاولة الابتعاد عن هذا والتراجع عنه يهدد النسيج الديمقراطي الذي نعمل من خلاله.

وكان كوربين قد حدد في خطاب منذ أسبوعين خمس شروط لدعم ماي في خطتها لبريكست، وهي ضرورة أن تتضمن اتحاد جمركي دائم وشامل على مستوى المملكة المتحدة يكون له قول في الصفقات التجارية المستقبلية، والتوافق الوثيق مع السوق الموحد مدعوما بالمؤسسات المشتركة، والانحياز للحقوق والحماية بحيث لا تتراجع المعايير البريطانية عن تلك الخاصة بالاتحاد الأوروبي. مع التزامات واضحة حول مستقبل مشاركة بريطانيا في وكالات الاتحاد الأوروبي وبرامج التمويل، وأخيرا وجود اتفاقيات لا لبس فيها حول مستقبل الترتيبات الأمنية مثل استخدام مذكرة التوقيف الأوروبية.

ومع بدء العد التنازلي لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس، تواجه المملكة المتحدة أكبر أزمة سياسية في نصف قرن في ظل ما تعانيه من مصاعب بشأن كيفية الخروج من التكتل الذي انضمت إليه عام 1973 أو حتى ما إذا كانت ستخرج منه بالأساس.

ولايزال المشرعون البريطانيون في طريق مسدود بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، خاصة بسبب بند "شبكة الأمان" في اتفاق الانسحاب، من أجل إبقاء الحدود مفتوحة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا في حال لم تتمكن بريطانيا والاتحاد الأوروبي من الاتفاق على اتفاق تجاري على المدى البعيد.