استكشاف أعمق نقطة في قاع المحيطات لم يعد خيالا

غواصة خاصة استغرق صنعها أكثر من ثلاث سنوات تعتبر الوحيدة الحاصلة على اعتماد لحمل البشر إلى أعماق تصل إلى 11 ألف متر.
قناة ديسكفري آند ساينس ستقوم بتصوير المهمة
برنامج 'الكوكب العميق' سيتم بثه في 2019

واشنطن - للمرة الأولى، سيكون بوسع البشر زيارة أعمق نقطة في قاع كل من المحيطات الخمسة مستخدمين غواصة تتسع لشخصين صممت بحيث تكون قادرة على مقاومة الضغط الهائل على عمق أكثر من تسعة كيلومترات تحت سطح الماء.
وسوف يستعين مشروع (بعثة الأعماق الخمسة) بغواصة خاصة استغرق صنعها أكثر من ثلاث سنوات. وقال فيكتور فيسكوفو المستكشف الذي سيقود الغواصة بعد أن تغادر سفينة الدعم وتتجه صوب أعمق مناطق المحيط إنها مصنوعة من التيتانيوم وغيره من المواد ذات القدرات الخاصة ويمكنها الغوص إلى الأعماق.
وغزو أعمق نقطة في المحيطات لم يعد خيالا طالما ألهم صناع أفلام المغامرات والتشويق.
وقالت شركة ترايتون سابمارينز المصنعة للغواصة ومقرها فلوريدا على موقعها الإلكتروني إنها الغواصة الوحيدة الحاصلة على اعتماد لحمل البشر إلى أعماق تصل إلى 11 ألف متر. وستقوم قناة ديسكفري آند ساينس التلفزيونية بتصوير المهمة بأكملها من أجل برنامج يعرف باسم "الكوكب العميق" سيتم بثه في 2019.
ويغطي ماء المحيطات ما يقرب من 71٪ من سطح الأرض، وهي موطن لأكثر من 230 ألف من الكائنات الحية الا انها تتعرض للعديد من المخاطر التي تهددها.
وأظهرت دراسة حديثة هي الأولى من نوعها التي تستند إلى أعمال مراقبة بالأقمار الاصطناعية أن أكثر من نصف المحيطات عرضة للصيد الصناعي بسفن، ولاسيما تلك التي ترفع علم الصين كما انها تعاني من تكدس ملايين الاطنان من النفايات بها.
ونشرت هذه الدراسة في مجلة "ساينس"، واستندت إلى معلومات جمعتها أقمار اصطناعية لتعقّب حركة الصيد الصناعي، وخلصت إلى أن ما لا يقلّ عن 55% من سطح المحيطات قد جرى تمشيطه.
لكن المساحة التي ضربها الصيد الصناعي يُرجّح أن تكون أكبر، وقد تكون 73% من المحيطات، لأن بعض المناطق من الأرض لا تغطيّها الأقمار الاصطناعية كما يجب، وفقا للباحثين.
ومعظم هذه السفن المفرطة في الصيد تعود إلى خمسة بلدان هي إسبانيا وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية والصين، إذ تشكّل مجتمعة 85% من إجمالي سفن الصيد تتحمّل الصين وحدها مسؤولية نصفها.
وقال ديفيد كرودسما مدير الأبحاث في منظمة "غلوبال فيشينغ ووتش" الأميركية "الإنسان يصطاد في المحيطات منذ 42 ألف عام، لكن حتى الآن لم يكن لدينا خريطة للأماكن التي يجري فيها الصيد ومتى".
وتبيّن أن أكبر مواقع الصيد تتركّز في شمال شرق الأطلسي وشمال غرب المحيط الهادئ، وفي مناطق غنيّة بالمغذّيات قبالة سواحل أميركا الجنوبية وإفريقيا الغربية".