استنفار أكراد إيران بالعراق بعد هجوم الحرس الثوري

الإدانة الخجولة عراقيا ودوليا للهجوم الإيراني على الحزب الديمقراطي الكردستاني يخيف الجماعة من أن يشجع طهران على تكرار ما حصل ضرباتهم ضدهم.

كويسنجق (العراق) - وسط الدمار الذي لحق بقواعدهم الخلفية في العراق، يستخدم أحد متمردي الأكراد الإيرانيين طلاء أحمر لتلوين ثقوب شظايا قصف صاروخي إيراني استهدف مقرهم في شمال العراق، ما تسبب بمقتل عدد منهم بينهم قياديون.

وتبدو آثار القصف جلية على واجهة مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في منطقة كويسنجق الجبلية التي تبعد نحو 100 كيلومتر شرق مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق.

وتتنقل مقاتلات بين أكوام حجارة كانت قبل أيام جدرانا تأوي اجتماعا لقيادات الحزب الإيراني المعارض، قبل أن تستهدفه سبعة صواريخ أطلقتها "القوة الجيوفضائية" التابعة للحرس الثوري الإيراني، بحسب ما أعلن الأخير في بيان.

وأسفرت الضربة عن مقتل 15 شخصا، بينهم ستة قياديين، بالإضافة إلى عدد من المصابين.

ويجمع عناصر الحزب اليوم ما تبقى من وثائق اضطروا لتركها خلال القصف. يتنقلون بصعوبة بين غرف صارت تحولت إلى هياكل جراء الحديد الملوي الذي عرّي من الحجارة.

لم يبق في مقرهم الذي يقع وسط قلعة حصينة بنيت في عهد نظام صدام حسين، إلا جدارية كبيرة بالأبيض والأسود لزعيم الحزب الراحل عبد الرحمن قاسملوا.

أكراد إيران بالعراق
هجوم إيراني قوي

محاطا بمسلحين، بعضهم لفّ رأسه أو يده جراء الإصابة بالضربة الإيرانية، يقول سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني مصطفى مولودي الذي أصيب بدوره بجروح طفيفة إن "جميع الضحايا تركوا فراغا كبيرا وهم خسارة كبيرة لنا لأنهم كانوا أصحاب تجربة وخبرة في العمل السياسي".

ويضيف "لكن مع هذا يستطيع الحزب الديمقراطي أن يملأ هذا الفراغ".

ويرى مولودي أن "إدانة هذا العمل من الحكومة العراقية وكذلك المجتمع الدولي كان خجولا، وقد يشجع هذا إيران على تكرار ما حصل، مع أننا نعتبرها دائما خطرا علينا، والمخاوف ازدادت بعد هذه العملية".

وأشارت الخارجية العراقية في بيان رسمي إلى أنها "إذ تؤكد حرص العراق على أمن جيرانه ورفضه لاستخدام أراضيه لتهديد أمن تلك الدول، فإنها ترفض رفضا قاطعا خرق السيادة العراقية من دون تنسيق مسبق مع الجهات العراقية تجنيبا للمدنيين آثار تلك العمليات".

والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني أقدم حركة كردية، ويتهم طهران بقتل العديد من قادته في السنوات الأخيرة. وتصنف طهران الحزب "تنظيما إرهابيا".

أكراد إيران بالعراق
التقارب العراقي الإيراني يخيف الأكراد

وغالبا ما تدور مواجهات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني والحرس الثوري، آخرها كان قبل فترة في بلدات ماريوان وكامياران في المناطق الكردية في إيران.

ويؤكد مولودي أن "هناك تحشيدا عسكريا إيرانيا في المناطق الحدودية المتاخمة للعراق، وتقوم القوات الإيرانية باستعراض ومناورات عسكرية".

ويقول "حاليا، العلاقات بين الحكومتين العراقية والإيرانية في أحسن حالها وبينهما تعاون سياسي ولا نستبعده عسكريا. لذا، بدأت إيران تضغط علينا".

الأكراد هم شعب بلا دولة ويتراوح عددهم، بحسب المصادر، بين 25 و35 مليون نسمة، ويتوزعون بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وإيران والعراق وسوريا.

وأعلنت تركيا في أكثر من مناسبة أن عملية عسكرية "مطروحة على الدوام" ضد القواعد الخلفية للمتمردين الأكراد في العراق، فيما أكدت إيران حقها بالرد "بقوة" على أي جهة تستهدف الأراضي الإيرانية.