استياء مصري من التدخل التركي في شمال العراق

القاهرة ترفض استمرار الانتهاكات التركية للسيادة العراقية متسترة بدعاوى الأمن القومي الواهية مؤكدة ان أنقرة مصدر رئيسي من مصادر عدم الاستقرار في المنطقة.
القاهرة تتضامن مع الشعب العراقي في مواجهة الانتهاكات التركية
مصر ترفض انتهاك تركيا للامن القومي العربي

القاهرة - دفعت التدخلات التركية المستمرة في المنطقة دولا عربية على غرار مصر الى التحذير من تبعات هذه التدخلات على استقرار وسيادة الدول وعلى الامن القومي العربي.
وفي هذا الصدد أدانت مصر استمرار الانتهاكات التركية المستمرة للسيادة العراقية متسترة بدعاوى الأمن القومي الواهية، مؤكدة أن استمرار هذا النهج المرفوض من شأنه تقويض الأمن والسلم الإقليمي.
وأوضح مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان نشره الجمعة ان تكرار مثل هذه الممارسات العدوانية يكشف حقيقة الواقع الذي تنتوي تركيا فرضه على الجميع، وهو ما يثبت ما دفعت به مصر مراراً من كون تركيا مصدر رئيسي من مصادر عدم الاستقرار في المنطقة.
وقال البيان " كما تؤكد مصر في هذا الإطار على تضامنها الكامل مع العراق شعباً وحكومةً في مواجهة هذه الممارسات الاستفزازية، وتدعو كافة الأطراف إلى احترام السيادة العراقية فعلاً وقولاً، والنأي به عن أي تجاذبات إقليمية ضارة تقوض من المصالح العليا للشعب العراقي الشقيق الذي يستحق وطناً آمناً مزدهراً".

واثار الموقف المصري غضب السلطات التركية حيث وصف المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي بيان الخارجية المصرية بانه غير مسؤول وغير مقبول وبان القاهرة تخدم اجندات منظمة حزب العمال الكردستاني.

وحاول اقصوي تبرير التدخل التركي بالقول انه يخدم سيادة ووحدة الشعب العراقي في وقت تتصاعد فيه الادانات الداخلية من قبل الحكومة العراقية والخارجية من قبل عدد من الدول العربية للاتهاكات التركية.
والعلاقة بين مصر وتركيا متوترة منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي سنة 2013 حيث تدعم انقرة تنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابيا في مصر وعدد من الدول العربية.
وتعمق الخلاف بين البلدين عقب قرار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الشروع في عمليات تنقيب عن النفط والغاز شرق المتوسط ما يضر بمصالح دول كثيرة في المنطقة من بينها مصر.
ومثلت مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة التركية من جهة وحكومة الوفاق الليبية خطرا حقيقيا على الامن القومي المصري ما دفع القادة المصريين الى التحذير من اتساع رقعة التدخلات التركية لتشمل منطقة جنوب المتوسط وشمال افريقيا.
ومع انطلاق التدخل العسكري التركي العلني في ليبيا عبر إرسال أسلحة ومرتزقة سوريين وخبراء أتراك لمواجهة الجيش الوطني الليبي الذي اطلق عملية لاستعادة العاصمة طرابلس من الميليشيات بدات مصر تشعر بخطر حقيقي على امنها القومي ومجالها الحيوي.
ومع تمكن المجموعات المسلحة الموالية للوفاق وحلفائهم الاتراك من السيطرة على مدن الغرب الليبي ووصولهم الى مدينة سرت قررت مصر وضع حد للانتهاكات التركية باعلان مبادرة سلام في اطار السعي لاحلال الاستقرار في البلد المنهك بالحرب والتدخلات الاجنبية.
ورغم ان المبادرة المصرية حظيت بتاييد عربي واقليمي ودولي لكن الوفاق رفضتها بتحريض تركي ما دفع القاهرة الى التحذير من امكانية تدخلها في ليبيا لحماية امنها القومي بعد ان وصل التهديد الارهابي للجماعات المتطرفة بالقرب من المنطقة الشرقية في ليبيا حيث تحولت مدينة سرت وقاعدة الجفرة الى خطوط حمراء مصرية لا يمكن تجاوزها.

مصر حذرت الوفاق وتركيا بانها لن تظل مكتوفة الايدي مع اقتراب خطر الارهاب من حدودها الغربية
مصر حذرت الوفاق وتركيا بانها لن تظل مكتوفة الايدي مع اقتراب خطر الارهاب من حدودها الغربية

وموقف مصر الرافض للتدخل التركي في العراق ليس نكاية في انقرة ولكنه موقف مبدئي ناتج عن رفض انتهاك سيادة الدول اضافة الى اقتناع القيادة المصرية بخطورة الانتهاكات التركية على الامن القومي العربي.
وكانت دول عربية أخرى على غرار الإمارات العربية المتحدة عبرت عن رفضها للتدخل العسكري التركي في منطقة كردستان العراق.
واستدعت الحكومة العراقية مرارا السفير التركي في العراق فاتح يلدز رفضا للعملية العسكرية "مخلب النمر" ضد متمردي حزب العمال الكردستاني مؤكدة انها ستتوجه الى مجلس الامن لمواجهة انتهاك سيادتها الوطنية.