استيلاد فئران من الإناث فقط يثير جدلا أخلاقيا

باحثون صينيون ينجحون في استيلاد صغار بصحة جيدة من فئران من نفس الجنس، والتقنية الابتكارية تواجه العديد من العراقيل وتستغرق سنوات لتكون آمنة.
مقاربة جديدة تتيح للأزواج المثليين الانجاب
حيوانات قادرة على التكاثر دون انخراط أنثى وذكر في عملية التناسل

باريس – نجح باحثون صينيون في استيلاد صغار بصحة جيدة من فئران من الجنس عينه، غير أن الطريق ما زال طويلا لتطبيق هذه التقنية الابتكارية التي تثير جدلا أخلاقيا على الإنسان.
وقد نشرت نتائج هذه الأبحاث في مجلة "سيل ستيم سيل" الأميركية المتخصصة. ولكسر الحاجز الذي يحول دون تناسل اثنين من الجنس عينه عند الثدييات، استخدم الباحثون خلايا جذعية معدلّة للقضاء على بعض الجينات.
وأتت النتائج واعدة بالنسبة إلى الفئران المستولدة من إناث، فمن أصل 210 أجنة، نما 29 فأرا بشكل طبيعي وتمكن من التناسل.
غير أن الفئران المستولدة من ذكور لم تصمد أكثر من 48 ساعة وينوي الباحثون إجراء دراسة للتعمّق في المسألة.
وهي المرة الأولى التي تتقدّم فيها الأبحاث في هذا الشأن لهذا الحدّ.
وقال الدكتور كريستوف غاليشيه الذي لم يشارك في هذه التجربة إن "الباحثين خطوا خطوة مهمة جدا"، مشيرا إلى أن "دراسات سابقة أظهرت أن تناسل الفئران ممكن مع أنثيين. لكن الفئران التي أبصرت النور كانت تعاني من تأخرّ في النموّ".
وفي العام 2004، نجح طاقم ياباني في تشكيل فأر من مواد جينية أنثوية المصدر حصرا.

دراسات سابقة أظهرت أن تناسل الفئران ممكن مع أنثيين. لكن الفئران التي أبصرت النور كانت تعاني من تأخرّ في النموّ

وكثيرة هي الأصناف والحيونات القادرة على التكاثر بشكل طبيعي من دون انخراط أنثى وذكر في عملية التناسل. فقد تتأتى زواحف وبرمائيات وأسماك من حيوان واحد، لكن المسألة أكثر تعقيدا للثدييات التي تأخذ نصف مجينها من الأب والنصف الآخر من الأم.
ومن شأن هذه التقنية التي تطرح عدة تساؤلات أخلاقية أن تتيح مقاربة جديدة لاستنساخ الثدييات وأن تسمح حتّى للأزواج المثليين بإنجاب الأطفال.
غير أن هذه الفرضيات لا تزال بعيدة إذ أن المنهجية تواجه عدة عراقيل تقنية بالإضافة إلى اعتبارات أخلاقية.
وقال الطبيب دسكو إليك من جامعة كينغز كولدج في لندن إن "خطر الإصابة باختلالات خطرة مرتفع جدا وقد يستغرق الأمر سنوات عدة من البحث حول أصناف الحيوانات المختلفة للتوصل إلى تطبيق المنهجية تطبيقا آمنا".