اسرائيل تتجه لدعم الموساد على حساب ميزانية الجيش

الحكومة الاسرائيلة واعية بتصاعد أهمية العمل المخابراتي عبر دعم ميزانية الموساد مع تصاعد الفوضى في المنطقة وتراجع الحروب النظامية.
اسرائيل تشدد على اهمية العمل الاستخباراتي في منطقة متوترة ومتحركة
المنطقة تشهد حروبا بين اجهزة مخابرات مختلفة مع تراجع الحروب النظامية

القدس - كشف تقرير إسرائيلي، الإثنين، النقاب عن تضخم كبير في ميزانية جهاز المخابرات الخارجي "الموساد"، مقابل انخفاض ميزانية الجيش الإسرائيلي.
وأصدر التقرير مراقب الدولة الإسرائيلي متنياهو انغلمان، بحسب موقع صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية.
وذكر التقرير السنوي لمراقب الدولة، أن ميزانية "الموساد" ارتفعت من 440 مليون دولار في السنوات الماضية إلى قرابة 762 مليون دولار أميركي في السنة الأخيرة.
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يواجه تخفيضات شاملة، ويتعين عليه اتخاذ خيارات صعبة بشأن وقف برامج".
وأشار التقرير أنه "في الفترة بين 2016 إلى 2018 انخفضت ميزانية وزارة الدفاع من 23.4 مليار دولار إلى 22 مليار دولار، وسط تقديرات باستمرار التخفيض في الميزانية حتى عام 2028".
وفيما يتعلق بالمساعدات الأميركية لفت التقرير، إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غير مستعدة لخفضها".
وتساءل عن "مدى استعداد الجيش الإسرائيلي لمرحلة ما بعد انتهاء هذه المساعدات".
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وقعتا عام 2016 مذكرة تفاهم تقوم واشنطن بموجبها بتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار أميركي لتل أبيب على 10 سنوات.
ودخلت مذكرة التفاهم حيز التنفيذ في العام 2019، وتنتهي في العام 2028.
وحذر التقرير، من أن "الفشل في الاستعداد لهذا الوضع (ما بعد انتهاء المساعدات الأميركية) يمكن أن يضر بالجيش والأمن القومي الإسرائيليين".
يذكر أن المساعدات الأميركية لإسرائيل لم تتوقف منذ العام 1948.
ويظهر جليا ان القيادة الإسرائيلية واعية بان الحروب في المنطقة مخابراتية بالأساس حيث ان اسرائيل لم تدخل في مواجهة عسكرية ضد جيوش نظامية منذ حرب اكتوبر ضد الجيش المصري سنة 1973.
ورغم ان تل ابيب دخلت في مواجهات عسكرية مع مجموعات مسلحة كحزب الله او حماس لكنها لا ترتقي الى حروب شاملة.
وتتخوف اسرائيل من تصاعد تهديدات ايران وحلفائها خاصة على حدودها الشمالية مع انتشار حالة الفوضى وتفتت المجتمعات من حولها نتيجة التدخلات الخارجية على راسها التدخلات العسكرية والمخابراتية.

ولاسرائيل جهاز مخابرات متطور تمكن منذ عقود من التخلص من اعدائها وخصومها واليوم تشير تقارير بان له ذراع طويلة في عدد من الدول المضطربة حيث تورط هذا الجهاز في سلسلة من الاغتيالات ابرزها عملية اغتيال الناشط التونسي في حماس محمد الزواري قبل سنوات.

لكن اسرائيل تواجه في المقابل اجهزة مخابرات اقليمية ودولية نشطة على غرار الاذرع الايرانية والمخابرات التركية اضافة الى المخابرات المصرية ذات التقاليد العريقة.
من جهة أخرى أشار التقرير، إلى أن "ربع الإسرائيليين تقريبا غير محميين بشكل ملائم من خطر الصواريخ".
وقال: "لا تتوفر لنحو 2.6 مليون إسرائيلي (28 في المئة من السكان)، ملجأ مناسبا في حال تنفيذ هجمات صاروخية على مقربة من منازلهم، بما في ذلك 50 ألف يعيشون على بعد 9 كيلومترات من الحدود الشمالية" في إشارة إلى الحدود مع سوريا ولبنان.
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي عن التقرير، أنه "يعتقد بأن هناك مئات آلاف الصواريخ والقذائف التي تهدد إسرائيل من خارج حدودها".
ويشهد جنوب لبنان بين الحين والآخر تصعيدا حدوديا بين إسرائيل و"حزب الله".
وسبق للجيش الإسرائيلي أن أصدر تعليمات لسكان منطقة الحدود مع لبنان، جاء فيها: "على السكان البقاء في المنازل، ويُحظر جميع الأنشطة في المنطقة المفتوحة بما فيها الأعمال الزراعية والسياحية، ويجب الامتناع عن استخدام المركبات لأهداف غير ضرورية، وتبقى المحاور في هذا التوقيت مغلقة".