اسرائيل تغتال إسماعيل هنية في غارة على إقامته بطهران

محمود عباس يصف الهجوم بـ"العمل الجبان" داعيا الفلسطينيين إلى الوحدة في مواجهة إسرائيل.
دول مثل روسيا وتركيا وقطر تدين عملية الاغتيال
وزير التراث الاسرائيلي يرحب باغتيال اسماعيل هنية
الحرس الثوري والرئيس الايراني يتعهدان بالثأر لمقتل هنية
الحوثيون وحزب الله ينددان بعملية الاغتيال
جثمان هنية سينقل إلى قطر الخميس بعد مراسم تشييع رسمي في طهران
اغتيال هنية يكشف مدى الاختراق الإسرائيلي لإيران
الإسرائيليون يحتفون بمقتل واحد من ألد أعدائهم

طهران - أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس الأربعاء مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران وسط تنديد من دول في المنطقة وقوى اقليمية وفلسطينية.
وقالت حماس في بيان إنها "تنعى... الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".

وذكرت في بيان اخر أن مراسم تشييع رسمي وشعبي ستقام له في العاصمة الإيرانية طهران غدا الخميسقبل نقل الجثمان إلى قطر حيث تقام صلاة الجنازة ويتم الدفن بعد غد الجمعة.
وجاء في البيان "تجرى للقائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية مراسم تشييع رسمي وشعبي في العاصمة الإيرانية طهران، يوم غد الخميس... تقام صلاة الجنازة على روح الشهيد القائد في مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة".
وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني نشره موقعه الإلكتروني أن "مقر إقامة إسماعيل هنية تعرض للقصف الجوي في طهران، ونتيجة لذلك استشهد هو وأحد حراسه الشخصيين". قائلا إنه "يجري التحقيق" في الواقعة لمعرفة ملابسات "هذه العملية الإرهابية مثل الموقع الذي أطلقت منه القذيفة" فيما أكدت وسائل اعلام ايرانية أن هنية كان يقيم في مقر لقدامى المحاربين في شمال العاصمة.

وذكر الاعلام الإيراني أن القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي حذر اليوم الأربعاء من أن "إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا" لاغتيال إسماعيل هنية. 

وبعيد إعلان مقتله قال عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبومرزوق إن الاغتيال "عمل جبان ولن يمر سدى".ونددت دول مثل تركيا وروسيا وقطر بعملية الاغتيال فيما دعا رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الفلسطينيين الى الوحدة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي.

وتعليقا على الهجوم قال الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان الأربعاء إن إيران "ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وكبريائها، وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على فعلتهم الجبانة".

من جانبه قال الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي اليوم الأربعاء إن الثأر لدماء رئيس المكتب السياسي لحماس "واجب على طهران" لأنه وقع بالعاصمة الإيرانية مضيفا أن "الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي مهد لنفسه بهذا العمل الأرضية لعقاب قاس".

وفي المقابل ذكرت وسائل إعلام إيرانية اليوم الأربعاء أن طهران ليس لديها نية لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط وذلك نقلا عن بيان لمحمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني في أعقاب مقتل زعيم حماس.

بدوره قال حزب الله اللبناني الأربعاء إن مقتل هنية سيزيد عزيمة المجاهدين في "كل ساحات المقاومة" في مواجهة اسرائيل.
وفي بيان تعزية، قال الحزب إن "شهادة القائد هنية.. ستزيد المقاومين المجاهدين في كل ساحات المقاومة إصرارًا وعنادًا على مواصلة طريق الجهاد، وستجعل عزيمتهم أقوى في مواجهة العدو الصهيوني". ووصف زعيم حماس بأنه "من قادة المقاومة الكبار في عصرنا الحاضر الذين وقفوا بكل شجاعة أمام مشروع الهيمنة الأميركي والاحتلال الصهيوني".
بدورهم اعتبر المتمردون الحوثيون في اليمن الأربعاء أن عملية الاغتيال "جريمة إرهابية شنعاء". ونعى عضو المكتب السياسي للحوثيين عبر حسابه على منصة إكس هنية قائلا إن "استهدافه جريمة إرهابية شنعاء وانتهاك صارخ للقوانين والقيم المثلى".

اسرائيل تعهدت باغتيال قادة حماس بمن فيهم هنية
اسرائيل تعهدت باغتيال قادة حماس بمن فيهم هنية

ونددت مصر اليوم الأربعاء بسياسة التصعيد الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين، وحذرت من عواقب أمنية وخيمة لذلك على المنطقة.
وقالت الخارجية المصرية في بيان "تعتبر مصر أن هذا التصعيد الخطير ينذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدي إلى عواقب أمنية وخيمة" مشيرة إلى أن التصعيد الإقليمي "يقوض الجهود المضنية التي تبذلها مصر وشركاؤها من أجل وقف الحرب في قطاع غزة".
كما اعتبرت أن "تزامن هذا التصعيد الإقليمي، مع عدم تحقيق تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة".
وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دوليا "بالاضطلاع بمسؤوليتهم لوقف التصعيد والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية في المنطقة عن السيطرة ووضع حد لسياسة حافة الهاوية"
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن لم تكن على علم مسبق باغتيال هنية ولا دخل لها بالعملية.

ودانت قطر الأربعاء عملية الاغتيال معتبرة أنها "جريمة شنيعة" و"تصعيد خطير". وقالت وزارة الخارجية في دولة قطر التي كانت مقر إقامة لهنية مع أعضاء المكتب السياسي لحماس وتقود وساطة في مفاوضات التوصل إلى هدنة في غزة "تدين دولة قطر بأشد العبارات اغتيال الدكتور إسماعيل هنية وتعتبره جريمة شنيعة وتصعيداً خطيراً وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي والإنساني".

وحذر رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الأربعاء من أن عملية الاغتيال يمكن أن يعرقل المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي "نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟".
وأضاف "السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة".

واعلنت "القوى الوطنية والاسلامية في الأراضي الفلسطينية" الأربعاء الاضراب الشامل والخروج في مسيرات احتجاجا على عملية الاغتيال في طهران.
وقالت هذه القوى في بيان نعت فيه زعيم حماس إن "اغتيال القائد الوطني الكبير إسماعيل هنية يأتي في إطار إرهاب الدولة الصهيوني وحرب الإبادة والتدمير والقتل" مضيفة أن "هذا الاغتيال الجبان لن يكسر ارادة شعبنا في المقاومة والصمود بل سيزيدنا تصميما بالتمسك بحقوقنا وثوابتنا وكفاحنا ومقاومتنا من أجل الحرية والاستقلال".

ووصل هنية إلى طهران الثلاثاء لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد في مجلس الشورى. وقد التقى هنية ببزشكيان والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وجاءت مراسم أداء اليمين الدستورية الثلاثاء وسط مخاوف من نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني عقب قصف صاروخي السبت على الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل.

وفي اسرائيل رحب وزير التراث عميحاي إلياهو، الأربعاء، بعملية الاغتيال قائلا في منشور على منصة "إكس" "هذه هي الطريقة الصحيحة لتنظيف العالم لا مزيد من اتفاقيات "السلام"/الاستسلام الخيالية، ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء البشر".
وأضاف أن "اليد الحديدية التي ستضربهم، هي التي ستجلب السلام والقليل من الراحة وتعزز قدرتنا على العيش بسلام مع من يرغب في السلام" متابعا "موت هنية يجعل العالم أفضل قليلاً". وألياهو هو وزير من حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف بزعامة إيتمار بن غفير.

من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل لا تسعى لتوسيع رقعة الحرب لكنها جاهزة للتعامل مع جميع السيناريوهات وذلك خلال زيارة لبطارية للدفاع الصاروخي ونقلتها عنه وسائل إعلام إسرائيلية وأكدها المتحدث باسمه.

وذكرت التقارير الإعلامية أنه كان يشير على وجه التحديد إلى المواجهة مع جماعة حزب الله اللبنانية وليس لعملية اغتيال هنية.

واتهمت إسرائيل حزب الله بالمسؤولية عن القصف الذي أودى بحياة 12 طفلا، لكن الحزب اللبناني المدعوم من إيران نفى "أي علاقة" له بالواقعة.
وفي وقت لاحق الثلاثاء، قصفت إسرائيل معقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، قائلة إنها قتلت قائدا عسكريا مسؤولا عن الهجوم.
وأفاد مصدر مقرب من حزب الله بنجاة فؤاد شكر من الاستهداف الاسرائيلي، قبل أن تؤكّد إسرائيل في وقت لاحق "القضاء" عليه، من دون أن يصدر أي تأكيد أو نفي من حزب الله.
ويتولى شكر، بحسب ما قال المصدر مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل منذ بدء التصعيد بين الطرفين على وقع الحرب في غزة قبل عشرة أشهر.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن الذين تم أسرهم خلال هجوم الحركة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي أدى إلى الحرب في قطاع غزة.
وأدى هجوم حماس على جنوب إسرائيل إلى مقتل 1197 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
واحتجز المسلحون أيضا 251 رهينة، لا يزال 111 منهم في غزة، من بينهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأدت حملة الرد العسكري الإسرائيلي في غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 39400 شخص، غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
وتصاعدت التوترات الإقليمية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الأول/أكتوبر، ونفذت فصائل مسلحة مدعومة من إيران في سوريا ولبنان والعراق واليمن هجمات على المصالح الإسرائيلية.  وانتخب هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 خلفا لخالد مشعل.
وقد كان حينذاك شخصية معروفة بعد أن أصبح رئيسا للوزراء في عام 2006 بعد فوز مفاجئ حققته حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في نفس العام.
وخلال الحرب، أجرى هنية زيارات إلى إيران وتركيا، والتقى الرئيسين التركي والإيراني.
وانضم إلى حماس في عام 1987 عندما تأسس الحركة في خضم الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي استمرت حتى عام 1993.
وجعلت إيران دعم القضية الفلسطينية محورا أساسيا في سياستها الخارجية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وأشادت طهران بهجوم حماس على إسرائيل لكنها نفت أي دور لها.
وفي خطابه خلال مراسم أداء اليمين الدستورية، ندّد بزشكيان بـ"مجازر" إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، فيما هتف حاضرون "الموت لإسرائيل! الموت لأميركا".
وفي إشارة إلى الولايات المتحدة قال بزشكيان "لا يمكن لأولئك الذين يقتلون الأطفال في غزة أن يعطونا دروسا في الإنسانية والتسامح مع الآخر".
والإثنين أكد بزشكيان في بيان أن "الدعم لقضية الشعب الفلسطيني المظلوم ستستمر بكل قوة ولا يمكن لأي عامل أن يزعزع إرادتنا في هذا الاتجاه".

وكشف اغتيال هنية في طهران مدى الاختراق الإسرائيلي للجمهورية الإسلامية، بحسب محللين يرون في الضربة إخفاقا استخباراتيا كبيرا من قبل الأجهزة الإيرانية وتطورا مزعجا للغاية بالنسبة للقيادة، لا سيما أنها نُفّذت في وقت يفترض أن الإجراءات الأمنية كانت على أعلى المستويات بسبب تدفق الضيوف لحضور حفل التنصيب.

وترى نائبة رئيس معهد أبحاث ودراسات البحر المتوسط والشرق الأوسط أغنيس ليفالوا أن "عدم تمكّن الإيرانيين من منع عملية الاغتيال هذه أمر محرج جدا بالنسبة لإيران".

لكن قتل هنية ليس إلا الحلقة الأحدث ضمن سلسلة هجمات يُعتقد بأن إسرائيل نفّذتها داخل إيران ولطالما ساد اعتقاد بأن الدولة العبرية نفّذت عمليات عن طريق الموساد في إيران التي ترفض الاعتراف بإسرائيل، ما يثير تساؤلات بشأن كيفية تمكّن تل أبيب من الحصول على معلومات استخباراتية مفصّلة إلى هذا الحد.

واعتبر المحاضر في جامعة كليمسون في الولايات المتحدة آرش عزيزي أن ما جرى "يؤكّد أمرا لطالما عرفناه جميعا: عمق اختراق إسرائيل لأجهزة الأمن الإيرانية".

وبخلاف القيادة العسكرية لحماس، كان هنيّة يظهر علنا إلى حد كبير نسبيا إذ قام بزيارات إلى الخارج بما في ذلك تركيا حيث أجرى محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، كان آخرها في أبريل/نيسان.

وقالت ليفالوا "نعرف أن لدى الإسرائيليين جواسيس وبالتالي هم يحصلون على معلومات استخباراتية في إيران".

"الناس في إسرائيل سعداء لأن شيئا ما حدث بالفعل للمرة الأولى".

وأضافت "تظهر عملية الاغتيال هذه أن المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية برمتها متطوّرة إلى حد حصولها على جميع المعلومات، وهو ما يسمح لها بالتالي بإطلاق عملية من هذا النوع".

ولعل العملية الأشهر، وفق صحيفة "نيويورك تايمز"، هي اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده عام 2020 باستخدام رشاش قام عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بتجميعه قرب منزله في إيران، قبل أن يتم إطلاق النار منه عن بعد عقب مغادرتهم.

ووفق الصحيفة ذاتها، قُتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة عبد الله أحمد عبدالله المعروف باسم أبومحمد المصري في طهران عندما أطلق عليه النار مهاجمان كانا يستقلان دراجة نارية في أغسطس/آب 2020، في هجوم نفّذه عملاء إسرائيليون بإيعاز من الولايات المتحدة.

وقال حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والبحوث بشأن العالم العربي والمتوسط في جنيف إن "هذه العملية تظهر أن إيران لم تكن قادرة على تأمين ضيوف المرشد الأعلى والرئيس".

وشدد على أن طبيعة الهجوم تظهر أن إسرائيل كانت لديها "معلومات دقيقة للغاية" عن مكان هنية وتحركاته

وفي سياق متصل اجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع مسؤولي الدفاع تحسبا للخطوة التالية بعد أن انهارت أوراق اعتماده الأمنية بسبب واحدة من أسوأ الهجمات على الأراضي الإسرائيلية التي نفذها مسلحون من حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكنه استفاد فيما يبدو بالفعل من التغطية الإخبارية المستمرة بلا توقف تقريبا اليوم الأربعاء وظهور عبارة "القضاء على هنية في طهران" في عناوين أكبر أربع قنوات تلفزيونية في إسرائيل.

وسادت حالة من الارتياح في الكثير من مناطق إسرائيل، غداة إعلان الجيش أنه قتل أحد أكبر قادة جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران في بيروت ردا على هجوم على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقال أفيف بوشينسكي، المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي للاتصالات، إن استطلاعات الرأي أظهرت زيادة شعبية نتنياهو في أعقاب خطابه أمام الكونجرس الأمريكي الأسبوع الماضي، وإن الضربات المتتالية التي وُجهت لحزب الله وحماس أعادت إلى الأذهان صورة إسرائيل وهي تتخذ إجراءات ضد أعدائها.

وأضاف "الناس في إسرائيل سعداء لأن شيئا ما حدث بالفعل للمرة الأولى. لذا أعتقد أن نتنياهو حقق مكاسب كبيرة وسوف ترون ذلك في استطلاعات الرأي. وهذا يُظهر أنه لا يزال قادرا على إدارة الأمور، ويُظهر أنه يعرف ما يفعل ولديه خطة".

وتساءل معلقون وخبراء عن القدرات اللازمة لتنفيذ مثل هذا الاغتيال، كما تساءلوا عن تداعياته على الحرب في غزة وفرص التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

وقال عاموس جلعاد، المسؤول الكبير السابق بوزارة الدفاع، للقناة 12 "هذا إنجاز مذهل للمخابرات المرتبطة بالعمليات أدى إلى هذه النتيجة... فيما يتعلق بالأداء، يمكننا القول إنه مذهل، بغض النظر عمن نفذه".

ونشر المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية صورة لهنية على فيسبوك وعلى جبهته كُتبت عبارة "تم التخلص منه" قبل إزالتها لاحقا. واحتفل اثنان من وزراء الحكومة غير الأعضاء في دائرة المسؤولين المعنيين باتخاذ القرارات الاستراتيجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنباء الاغتيال.

لكن رسميا، التزمت حكومة نتنياهو الصمت تجاه العملية، في علامة نادرة على وحدة ائتلافه المنقسم. وقال متحدث باسم الحكومة في إفادة صحفية "لا نعلق على هذه الحادثة بعينها".