اسرار الحياة المدهشة لمحار اللؤلؤ

يشبع نهم متذوقيه، ويغير جنسه مرات عدة في السنة كما انه قادر على تحويل مادة متطفلة الى لؤلؤة نادرة تتدلى على اعناق النساء، انه المحار، الحيوان الهلامي الصغير المدهش الذي استحق معرضا ينظم في حوض "اوسيانوبوليس" في برست، غرب فرنسا، حتى 8 ايلول/سبتمبر.
ويقدم المعرض الذي اقيم بالتعاون بين عدد من المعاهد العلمية، وبطريقة مسلية، حياة هذا الحيوان الرخوي منذ ولادته وحتى تحوله الى وجبة شهية لمن يحبون تناوله.
ويعود المحار الى 250 مليون سنة، وكان الصينيون والرومان اول من قاموا بتربيته.
وتم احصاء اكثر من ثلاثين نوعا من المحار في العالم الا ان عدد محدودا منها يربى حاليا في المزارع.
ويشكل المحار المقعر الياباني اكثر من 90% من الانتاج العالمي للمحار، في حين تشمل مناطق التفريخ المحميات الطبيعية نظرا لندرة المحار.
وفي فرنسا وحدها يتم تربية اكثر من 150 الف طن من المحار المقعر والمسطح.
ويقول كلود لو ميلينير، المسؤول في حوض اوسيانوبوليس ان المحار حيوان "سريع العطب". فقبل بلوغه، يمر بعدة مراحل في طور اليرقة يغير خلالها تركيبته، ويتغذى بعلق البحر عبر امتصاص مياه البحر.
ويضيف ان المحار المسطح يمكن ان يغير جنسه عدة مرات في السنة، اما المقعر فمرة واحدة.
ويقول العالم امام طاولة مضيئة متحركة عرضت عليها مختلف مراحل نمو المحار انه "ينتج ملايين البيضات، لكن لا يعيش سوى بعضها. وتتكاثر هذه الحيوانات، والتي تصنف على انها خنثى (تجمع بين الذكورة والانوثة، في الصيف. ولكن يتم اليوم التحكم بدورة حياتها بصورة اصطناعية".
وبعد تفريخها بعدة ايام، تسعى اليرقات الى التعلق باي جسم، وتحتاج ثمانية الى تسعة اشهر لتبلغ سنتمترين، وتبدأ تاخذ شكل صدفة، يتوقف شكلها على الظروف البيئية.
ويتم جمعها ووضعها داخل ما يشبه الاقفاص تغطيها مياه البحر او في القعر حيث المياه عميقة.
ويتم تجميعها عندما تبلغ سنتين الى ثلاث سنوات وفرزها وتسويقها بعد ان تمضي بعض الوقت في حوض ترسيب.
وهذا المسار محفوف بالمحاذير لان المحار لديه جهاز مناعي بسيط جدا لا يتيح له افراز اجسام مضادة بما يجعله فريسة سهلة للفيروسات والبكتيريا.
وحده المحار المنتج للؤلؤ قادر على احتجاز المادة المتطفلة عليه داخل غلاف صدفي عازل من معدن الاراغونيت الكلسي المتبلر، وتحويله الى لؤلؤة نادرة، وهي قدرة فريدة جعلت محار اللؤلؤ دائما عملة نادرة.