اسم ميقاتي الأكثر تداولا لرئاسة الحكومة

لبنان يترقب انطلاق الرئيس اللبناني الذي تنتهي ولايته في أكتوبر القادم، في اجراء مشاورات مع النواب حول إعادة تسمية نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال، بتشكيل الحكومة الجديدة.
نواب مستقلون جدد يدعمون تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة
باسيل لن يدعم ميقاتي والقوات اللبنانية لن يرشح أحدا
تشكيل الحكومات في لبنان أصبحت عقدة مستعصية

بيروت - يجري الرئيس اللبناني ميشال عون استشارات مع نواب البرلمان غدا الخميس لاختيار رئيس وزراء جديد فيما يتوقع أن يكلف في نهايتها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لولاية جديدة، وفقا لما ذكرته مصادر سياسية ليظل على رأس السلطة التنفيذية في وقت تستعد فيه البلاد لتحديات مالية وسياسية كبيرة في الأشهر المقبلة.

ووقوع الاختيار على ميقاتي قد ينظر إليه سياسيا على أنه الطريق الأقصر والأسهل مع انحسار خيارات ميشال عون في ظل التجاذبات السياسية التي يثيرها تكليف شخصية بتشكيل الحكومة وكونه جاء على رأس الحكومة السابقة بعد عناء شديد.

وفيما ينظر لنجيب ميقاتي كشخصية توافقية قد يكون لحزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع الذي أعاد فوزه في الانتخابات النيابية خلط الأوراق مجددا بعيدا عن هيمنة حزب الله وحلفائه.

وكان جعجع قد أعلن صراحة أن حزبه لن يقبل بأي شخصية يتم تكليفها بتشكيل الحكومة وتكون مدعومة من حزب الله أو موالية له والأمر ذاته ينطبق على رئيس الجمهورية.  

وسيحصل الملياردير القادم من مدينة طرابلس الساحلية الشمالية على دعم أكثر من 50 من أصل 128 نائبا بالبرلمان، بما في ذلك نواب جماعة حزب الله، المدعومة من إيران، وحركة أمل المتحالفة معها ونواب سنّة.

وقالت مصادر حزبية إنها سترشح ميقاتي خلال المشاورات مع الرئيس اللبناني غدا في القصر الرئاسي في بعبدا. وإذا حصل ميقاتي على أصوات العدد الأكبر من أعضاء البرلمان في الاستشارات مع النواب فسيعمد الرئيس عون إلى تسميته لتشكيل الحكومة.

وغالبا ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان شهورا، حيث تعمد الفصائل السياسية الرئيسية إلى توزيع الحقائب والمناصب في الحكومة وخارجها.

وإلى جانب السياسات الشائكة، سيتعين على ميقاتي توجيه البلاد مع تنفيذ خطة التعافي الاقتصادي التي تهدف إلى ضمان برنامج إنقاذ بقيمة ثلاثة مليارات دولار من صندوق النقد الدولي للتصدي للانهيار المالي للبلاد.

ولا تزال الفصائل ذات الثقل السياسي والمالي اللبناني منقسمة حول قضايا رئيسية، بما في ذلك كيفية معالجة خسائر القطاع المالي التي تقدر بأكثر من 70 مليار دولار.

ومن الناحية النظرية، لن تدوم ولاية ميقاتي الجديدة طويلا، فبعد انتهاء ولاية عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول، من المفترض أن ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للبلاد، سيكلف شخصية مسلمة سنية أخرى بتشكيل حكومة.

وكان جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الذي أسسه عون قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر أنه لن يدعم ميقاتي. كما أعلن حزب القوات اللبنانية، وهو فصيل مسيحي مقرب من السعودية ومعارض بشدة لحزب الله، اليوم الأربعاء أنه لن يرشح أحدا. ويتمتع حزب القوات اللبنانية بأكبر كتلة حزبية في البرلمان.

ومن المنتظر أن تصوت مجموعة من البرلمانيين المستقلين الجدد لصالح نواف سلام، وهو قاض وسفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة.

وبموجب نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان، فإن منصب رئيس الوزراء مخصص لمسلم سني، مع الاحتفاظ برئاسة البلاد للمسيحيين الموارنة ومنصب رئيس البرلمان لمسلم شيعي.

وعلى عكس العديد من القادة اللبنانيين، لا ينحدر ميقاتي من عائلة سياسية تقليدية، لكنه بنى إمبراطورية تجارية ناجحة.

وشغل ميقاتي منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات من قبل معظمها في أوقات الأزمات، بما في ذلك ولايته الأخيرة حيث تم ترشيحه في سبتمبر/أيلول 2021 بعد فشل السياسي البارز سعد الحريري في تشكيل حكومة.