اشتباكات في إيران تؤكد تصاعد الاحتقان الداخلي

المواجهات المسلحة في عدد من المناطق تاتي بعد اعلان فوز المحافظين في الانتخابات البرلمانية اثر مشاركة شعبية متدنية ما يؤشر الى انتشار الاحباط بين الإيرانيين من امكانية التغيير السلمي وشروع بعضهم في العمل المسلح.

طهران - تعيش ايران على وقع اضطرابات داخلية وحالة من القلق وغياب الافق عززتها الشكوك بشفافية نجاح الانتخابات البرلمانية خاصة مع اعلان فوز المحافظين ليتطور الامر الى مواجهات مسلحة وانفجارات شهدتها عدد من المناطق.
وافادت وسائل اعلام محلية في ايران ان اشتباكات مسلحة اندلعت في مدينة مريوان باقليم كردستان اضافة الى وقوع انفجار في مدينة كرمنشاه ما خلف سقوط احد الجرحى من المدنيين.
وافاد مسؤول بالحرس الحدودي الايراني وفق ما نقلته قناة الميادين ان ارهابيين قتلوا في اشتباكات على الحدود الباكستانية بينما تمكنت قوات الامن من احباط هجمات انتحارية في عدة مدن في سيستان وبلوشستان.

وجدد حرس الحدود الإيراني "العميد قاسم رضائي"، أن بلاده تتوقع من باكستان أن تقوم بالقبض على إرهابيين ومن ثم تسلمهم الى قوات حرس الحدود الإيراني.

وفي تصريح للمراسلين الإثنين في مدينة سنندج أضاف العميد رضائي ان ايران لديها علاقات جيدة مع باكستان وتتواجد العديد من الوحدات العسكرية الباكستانية في المنطقة الحدودية بين البلدين، لكننا ما زلنا نشهد تنفيذ عمليات ارهابية.

وتاتي هذه التطورات في ظل ازمة داخلية في ايران بسبب التبعات الاقتصادية للسياسات الخارجية لايران حيث شددت الولايات المتحدة من عقوباتها على هذا البلد المتورط في تعميق الفوضى في المنطقة.
وشكلت نتائج الانتخابات البرلمانية التي اعلن عنها الاحد تواصلا لمسلسل سيطرة المتشددين على كل مناحي الحياة السياسية في البلاد واستمرارا لسياسات ستوصل البلاد الى طريق مسدود مع تصاعد العزلة الدولية.

واعلن المحافظون الايرانيون الاحد فوزهم في الانتخابات التشريعية التي شهدت ادنى نسبة مشاركة منذ الثورة الاسلامية في عام 1979 وسط غضب شعبي من الحكومة ترجمته نسبة الاقبال.
ومن شأن عودة صعود المحافظين ان يزيد الضغوط على الرئيس حسن روحاني، ويؤشر الى تغيير مقارنة مع اربع سنوات ماضية عندما فاز الاصلاحيون والمعتدلون بغالبية بسيطة في البرلمان.
وأعلن وزير الداخلية عبد الرحمن رحماني فضلي أن نسبة المشاركة بلغت 42,6 في المئة، وهي الادنى منذ أربعة عقود.

قمع السلطات الايرانية للاحتجاجات السلمية بالقوة سيدفع بالكثيريين الى مستنقع العنف
قمع السلطات الايرانية للاحتجاجات السلمية بالقوة سيدفع بالكثيريين الى مستنقع العنف

ويرى مراقبون ان العمليات المسلحة التي تزامنت مع اعلان نتائج الانتخابات تشير الى ان بعض الايرانيين احبطوا من امكانية التغيير السلمي وان سيلجؤون للعنف المسلح خاصة وان السلطات الايرانية أحبطت بالقوة في السابق احتجاجات سلمية تطالب بالتغيير.
كما تمثل الاشتباكات المسلحة رسالة الى الحاكمين في طهران بان الوضع الداخلي ليس على ما يرام ون السنوات المقبلة ستشهد كثيرا من الازمات والتوترات.
وجاءت الانتخابات بعد يومين من إعلان إيران عن أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد القاتل الذي ظهر في الصين.
وباتت إيران البلد الذي سجل أكبر عدد وفيات جراء الفيروس بعد الصين مع تفشي المرض في عدد من الدول المجاورة.