اشتباك وتراشق بالقوارير في البرلمان يرسم وضعا قاتما لسنّة العراق

وسائل إعلام عراقية تتحدث عن تصفية حسابات بين شقين من النواب السنة واحد يتزعمه أحمد الجبوري والآخر تابع لمحمد الحلبوسي، بدأت بالتلاسن وانتهت بعراك وتراشق بقوارير المياه.
عراك بالأيدي بين النواب السنّة يخرجهم من انتخابات 2021
حراك عكسي بدأ قبل أشهر بدفع من النجيفي المقرب من تركيا لإقصاء الحلبوسي
الحلبوسي بات يشكل 'خطرا' سياسيا على مصالح شخصيات سياسية سنّية
المكون الشيعي أكبر المستفيدين من تشرذم النواب السنّة  

بغداد - انتقلت المشاحنات السياسية بين المكون السياسي السنّي في العراق من الحرب الكلامية إلى العراك والاشتباك بالأيدي والتراشق بقوارير المياه في البرلمان، في تطور يرسم وضعا قاتما لسنّة العراق قبل استحقاق الانتخابات التشريعية المبكرة وفي وضع يخدم أكثر المكون السياسي الشيعي رغم أنه يعاني هو ذاته من انقسامات لكن تبدو أحزابه أقل تشرذم.

وذكرت وسائل إعلام عراقية اليوم الاثنين أن الشجار بين شقين في المكون السنّي لم يكن على خلفية جلسة البرلمان وإنما ضمن تصفية حسابات سياسية، موضحة أن التدافع والاشتباك بين نواب من حزب 'تقدم' وزملائهم في الكتلة التابعة لأحمد عبدالله الجبور بدأ بعد أن بدأ بعض النواب السنّة في جمع تواقيع من أجل فتح تحقيق في ملفات فساد في محافظة صلاح الدين، ما أزعج النائب أحمد الجبوري.

وتسبب الأمر بداية في تلاسن بين النواب قبل أن يتحول إلى اشتباك بالأيدي وتراشق بقوارير المياه بين نواب حزب الجبوري ونواب الكتلة التابعة لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي.  

وشكلت هذه الحادثة أوضح صورة على تشرذم المكون السنّي الذي لم ينجح منذ مرحلة ما بعد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003 في بناء تحالف قوي قادر على فرض نفه في الساحة السياسية العراقية وبدا كمن سلّم بأمر واقع بعد أن هيمنت الأحزاب الشيعية الموالية لإيران على الحكم واستحوذت على المشهد.

ويعود جزء كبير للخيبات السياسية التي مني بها المكون السنّي للخلافات والتجاذبات التي غرقت في تقديم المصالح الذاتية والحزبية على الوحدة في مواجهة ائتلافات شيعية نجحت في فترة ما في أن تكون كتلة واحدة قبل أن تفرق أحزابها خلافات على المناصب ومحاصصات الحقائب الوزارية.

محمد الحلبوسي أصبح يمثل خطرا على مصالح شخصيات سياسية سنّية مستهلكة لدى الشارع العراقي
محمد الحلبوسي أصبح يمثل خطرا على مصالح شخصيات سياسية سنّية مستهلكة لدى الشارع العراقي

وفي الأشهر الأخيرة من العام الماضي بدا واضحا أن سنّة العراق فقدوا بوصلتهم وسط خلافات وتكتلات تهدف لإقصاء الحلبوسي، فقد دشنت شخصيات سنّية يتقدمها أسامة النجيفي المقرب من تركيا والنائب أحمد الجبوري حراكا قال عنه المتابعون للشأن العراقي إنه لا يخدم السنّة في شيء في انتخابات 2021 بل على العكس يعمق أزمتهم.

والحلبوسي القيادي السنّي الشاب اعتمد في صعوده السريع على إحدى العوائل السنّية الثرية والتي لها قاعدة جماهيرية في منطقة الأنبار كما اعتمد على تحالفات براغماتية مع قوى شيعية ترغب في احتوائه وضمان بقائه في صفها.

وبات رئيس البرلمان الحالي يثير مخاوف شخصيات سياسية سنّية وجوهها أصبحت مألوفة ومستهلكة سياسيا واقترن ذكرها في الشارع العراقي بالفشل وبالانتهازية السياسية، ما دفعها منذ أكتوبر من العام الماضي لإعادة ترتيب أوراقها وتحالفاتها لهدفين أولهما إزاحة الحلبوسي والحفاظ على نفوذها وموقعها ومكاسبها في الخارطة السياسية لما بعد انتخابات 2021.

وتعاظمت مخاوف تلك الشخصيات من القيادي السنّي الشاب الذي سبق قبل توليه رئاسة البرلمان، تولي منصب محافظ الأنبار في أحلك فتراتها بعد نهاية الحرب على داعش في 2017 وما خلّفته من دمار هائل، إلا أنه نجح رغم ذلك في قيادة عملية إعادة إعمار سريعة كان لها تأثيرها الكبير على الدورة الاقتصادية والحياة الاجتماعية وبالنتيجة على الأوضاع الأمنية.

وأنتج حراك داخلي استمر لأسابيع في أوساط الكتل والأحزاب السُنّية، جبهة جديدة تمثّل كتلة سياسية تضم 35 نائبا وشخصية سُنيّة باسم 'الجبهة العراقية' وتم تسمية رئيس مجلس النواب السابق المقرّب من تركيا أسامة النجيفي الذي يترأس جبهة الإنقاذ والتنمية، لقيادة هذه الجبهة.

وتضم الجبهة العراقية النائب أحمد الجبوري عن حزب الجماهير الوطنية والنائب رشيد العزاوي عن الحزب الإسلامي العراقي والنائبين فارس الفارس وطلال الزوبعي عن المشروع العربي ومحمد إقبال عن الكتلة العراقية المستقلة.