اضطرابات في الأقاليم النائية تثير مخاوف إيران من انتفاضة الأقليات

أنباء من جنوب شرق إيران تفيد بانتشار كثيف لقوات الأمن الإيرانية ومحاصرة مسجد للسنّة واعتقال مصلين قبل صلاة الجمعة، بينما خفت زخم الاحتجاجات في مدن أخرى على وقع حملة قمع وموجة اعدامات.
إيران تعزل زهدان عن العالم بقطع خدمات الانترنت
خفت زخم الاحتجاجات في عموم إيران وتأجج في جنوب شرقها

طهران - تشن السلطات الإيرانية أوسع حملة قمع واعتقالات بحق الأقلية السنّية في زهدان الإقليم النائي الذي يشهد اضطرابات مستمرة تفجرت تضامنا مع الاحتجاجات الواسعة التي بدأت في 16 سبتمبر/من العام الماضي تنديدا بوفاة الفتاة الإيرانية الكردية مهسا اميني.

ورغم استمرار الاحتجاجات في أكثر من مدينة تبقى زهدان في جنوب شرق إيران بؤرة توتر دائم وقد شهدت احتجاجات في السابق على سياسة التهميش والإقصاء والقمع، أخمدها الحرس الثوري وميليشيات الباسيج التي تنتشر بكثافة في المنطقة وهي من أشدّ ميليشيات الثوري دموية في عمليات القمع الداخلي.

ونظم اليوم الجمعة متظاهرون مسيرة في الإقليم المضطرب وسط انتشار تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن قوات الأمن تحاصر مسجدا له دور محوري في احتجاجات أسبوعية مناهضة للحكومة.

وبثت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) مقطعا مصورا لمئات المتظاهرين في مدينة زاهدان وهم يهتفون "نقسم بدماء رفقائنا أن نصمد بقوة حتى النهاية".

وأظهر مقطع مصور آخر انتشر على نطاق واسع ما بدا أنها قوات أمن تضرب رجلا من البلوخ وتعتقله بينما كان يحاول دخول مسجد مكي في زاهدان، عاصمة إقليم سستان وبلوخستان.

وتقول جماعات حقوقية إن الأقلية البلوخية التي يُقدر عددها بما يصل إلى مليوني شخص تتعرض للتحامل والقمع منذ عقود.

ويقع إقليم سستان وبلوخستان على الحدود مع باكستان وأفغانستان وهو من أفقر أقاليم إيران وشهد عمليات قتل متكررة على أيدي قوات الأمن في السنوات الماضية.

وقالت منظمة العفو الدولية إن مدينة زاهدان شهدت أحد أكثر أيام الاحتجاجات إزهاقا للأرواح بعد وفاة أميني، حيث قُتل ما لا يقل عن 66 شخصا في حملة قمع هناك يوم 30 سبتمبر/أيلول.

ويبدو أن السلطات عطلت خدمات الإنترنت اليوم الجمعة كما حدث في موجات احتجاج سابقة. وقالت منظمة نت بلوكس لمراقبة خدمات الإنترنت "تأكدنا من أن بيانات الشبكة في الوقت الفعلي تظهر وجود تعطل كبير في الاتصال بالإنترنت في زاهدان بإيران. يأتي الحادث وسط وجود أمني متزايد خلال احتجاجات الجمعة".

ولم ترد أنباء في وسائل الإعلام الرسمية عن احتجاجات اليوم الجمعة. وتقول طهران إن الاحتجاجات يقف وراءها أعداء الجمهورية الإسلامية في الخارج.

وفي الوقت نفسه، واصلت العملة المحلية (الريال الايراني) تراجعها لتسجل مستويات أدنى تحت وطأة الاضطراب وتزايد عزلة إيران بفعل عقوبات الغرب المتزايدة.

وهبط الريال إلى أدنى مستوياته عند 539200 ريال مقابل الدولار اليوم الجمعة، بالمقارنة بقيمة 526500 مسجلة أمس الخميس، بحسب موقع صرف النقد الأجنبي بونباست دوت كوم، وسط تقارير عن عقوبات جديدة على إيران.

واستهدفت وزارة التجارة الأميركية روسيا البيضاء وإيران وغيرهما في أحدث رد على الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ فرضت تدابير رقابية على الصادرات وأضافت مزيدا من الأهداف إلى قائمة الكيانات المستهدفة.

وبينما تراجعت الاضطرابات على مستوى البلاد في الأسابيع الأخيرة، ربما بسبب عمليات الإعدام والقمع، تواصلت أفعال العصيان المدني مثل رسم جداريات (غرافيتي) مناهضة للحكومة وظهور نساء غير محجبات في الأماكن العامة.