اعتقال السلطات السورية وسيم الأسد يبعث برسائل إلى الداخل والخارج
دمشق - اعتقلت السلطات السورية اليوم السبت وسيم الأسد، ابن عم الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأحد أبرز المتهمين بالضلوع في تجارة المخدرات في عهد الحكم السابق، فيما يبعث هذا التوقيف برسائل إلى الداخل والخارج تؤكد التزام إدارة الشرع بمكافحة الجريمة المنظمة وملاحقة المطلوبين.
ويمثل توقيف شخصية بارزة ومثيرة للجدل مثل وسيم الأسد، الذي كان يتمتع بنفوذ واسع ويُتهم بجرائم خطيرة، تأكيدا من قبل الإدارة السورية الجديدة على أنها تسعى لإرساء دولة القانون ومحاربة الفساد.
ويمكن أن تساهم هذه الخطوة في كسب تأييد شعبي للإدارة الجديدة، خاصة في أوساط السوريين الذين عانوا من بطش ونفوذ هذه الشخصيات.
وأفادت وزارة الداخلية السورية في بيان بأنه "في إطار عملية أمنية مُحكمة، تمكن جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارة الداخلية من استدراج المجرم وسيم الأسد، الذي يُعتبر من أبرز تجار المخدرات والمتورطين في عدة جرائم خلال فترة النظام البائد".
وأفاد مصدر أمني أن وسيم الأسد أوقف من خلال "كمين محكم" في منطقة تلكلخ في محافظة حمص قرب الحدود مع لبنان.
ويعد الأسد الذي لم يكن يتبوأ أي منصب رسمي، أول شخصية بارزة من الدائرة المقربة في عائلة الرئيس المخلوع، يُلقى القبض عليها منذ الإطاحة بالحكم السابق في ديسمبر/كانون الأول.
ووصفت وزارة الداخلية توقيفه بأنه يعكس "تصعيد السلطات الانتقالية جهودها لمحاسبة المتورطين في جرائم المرحلة السابقة".
وخلال السنوات الماضية، اعتاد وسيم الأسد على نشر صور عبر منصات التواصل الاجتماعي، تظهره إلى جانب سيارات فارهة ومجموعات مقاتلة بلباس عسكري، يحمل السلاح ويطلق النار.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات بحقه في العام 2023، قائلة إنه قاد وحدة شبه عسكرية وكان "شخصية محورية" في شبكة إقليمية لتهريب المخدرات، بدعم من الحكم السابق.
ومنذ وصولها إلى السلطة، تعلن الإدارة الجديدة بين الحين والآخر إلقاء القبض على مسؤولين أمنيين سابقين. وبعد الاطاحة بالحكم السابق، لجأ عدد من معاوني بشار الأسد وكبار ضباطه إلى دول مجاورة، بينما لجأ آخرون الى بلداتهم وقراهم داخل سوريا.
ويأتي توقيف وسيم الأسد ضمن حملة أوسع تستهدف مسؤولين أمنيين وشخصيات بارزة من الإدارة السابقة، ما يعكس رغبة في محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات والفساد خلال فترة حكم الرئيس السابق.