اعتقال عضو في حزب الله بتهمة التخابر مع إسرائيل يكشف حجم الاختراق

السلطات اللبنانية تُوقف مدير مستشفى في جنوب لبنان يشتبه في أنه أمدّ الاستخبارات الإسرائيلية بأسماء المرضى.

بيروت - يكشف اعتقال السلطات اللبنانية عضوا في حزب الله بتهمة التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية حجم الاختراق الذي تعرضت له الجماعة، المدعومة من إيران، وأدى إلى تلقيها ضربات قاصمة في المواجهة الأخيرة مع الدولة العبرية، أفقدتها أبرز قياداتها وحدّت بشكل كبير من قدرتها العسكرية.

ويأتي هذا التوقيف بعد أقل من شهر على اعتقال محمد صالح، المنشد الديني المقرب من حزب الله، بتهمة التجسس لصالح مع إسرائيل، فيما يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة القبض على المزيد من المتورطين في التخابر مع الدولة العبرية، في ظل التنسيق بين الأمن اللبناني وجهاز أمن الحزب الذي أطلق العام الماضي تحقيقا لتفكيك لغز الاختراق. 

وكشفت تقارير أن جهاز المخابرات الإسرئيلي "الموساد" نفذ اختراقا استخباراتيًا كبيرا لحزب الله، مهّد للدولة العبرية الطريق لاغتيال أبرز قيادات الجماعة ويتصدرهم أمينها العام الراحل حسن نصر الله وهاشم صفي الدين الذي كان مرشحا لخلافته، بالإضافة إلى العديد من كبار المسؤولين العسكريين. 

وأفاد موقع "شفق نيوز" أن الموقوف الذي ألقي عليه القبض في بلدة حاروف في قضاء النبطية، يدعى محمود أيوب ويشغل منصب مدير المالية في مستشفى راغب حرب، فيما أكد شهود عيان أن اعتقاله أثار موجة من الاحتجاجات في مسقط رأسه.

ورجحت مصادر مطلعة أن يكون العضو في حزب الله قد أمدّ الاستخبارات الإسرائيلية بمعلومات تخص أسماء المرضى والمصابين الذين دخلوا إلى المستشفى بهدف العلاج، في غمرة الاشتباكات بين إسرائيل والجماعة اللبنانية.

ويُشتبه في أن أيوب كان ضمن شبكة تضم نحو 700 عضو في حزب الله تنشط في بلدة حاروف التي تعد أحد معاقل التنظيم. 

وكشفت تفجيرات ''البيجر'' وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي هزت لبنان في سبتمير/أيلول الماضي وأسفرت عن عشرات القتلى وخلفت آلاف المصابين، عن حجم الاختراق الإسرائيلي للجماعة اللبنانية التي أقرت حينها بأنها تلقت ضربة موجعة.

وأطلق حزب الله تحقيقا كما قام بتسليم ما لا يقل عن 21 شخصًا للسلطات اللبنانية بتهمة التخابر مع إسرائيل، فيما وجهت لبعضهم تهمة بتقديم معلومات أدت إلى عمليات اغتيال وتزويد الدولة العبرية بصور لقيادات في الجماعة.

وأثار الاختراق الإسرائيلي حالة من الشك والريبة والخوف داخل حزب الله وقاعدته الشعبية، بينما توعدت الجماعة الشيعية بالكشف عن كافة العناصر التي تورطت في التجسس لصالح إسرائيل.

ويعلن حزب الله، بين الحين والآخر، عن تفكيك شبكات تجسس تعمل لصالح إسرائيل داخل صفوفه أو في بيئته الحاضنة، مما يدل على استمرار محاولات الاختراق الإسرائيلية، كما يعكس حالة الصراع وإصرار كل طرف على تحقيق تفوق إستراتيجي على الآخر.