اعتقال القروي أحد المرشحين البارزين لانتخابات الرئاسة التونسية

قرار ايقاف نبيل القروي يأتي بينما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في تونس منع ثلاث مؤسسات إعلامية محلية بينها قناة نسمة الخاصة التي أسسها القروي، من تغطية الحملات الانتخابية.

تونس - قال تلفزيون نسمة الذي أسسه رجل الأعمال والمرشح البارز للانتخابات الرئاسية نبيل القروي، إنه تم القبض عليه عندما كان في طريقه للعودة إلى العاصمة تونس بعد صدور قرار قضائي اليوم الجمعة بسجنه.

وأكد أسامة خليفي المسؤول في حزب القروي "قلب تونس" أنه تم إيقافه على الطريق إلى باجة (شمال غرب) قائلا "قطعت 15 سيارة تابعة للشرطة الطريق وهرعت نحو سيارة نبيل قروي قبل أن يطلب منه شرطيون مسلحون باللباس المدني أن يرافقهم موضحين أن لديهم تعليمات بتوقيفه".

وتحدثت قناة نسمة التلفزيونية عن "اختطاف نبيل القروي". وقالت في خبر عاجل إن قوة غير معلومة اختطفت المرشح للرئاسة على مستوى الطريق السيارة مجاز الباب. وأفردت تغطية خاصة تحت عنوان "اختطاف المرشح للرئاسة نبيل القروي. وذكرت أنه تم اقتياده إلى سجن المرناقية بضواحي العاصمة.

وكتبت في شريط الأخبار: بوليس يوسف الشاهد يختطف المرشح للرئاسة نبيل القروي، في اتهام صريح لرئيس الحكومة الذي فوّض أمس الخميس وزير الوظيفة العمومية كمال مرجان لرئاسة الحكومة مؤقتا وذلك للتفرغ للحملة الانتخابية.

والقروي من بين المرشحين البارزين الذين ينافسون الشاهد في السباق إلى قصر الرئاسة بقرطاج.

وأفادت إذاعة موزاييك المحلية الخاصة نقلا عن مصدر قضائي أن مذكرة توقيف صدرت بحق القروي.

وقالت، إن قاضيا قرر اليوم الجمعة سجن نبيل القروي صاحب قناة نسمة التلفزيونية المعروفة بانتقادها للحكومة وأحد أبرز المرشحين بانتخابات الرئاسة التي ستجرى الشهر المقبل بتهمة غسل الأموال والتهرب الضريبي.

وأوردت إذاعة موزاييك الخاصة، أن دائرة الاتهام بالقطب القضائي المالي (مجمع مختص بمكافحة الفساد) رفضت مطالب رفع التجميد عن أموال الأخوين نبيل وغازي القروي، ورفضت طلب منعهما من السفر.

وأضافت أن الدائرة قررت إصدار مذكرتي توقيف ضدّ الأخوين القروي، على خلفية قضية رفعتها ضدهما منظمة "أنا يقظ" (محليّة مستقلة مختصة بمكافحة الفساد)، بتهمة التهرّب الضريبي وتبييض الأموال.

وكانت النيابة العامة قد أعلنت في 8 يوليو/تموز، تجميد أموال القروي وشقيقه ومنعهما من السفر في إجراء احترازي بعد توجيه اتهامات لهما بـ"غسيل أموال".

وفي 12 يوليو/تموز، أعلنت هيئة الدفاع عن القروي أن محكمة مختصة أرجأت النظر في القضية المرفوعة ضد موكلها، إلى 23 من ذات الشهر، لاستكمال تقديم أدلة.

ونبيل القروي هو المالك السابق لقناة 'نسمة' الخاصة ويتزعم حاليا حزب "قلب تونس"، الاسم الجديد لحزب "السلم الاجتماعي" الذي أعلن تأسيسه مؤخرا دون أن يُعرف له توجه حتى الآن.

ومنتصف يونيو/حزيران الماضي، تخلى القروي الذي أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، عن رئاسة جمعية خيرية، حتى لا يتعارض مع القانون الانتخابي الذي يمنع مسؤولي الجمعيات من ممارسة السياسة.‎

ويأتي ايقاف القروي بينما قررت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في تونس منع ثلاث مؤسسات إعلامية محلية بينها قناة "نسمة" الخاصة من تغطية الحملات الانتخابية.

وقال رئيس الهيئة النوري اللجمي اليوم الجمعة إنه " تم اتخاذ القرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري والهيئة العليا المستقلة للانتخابات".

ويشمل القرار بالإضافة لقناة "نسمة" كل من تلفزيون "الزيتونة" وراديو "القرآن".

وأوضح اللجمي أنه "يمنع على المترشحين للانتخابات الرئاسية "المبكرة والمقررة في 15 أيلول/سبتمبر القادم " القيام بحملاتهم الانتخابية عبر هذه القنوات التي لا تمتلك ترخيصا وتبث بصفة غير قانونية".

ويتنافس 26 مرشحا على الأقل على مقعد رئيس الجمهورية وينطلقون في حملاتهم بين 2 و13 أيلول/سبتمبر.

تم إحداث الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري عام 2012 لإصلاح المشهد الإعلامي في تونس وهي تخوض منذ أشهر صراعا ضد مؤسسات لتطبيق القوانين.

وتتهم الهيئة قناة نسمة وهي إحدى أهم المؤسسات الإعلامية الخاصة في البلاد "بالتموقع من أجل التأثير على مفاصل الدولة" كما تطالبها بالكشف عن هوية المساهمين في القناة بما فيهم رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني.

وأصدرت الهيئة قرارا في تشرين الأول/أكتوبر 2018 يمنع القناة من بث برامجها غير أن الأخيرة لم تنصع لقرارها وواصلت البث.

ومنع القضاء التونسي مؤسس القناة نبيل القروي وهو من أبرز المرشحين للرئاسة، من السفر ووجه له اتهامات بتبييض أموال مطلع تموز/يوليو الفائت.

كما أن قناة "الزيتونة" المقربة من حزب النهضة الإسلامي وكذلك راديو "القرآن" لم يكشفا عن مصادر تمويلها، وفقا للهيئة.

وشهد قطاع الإعلام في تونس طفرة وتحررا كبيرا إثر ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

وتعمل في تونس 13 قناة تلفزيونية من بينها قناتين حكوميتين و11 قناة خاصة و39 إذاعة.

وتتصدر تونس ترتيب التصنيف العالمي لحرية الصحافة في منطقة شمال أفريقيا الذي تصدره سنويا منظمة "مراسلون بلا حدود" مواصلة بذلك تقدمها في هذا المجال.