اغتيال قادة كبار في حزب الله يجعل نصرالله هدفا محتملا

يبدو أن الموساد يعرف على وجه اليقين مكان وجود زعيم حزب الله وحتى لو قام بتغيير مواقعه، فإن إسرائيل مطلعة جيدا وتعرف أين يختبئ.

القدس - نشر موقع 'واي نت' العبري التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت كبرى الصحف الإسرائيلية الاثنين تقريرا أشار فيه إلى أن "الموساد يعرف على وجه اليقين مكان وجود زعيم حزب الله حسن نصرالله في أي لحظة"، مضيفا أنه "حتى لو قام بتغيير مواقعه، فإن إسرائيل مطلعة جيدا" وتعرف في أي مكان يختبئ، بينما يتردد أن إيران كما الجماعة اللبنانية الموالية تتخوف من أن نصرالله نفسه بات هدفا محتملا

ولسنوات طويلة ظل الأمين العام لحزب الله تحت مراقبة إسرائيلية مكثفة وكان الرأي العام الإسرائيلي كما الحكومات المتعاقبة والأجهزة الأمنية تتابع باهتمام خطاباته وظهوره الإعلامي وحتى وضعه الصحي.

لكن حرب غزة واشتعال الجبهة الشمالية غيرا على ما يبدو المعادلة بحيث أصبح نصرالله هدفا محتملا وإن لم تعلن إسرائيل رسميا ذلك وتتفادى على الأرجح اغتياله لتجنب حرب إقليمة واسعة، فيما يلتزم الحزب الموالي لإيران إلى حد الآن برد محدود على اغتيال العشرات من كبار قادته الميدانيين ومسلحيه في جنوب لبنان.

ويعتقد على نطاق واسع أن الجماعة الشيعية لا تملك سلطة القرار في الرد على الهجمات والعمليات الإسرائيلية وأن مفتاح التصعيد والتهدئة بيد إيران التي تخوض حربا على إسرائيل من خلال تحرك وكلائها في المنطقة ولا تريد في الوقت ذاته الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة.  

وقال تقرير 'واي نت' "هبط مبعوث إيراني في بيروت فور اغتيال طالب سامي عبدالله قائد وحدة النصر التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، لكن بدلا من التوجه إلى مكتب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، التقى بالمقربين من الأخير في غرفة مغلقة".

وأضاف أنه لسنوات، كان من المفهوم أن حزب الله يعتقد أن إسرائيل لا تنوي القضاء على نصرالله. وعلى مدى 32 عاما من توليه منصب زعيم أكبر منظمة "إرهابية" في العالم وأكثرها تسليحا ومهارة وانضباطا، تعلمت إسرائيل توقع خطاباته ومراقبة حالته الصحية.

ويبدو بحسب المصدر ذاته أن الهجوم في الفترة الأخيرة الذي اغتالت فيه إسرائيل أحد كبار ضباط حزب الله قد "يفتح الباب أمام إدارة مختلفة للصراع".

وكان طالب عبدالله يشرف على القطاع الشرقي لجنوب لبنان والذي غالبا ما تستهدف الصواريخ منه الجليل الأعلى ومرتفعات الجولان. وكان قائدا لوحدة النصر التابعة للحزب.

واعتبرت وسائل الإعلام الموالية للحزب الاغتيالات الإسرائيلية تصعيدا خطيرا من قبل العدو. وقد قُتل طالب سامي عبدالله،

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان له الأسبوع الماضي أن عبدالله، الذي يوصف بأنه "أحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان"، قُتل في غارة جوية إسرائيلية على "مركز قيادة وسيطرة لحزب الله في منطقة الجويية بجنوب لبنان والذي كان قد استخدم لتوجيه هجمات ضد الأراضي الإسرائيلية من جنوب شرق لبنان في الأشهر الأخيرة.

وفي أحدث تطورات الوضع الميداني، قتل الاثنين لبناني إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية لسيارة عند أطراف بلدة الشهابية في قضاء صور جنوب لبنان.

وأفادت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام (رسمية) بـ"سقوط شهيد" في غارة شنتها مسيّرة إسرائيلية على سيارة عند أطراف بلدة الشهابية. كما استهدفت غارة أخرى بصاروخين الأحياء الجنوبية لبلدة ميس الجبل بقضاء مرجعيون وأطراف بلدتي كفرحمام وراشيا الفخار بقضاء حاصبيا، وفق الوكالة المحلية.

ولم تتوفر على الفور معلومات بشأن هوية القتيل ولم تصدر إفادة إسرائيلية عن القصف، كما لم يعلن حزب الله عن تنفيذ أي عملية ضد إسرائيل الاثنين، لكن يرجح أن يتصاعد القصف من الجانبين في أية لحظة.

وفي الأسابيع الأخيرة، شهد الخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان تصعيدا لافتا، بينما دعت الولايات المتحدة مرارا إلى احتوائه، وسط مخاوف من أن يتحول التصعيد إلى حرب أوسع.