اغتيال معارض إيراني في تركيا يثير قلق أميركا

بومبيو يصف الدبلوماسيين الايرانيين المتورطين في عملية قتل مسعود مولوي بالعملاء الإرهابيين مشيرا الى ان التقارير حول العملية تتسق مع المهام الموكلة إليهم.

واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي ،مايك بومبيو، الأربعاء، إن "التقارير عن تورط دبلوماسيين إيرانيين في اغتيال معارض لنظام طهران في تركيا، مقلقة، لكنها تتسق مع مهام أولئك الموظفين".
جاء ذلك في تغريدة نشرها بومبيو، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تعليقًا على تقارير أفادت بتورط دبلوماسيين إيران بعملية اغتيال المعارض الإيراني، سعيد مولوي في مدينة إسطنبول التركية قبل عدة أشهر.
وأضاف الوزير موضحًا أن "الدبلوماسيين الإيرانيين عملاء إرهاب، وقد ارتكبوا اغتيالات وتفجيرات عديدة في أوروبا خلال العقد الماضي".
وفي 14 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي قتل المعارض الإيراني مسعود مولوي نتيجة إطلاق النار عليه بمنطقة شيشلي في مدينة إسطنبول.

ولقد تمكنت السلطات التركية من القبض على 11 شخصًا ووجهت لهم تهمة القتل، وبعد عرضهم على المحكمة قررت اعتقال 7 منهم على ذمة التحقيقات، وإطلاق سراح 4 آخرين شريطة تطبيق الرقابة القضائية عليهم.
وذكر تقرير للشرطة بشأن حادث القتل نشر قبل نحو أسبوعين أن وردنجاني كان يعمل في الأمن الإلكتروني بوزارة الدفاع الإيرانية وتحول إلى منتقد قوي للسلطات الإيرانية.
وأضاف التقرير أن وردنجاني نشر رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحرس الثوري الإيراني في أغسطس/آب قبل ثلاثة أشهر من قتله.
وقالت الرسالة "سوف أجتث قادة المافيا الفاسدين". وأضافت "ادعوا الله ألا يقتلونني قبل أن أفعل ذلك".
ولم تتهم الحكومة التركية إيران علنا بالضلوع في قتل وردنجاني. لكن مسؤولين تركيين كبيرين قالا الاسبوع الماضي إن الحكومة ستتحدث مع إيران بشأن مقتله. وقال أحدهما إن ممثلي الادعاء الأتراك يتابعون القضية أيضا.
وقال المسؤول الأول إن المسلح المشتبه به وعددا آخر من المشتبه بهم، ومن بينهم أتراك وإيرانيون اعتقلوا في الأسابيع التي أعقبت الحادث، أبلغوا السلطات أنهم تصرفوا بأوامر ضابطي مخابرات في القنصلية الإيرانية.
وذكر المسؤول الثاني أن الأدلة التي شملت روايات المشتبه بهم تشير إلى أن "مواطنين إيرانيين لعبوا دورا خطيرا في التحريض والتنسيق" في عملية القتل.

السفارات الايرانية في الخارج تحولت الى قواعد لاغتيال المعارضين في الخارج
السفارات الايرانية في الخارج تحولت الى قواعد لاغتيال المعارضين في الخارج

وقال المسؤولان إن أنقرة ستقدم لإيران قريبا ردا رسميا بخصوص مقتل وردنجاني والدور الذي قام به مسؤولون يحملون جوازات سفر دبلوماسية.
وقال مصدران أمنيان إيرانيان إن وردنجاني تحدى تحذيرا من الحرس الثوري بعدم التعاون مع شركات تركية في مشروعات متعلقة بالطائرات المسيرة، دون مزيد من التفاصيل. وقالا إنه اتصل أيضا بالولايات المتحدة ودول أوروبية للعمل معها.
وقال أحد المصدرين الإيرانيين إن وردنجاني نشر وثائق على الإنترنت مفادها أنه نفذ عملية تسلل إلكتروني أو حصل على معلومات من معارف له في إيران وإنه تجاهل طلبات الاتصال بالسفارة الإيرانية في أنقرة والتقى مع أميركيين ودبلوماسي إسرائيلي. ولم يذكر المصدر تفاصيل حول الوثائق أو اجتماعاته.
وقال المصدر الإيراني الثاني أيضا إن وردنجاني تم تحذيره من مغبة اتصالاته مع دبلوماسيين أجانب.
وأظهرت لقطات مصورة بثها التلفزيون التركي بعد مقتل وردنجاني مسلحا يركض متجاوزا رجلين أثناء سيرهما بأحد أحياء وسط اسطنبول في الساعة العاشرة من مساء يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني. وأطلق المسلح عدة طلقات على أحدهما ليسقط على الأرض بينما كان رفيقه يختبئ.
وقال المسؤولان التركيان إن الرفيق الذي كان يمشي مع وردنجاني أقام صداقة معه بعد وصوله إلى اسطنبول قادما من طهران في يونيو/حزيران 2018 ونقل معلومات عنه إلى المخابرات الإيرانية.
وفي صباح اليوم السابق لمقتله، ذهب هذا الصديق، الذي يفيد تقرير الشرطة التركية والمسؤولان التركيان بأن اسمه علي اسفنجاني، إلى القنصلية الإيرانية. وقال المسؤولان إنه التقى في وقت لاحق مع المسلح لمناقشة تفاصيل العملية.
ويصف تقرير الشرطة اسفنجاني بأنه قائد الفريق الذي نفذ عملية اغتيال وردنجاني.
وقال المسؤول التركي الأول إن اسفنجاني نُقل عبر الحدود إلى إيران بعد ذلك بثلاثة أيام، حسبما تظهر نسخة من تذكرة حافلة استخدمها تحت اسم مستعار للوصول إلى منطقة أغري على الحدود الشرقية لتركيا. وجرت عملية نقله بمساعدة أحد المهربين الإيرانيين.