افتتاح معبرين جديدين بين شطري قبرص رغم التوتر القائم

عشرات القبارصة يعبرون من الشطر الجنوبي للجزيرة إلى الشمال من معبر ديرينيا في أول إجراء من هذا النوع منذ ثماني سنوات.
نقاط العبور ستلعب دورا مهما في زيادة التواصل بين الأشخاص في شطري قبرص

ديرينيا (قبرص) ـ فتح معبران جديدان بين الشطرين الشمالي والجنوبي من جزيرة قبرص الاثنين في أول إجراء من هذا النوع منذ ثماني سنوات، في وقت تسعى الأمم المتحدة لتحريك مفاوضات إعادة توحيد الجزيرة.

وعبر عشرات القبارصة من الشطر الجنوبي للجزيرة إلى الشمال من معبر ديرينيا (شرق)، حيث مرّوا أمام قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وبشكل متزامن، تم فتح معبر ليفكا/أبليسي في شمال غرب الجزيرة.

وقبيل إعادة فتح معبر ديرينيا، أزال الجنود حواجز بأسلاك شائكة صدئة بينما انتشرت مجموعة صغيرة من عناصر شرطة مكافحة الشغب في المكان.

ورغم السجالات التي تبادلها بعض الذين احتشدوا لمشاهدة مراسم افتتاح المعابر حتى منتصف النهار (10:00 ت غ)، اجتازت المجموعة المعبر بسلام.

وشوهد من الطريق الرئيسي ركام سيارة في المنطقة العازلة بينما حذرت لافتات قريبة من وجود ألغام خلف حاجز شائك.

ورحبت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة اليزابيث سبيهار التي تقود قوة حفظ السلام الأممية في قبرص بالخطوة. وقالت في بيان "انه يوم جيد بالنسبة لقبرص".

وأضافت أن "نقاط العبور هذه ستلعب دورا مهما في زيادة التواصل بين الأشخاص (في شطري قبرص)، ما يساهم ببناء الثقة التي يحتاجها سكان الجزيرة".

ويعد التطور الأخير خطوة مهمة كذلك لإحياء مفاوضات السلام التي انهارت في تموز/يوليو العام الماضي.

وقال كريس خارالامبوس الذي كان يبلغ من العمر 18 عاما عندما اندلعت الحرب قبل أكثر من 44 عاما "إنها دفعة جديدة تضاف إلى رصيد محادثات السلام".

وانقسمت قبرص منذ عام 1974 عندما اجتاحت قوات تركية الجزيرة واحتلت الثلث الشمالي منها ردا على انقلاب مدعوم من الجيش اليوناني الذي كان يتولى الحكم في اثينا آنذاك.

الأزمة القبرصية
حركية كبيرة

ومذاك، تتولى جمهورية قبرص، الوحيدة المعترف بها دوليا والعضو في الاتحاد الأوروبي، إدارة القسم الجنوبي، فيما أعلنت في الشمال "جمهورية شمال قبرص التركية" المعترف بها فقط من أنقرة التي تنشر فيها ثلاثين ألف عسكري. ومن النقاط الرئيسية التي تتعثر عندها المفاوضات مصير هذه القوات التركية.

وللمرة الاولى منذ فراره، يتطلع خارالامبوس لرؤية منزله الذي قال إنه يقع ضمن منطقة عسكرية.

وقال لوكالة "سأسير قليلا وأعود. لا أعرف إن كان بإمكاني تحمل قضاء بعض الوقت في الشمال".

وعاش سكان قبرص اليونانيون والأتراك في عزلة عن بعضهم البعض حتى أفسحت السلطات القبرصية التركية المجال أمام حرية حركة الأشخاص بين الطرفين عقب جولة محادثات عام 2003.

بدوره، تذكر بيتروس غورغيو (57 عاما) الذي كان يقطن الشطر الشمالي كيف "ركض منقذا نفسه" عندما كان صبيا عام 1974 عبر الطريق الذي افتتح الاثنين.

وقال"دائما أعتقد أنه إذا تمكن الناس من الاجتماع والحديث فبإمكانهم فهم بعضهم البعض إذا كان لديهم الاستعداد للإصغاء". ورغم أنه بات بإمكان غورغيو العبور إلى الشطر الشمالي، إلا أنه يرفض إنفاق أمواله هناك.

وقال "أي مال أنفقه في المنطقة المحتلة يجعلني أشعر بأنني أدعم الاحتلال ماديا".

وصدر قرار فتح المعبرين الحدوديين بعدما التقى الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس والزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي الشهر الماضي في المنطقة الخاضعة لحماية الأمم المتحدة في العاصمة المقسمة نيقوسيا.