اكتشافات واعدة للذهب والنحاس تعزز الاقتصاد المغربي

المغرب يضع نفسه على الخارطة العالمية للدول المنتجة للمعادن، خاصة مع تزايد الطلب على النحاس والذهب في ظل التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحديثة.

القاهرة – أعلنت شركة "موروكو ستارتيجيك مانيرال كوربريشن" الكندية عن نتائج وصفَتْها بـ"المشجعة للغاية" لبرنامج أخذ العينات الصخرية في مشروعها الاستكشافي للنحاس والذهب جنوب شرق مدينة ورزازات المغربية، وتمثل هذه الاكتشافات الواعدة فرصة ذهبية لتعزيز الاقتصاد وتنميته.

وجاء إعلان الشركة الكندية بعد حملة ميدانية مكثفة نُفذت في مايو/أيار الماضي، ركزت على بنية جيولوجية معدنية بارزة ضمن امتياز يمتد على مساحة 9 كيلومترات مربعة، حيث أظهرت 37 من 67 عينة نسبة نحاس تتجاوز 2 بالمئة، وتعتزم الشركة توسيع عمليات الاستكشاف عبر رسم خرائط جيولوجية وحفر سطحي.

كما كشفت العينات عن وجود ذهب بتركيز 0.43 غرام في الطن، وفضة بنسبة 52 غراماً في الطن في عينة واحدة. وأكدت أن هذه النتائج "تُبرز الإمكانات الكبيرة لرواسب النحاس عالي التركيز في الجزء الجنوبي من الموقع"، مشيرة إلى دلائل تشير إلى نظام معدني متعدد المعادن على نطاق واسع.

وأعربت عن اعتقادها بأن المنطقة قد تحتوي على "نظام متعدد المعادن" واسع النطاق يستحق مزيداً من الاستكشاف.

وتخطط الشركة لتنفيذ برنامج استكشافي موسع يشمل رسم خرائط جيولوجية تفصيلية، وأعمال حفر سطحية، ومسوحات جيوفيزيائية، ويهدف هذا البرنامج إلى تقييم نطاق التمعدن وتحديد مواقع جديدة للتنقيب.

وتعد "موروكو ستارتيجيك مانيرال كوربريشن" شركة متخصصة في استكشاف المعادن، تعمل حالياً على عدة مشاريع في المغرب وكندا، مع تركيز خاص على رواسب النحاس والذهب في المناطق الجنوبية الشرقية للمغرب.

وتكتسب هذه الاكتشافات أهمية كبيرة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والاستراتيجي. وستؤدي إلى زيادة عائدات المغرب من صادرات المعادن، مما يعزز احتياطيات النقد الأجنبي ويدعم الميزانية العامة للدولة. كما أن الثروات المعدنية الكبيرة تجذب اهتمام الشركات العالمية في مجال التعدين، مما يؤدي إلى جذب استثمارات أجنبية مباشرة، وتوفير التكنولوجيا والخبرة.

ويمكن أن تساهم صناعة التعدين في تحقيق نمو اقتصادي مستدام من خلال خلق القيمة المضافة من استخراج وتصنيع هذه المعادن.

ويتطلب قطاع التعدين، من التنقيب والاستخراج إلى المعالجة والنقل، قوة عاملة كبيرة، مما سيخلق فرص عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة في المناطق التي تتم فيها الاكتشافات والمناطق المحيطة بها.

ولا يقتصر الأثر على استخراج المعادن الخام، بل يمكن أن يؤدي إلى تطوير صناعات تحويلية محلية تعتمد على الذهب والنحاس، مثل صناعة المجوهرات، أو صناعة الكابلات والمكونات الإلكترونية، مما يضيف قيمة أكبر للمنتجات ويساهم في تنويع القاعدة الصناعية.

ويضع المغرب نفسه على الخارطة العالمية للدول المنتجة للمعادن، خاصة مع تزايد الطلب على النحاس والذهب في ظل التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الحديثة. فالنحاس، على سبيل المثال لا الحصر، ضروري في صناعة السيارات الكهربائية والبنية التحتية للطاقة المتجددة.

ويمكن أن يصبح المغرب موردا موثوقا به لهذه المعادن الاستراتيجية، مما يعزز نفوذه الجيوسياسي.

وغالبًا ما تكون الاكتشافات في مناطق ريفية أو شبه ريفية، وبالتالي يمكن أن تساهم مشاريع التعدين في تنمية هذه المناطق من خلال تحسين البنية التحتية (الطرق، الكهرباء، المياه)، وتوفير الخدمات الأساسية.

ورغم الدلالات الإيجابية، هناك تحديات يجب أخذها في الاعتبار، إذ يجب ضمان استغلال هذه الموارد بطريقة مستدامة بيئياً واجتماعياً لتجنب الآثار السلبية على البيئة والمجتمعات المحلية. ومن الضروري وجود حوكمة قوية وشفافية في إدارة عائدات هذه الثروات. مع الحاجة إلى تأهيل وتدريب الكوادر المغربية للعمل في قطاع التعدين والصناعات المرتبطة به.

ويبدي محللون تفاؤلا بإمكانيات المغرب في الاستثمار الأمثل لثرواته، وهو يعتبر من الدول التي يتواجد فيها كميات كبيرة من الذهب والمعادن الثمينة بأنواعها المختلفة مثل الفوسفات والذى يتواجد في منطقة أولاد عبدون ومنطقة اليوسفية، بالإضافة إلى الحديد بالريف الشرقي.

كما يوجد أيضا كميات كبيرة من الرصاص، حيث يعتبر المغرب أول دولة من دول قارة أفريقيا تقوم بانتاج الرصاص .

ويوجد في منطقة بورزازات، كميات كبيرة من بعض المعادن الثمينة مثل الماس واليورانيوم، وتتواجد هذه المعادن في الأراضي جنوب المغرب على مساحة تبلغ خمسة وثمانين ألف كيلومتر.