اكتشاف استثنائي لبقايا متحجرات رجال من إنسان نياندرتال

وزارة الثقافة الايطالية تعثر على بقايا متحجرة لتسعة رجال من إنسان نياندرتال في كهف غواتاري وخبراء يعتبرون ان الاكتشاف سيلقي ضوءا مهما على تاريخ سكان الدولة الاوروبية.

روما - عثر على بقايا متحجرة لتسعة رجال من إنسان نياندرتال في كهف إيطالي، كما أعلنت وزارة الثقافة السبت، وهو اكتشاف مهم في دراسة هذا الانسان البدائي.
ويعتقد أن جميع الأفراد الذين عثر عليهم في كهف غواتاري في منطقة سان فيليتشي تشيرتشيو الواقعة على الساحل بين روما ونابولي، بالغون، رغم أن أحدهم ربما كان شابا.
ويعود تاريخ ثماني متحجرات إلى ما بين 50 ألفا و68 ألف عام في حين أن أقدمها قد تعود إلى 90 ألفا أو 100 ألف عام، كما أوضحت الوزارة في بيان.
وأضافت "إلى جانب اثنين آخرين عثر عليهما في الماضي في الموقع، يرتفع العدد الإجمالي للأفراد الذين تم اكتشافهم في كهف غواتاري إلى 11، ما يؤكد أنه أحد أهم المواقع في العالم لتاريخ إنسان نياندرتال".
وأشاد وزير الثقافة داريو فرانشيسكيني بالاكتشاف ووصفه بأنه "اكتشاف استثنائي سيتحدث عنه العالم بأسره".
وقال المدير المحلي للأنثروبولوجيا ماريو روبيني إن هذا الاكتشاف سيلقي "ضوءا مهما على تاريخ سكان إيطاليا".
وعاش إنسان نياندرتال في أنحاء أوروبا قبل 400 ألف إلى 40 ألف سنة، وتزامن انقراضه مع وصول إنسان هومو العاقل إلى القارة.
وربما أدى انخفاض بسيط في معدل الخصوبة لدى نساء إنسان نياندرتال على مدى آلاف السنين إلى انقراض هذا الجنس البشري على ما جاء في دراسة نشرتها مجلة "بلوس وان".
لكن أسباب انقراضهم بقيت لغزا: هل قتلهم أسلافنا؟ هل كانوا ضحايا وباء جماعي؟ أو هل ماتوا ببطء في ظل المنافسة على الموارد من جنس بشري أكثر مهارة؟ 
طور باحثون من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي نموذجا يطرح سيناريوهات أدت إلى انقراض إنسان نيانديرتال خلال 10 آلاف سنة أو أقل، وهو الجدول الزمني الذي يتوافق مع أفضل التقديرات التي توصل إليها العلماء.
وأخذوا في الاعتبار عوامل عدة مثل القدرة على البقاء والهجرة ومعدلات الخصوبة، مرتكزين على البيانات المتاحة عن هذا الجنس البشري من دراسات سابقة.
وقد استنتجوا أن فرضيات حول انقراضهم مثل ارتفاع معدل وفيات الرضع أو وفيات البالغين المرتبطة بأوبئة الأمراض أو القتال، لم تكن محتملة.
وقالت عالمة الاحاثة سيلفانا كونديمي المشاركة في هذه الدراسة "من شأن تلك الفرضيات أن تظهر أن انقراضهم حصل بشكل سريع جدا".
وأضافت "من جهة أخرى فإن الانخفاض البسيط في معدل الخصوبة لدى الإناث يتوافق مع الإطار الزمني المعروف للانقراض".
وأوضحت "وهذا الانخفاض لا يحتاج إلى أن تكون نسبته كبيرة بل يكفي أن يستمر فترة طويلة ليؤدي إلى انقراض إنسان نياندرتال".
وربما تسبب وصول إنسان هومو العاقل في وضع ضغوط غذائية على إنسان نياندرتال أيضا.
وقالت الباحثة "عدم توافر الطعام وبالتالي انخفاض السعرات الحرارية يؤثر سلبا على عمليات الحمل".
لكن الباحثين شددوا على أن هدفهم من هذه الدراسة ليس شرح "سبب" انقراض إنسان نيانديرتال بل "طريقته".