اكتشاف حقل غاز يشجع تركيا على تصعيد انتهاكاتها
اردوغان - يحاول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التقليل من تداعيات الأزمات الاقتصادية والمالية التي تمر بها البلاد بالحديث عن انجاز يتمثل في العثور على حقل غاز في البحر الأسود وصف بانه الاكتشاف الأكبر.
وأوضح اردوغان ان "سفينة التنقيب "الفاتح" اكتشفت 320 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي في بئر "تونا" مضيفا "المؤشرات الأولية لاكتشاف أكبر حقل غاز تشير إلى احتمال كبير لوجود حقول أخرى في نفس المنطقة".
وعبر اردوغان عن أمله في إيجاد اكتشافات اخرى في البحر المتوسط ما يشير الى نوايا انقرة في المضي قدما في توتير الأجواء شرق المتوسط رغم الرفض الاوروبي والاقليمي والدولي.
واعلن إردوغان أن بلاده ستكثّف عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط عبر نشر سفينة تنقيب جديدة قرابة نهاية العام رغم التوتر مع اليونان.
وقال الرئيس التركي أنه تم إجراء 9 عمليات حفر في المياه العميقة في البحرين المتوسط والأسود عبر سفينتي "الفاتح" و"ياووز". متابعا "سنواصل السير نحو أهدافنا دون أن نطمع في حقوق الآخرين ودون أن نسمح لهم بالاستيلاء على حقوقنا".
لكن نفي اردوغان لوجود أطماع تركية في البحرين الاسود والمتوسط تكذبه التطورات الأخيرة مع إصرار أنقرة على القيام بعمليات تنقيب غير مشروعة وعقد اتفاقيات ومعاهدات لا ترتكز للقوانين الدولية.
واستغلت أنقرة الاضطراب السياسي في ليبيا وسارعت أواخر العام الماضي لتوقيع اتفاقية مثيرة للجدل مع حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقرا لها تمنح تركيا سيادة على مساحات واسعة من البحر المتوسط.
ودانت مصر وقبرص واليونان ودول غربية وإقلمية أخرى الاتفاقية التي تشمل اتفاقا أمنيا تم توقيعه أيضا بين أردوغان ورئيس الوفاق فائز السراج.
ولم يفوت اردوغان الفرصة لمهاجمة اليونان والاتحاد الاوروبي مع رفضهما المطلق الى جانب دول اقليمية للانتهاكات التركية قائلا "مواقف الاتحاد الأوروبي المنحازة إلى اليونان فيما يتعلق بشرق المتوسط وهو يخون مبادئه مرة أخرى بازدواجية المعايير التي يظهرها مع اليونان وتحريضها ضدنا".
وتصاعد التوتر الأسبوع الماضي عندما أرسلت أنقرة سفينة مسح ،هي "عروج ريس"، ترافقها سفن حربية إلى المياه قبالة جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.
ونشرت اليونان أيضا سفنا حربية لمراقبة القطع البحرية التركية.
وتوترت الأجواء منذ توقيع اليونان ومصر اتفاقا في 6 آب/أغسطس لإقامة منطقة اقتصادية حصرية في شرق المتوسط.
وكثيرا ما مثلت عمليات التنقيب عن النفط والغاز مصدرا للتوتر بين اليونان وتركيا، العضوين في حلف شمال الأطلسي.
ورغم الاكتشاف الاخير الذي اعلن عنه اردوغان لكن المخاوف الاقتصادية لا تزال قائمة في تركيا مع تصاعد العجز التجاري حيث قال وزير المالية التركي براءت ألبيرق الجمعة إنه يأمل في ألا يسجل الاقتصاد عجزا في ميزان المعاملات الجارية مع تحقيق البلاد كشفا جديدا للغاز الطبيعي في البحر الأسود.