اكتشاف عملاق من المجرات تشكَّل في مطلع الكون

باريس - اكتشف علماء فضاء "عملاقا كونيا" أي تجمّعا من عناقيد المجرات توازي كتلتها مليون مليار مرّة كتلة الشمس، وتشكّلت بعد مليارين و300 مليون سنة على الانفجار الكوني الكبير، بحسب المرصد الأوروبي الجنوبي.
وقال فريق دولي من علماء الفلك أنه في مطلع الكون ظهر أضخم هيكل في ذلك الوقت، سمي هايبريون، سبق تكون المجرات، ويتألف من سبع مناطق على الأقلّ ذات كثيفة عالية، تربطها ببعضها خيوط من المجرات.
وأفادت مواقع فلكية متخصصة، بأن الموقع الضخم اكتشف لأول مرة عند الانحراف الكبير للون الأحمر في خطوط الطيف بالنسبة لمنطقة موجات الطيف الطويلة التي ترتبط بالمسافة إلى الأرض.
ويبعد موقع هايبريون عن الأرض مسافة تقدر بنحو 10 مليارات سنة ضوئية ومثل هذه الأجسام تلاحظ عادة على مقربة من مجرة درب التبانة.
كما يمتلك هايبريون بنية معقدة غير اعتيادية ويختلف عن بقية المواقع المماثلة بكون الأخيرة لها مراكز واضحة تتركز فيها المادة. ويعتقد العلماء أن جاذبية هايبريون ستجعله أكثر شبها بتشكيلات مثل برج العذراء (يضم درب التبانة).

وقالت أولغا كوتشياتي الباحثة في المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية "إنها مفاجأة كبيرة أن نرى تشكيلاً متطوّرا ظهر في وقت مبكر من عمر الكون".
ويعتقد العلماء أن الكون نشأ بعد ما يعرف بالانفجار الكوني الكبير (بيغ بانغ) الذي وقع قبل 14 مليار سنة.
وتجمّع العناقيد هذا هو الأكبر حجما وكتلة المكتشف حتى الآن من بين الأجرام والمناطق الكونية العائدة لمرحلة مبكرة من عمر الكون.
وقال المرصد الأوروبي الجنوبي "الكتلة الضخمة لتجمّع العناقيد تقدّر بأكثر من مليون مليار مرة كتلة الشمس، وهذه الكتلة تشبه كتُل التجمّعات المجرّيّة الحديثة التكوين".
وهو يختلف عن تجمّعات العناقيد المجرّيّة الحديثة التكوين التي يكون توزيع الكتلة مركّزاً فيها أكثر ولديها ما يشبه الشكل الهندسي الواضح، بحسب براين لومو الباحث في علوم الفلك في جامعة كاليفورنيا.