اكتشاف نجوم حديثة المنشأ في مجرة قديمة

الكشف الجديد يعد مفاجأة جديدة للعلماء

باريس - من جيرار سيفيستر
عثر على مجموعة كبيرة من النجوم "الحديثة المنشأ" في مجرة "قديمة" اهليلجية في ما يعتبر اكتشافا غير متوقع حيث كان علماء الفلك يعتقدون ان هذه المجرات لا تشهد سوى مرحلة وحيدة لتشكل النجوم، في بداية تكونها.
واعتبر المرصد الاوروبي الجنوبي، ووكالة الفضاء الاوروبية ان الاكتشاف الذي سينشر قريبا في المجلة الاوروبية "استرونومي اند استروفيزيكس"، يحتل اهمية كبيرة بالنسبة لمعرفة تاريخ المجرات ولنظرية تكون النجوم عموما.
ويطرح تكون وتطور المجرات، التي تضم نجوما وكذلك غازات وغبارا، وكذلك خصوصا ظهور معظم النجوم، تحديا لعلماء الفلك الذين لم يتمكنوا بعد من الاجابة على سؤال ما اذا كانت النجوم تشكلت بمعظمها في وقت مبكر، اي خلال البضع مليارات سنة التي اعقبت الانفجار العظيم الذي نجم عنه كوننا، ام حديثا، لقسم كبير منها على الاقل.
ويعرف ان تصادم المجرات كان وراء تشكل آلاف لا بل ملايين النجوم. غير انه بالنظر الى الكون بمجمله، نجد ان معظم النجوم موجودة في المجرات الاهليلجية، القديمة جدا. ومن هنا نشأت فكرة ان النجوم هي نفسها قديمة جدا، وحتى من بين اقدم الاجسام في الكون.
وتصدر المجرات الاهليلجية ضوءا مائلا الى الحمرة ينسب عامة الى نجوم قديمة عمرها عدة مليارات من السنين. ولكن اي "خليط" يعطيها شكلها، وهل تختبئ نجوم حديثة المنشأ بين النجوم القديمة، على هذه الاسئلة قدم ماركوس كيسلر-باتيغ من المرصد الاوروبي الجنوبي وفريقه اجابة للمرة الاولى.
فقد قام العلماء بمزج صور مجرات التقطها تلسكوب هابل الفضائي بتلك التي التقطتها "انتو"، احدى عدسات التلسكوب الكبير في المرصد الاوروبي الجنوبي في تشيلي.
ففي مجرة عملاقة اهليلجية في كوكبة العذراء، (ان جي سي 4365) عمرها 12 مليار سنة، اكتشف الفريق بصورة غير متوقعة، ركام نجوم من اعمار مختلفة.
ولاحظ الباحثون ان بعض الركام، الاكثر قدما، يتألف من نجوم فقيرة بالمعادن وغيرها، مما تساويها في العمر، غنية جدا بالمعادن.
لكنهم عثروا على مجموعة ثالثة، لم تلحظ من قبل، تتكون من نجوم غنية بالمعادن وعمرها فقط حوالي بضعة مليارات من السنين، مقابل 12 مليار سنة تقريبا للباقية.
وبذلك بات هناك اثبات ان الركام الكوني القديم يمكن ان يحتوي على نجوم حديثة المنشأ.