اكراهات تُليّن موقف حزب الله من تفكيك مواقعه العسكرية
بيروت - فكك الجيش اللبناني أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الممتدة جنوب نهر الليطاني، منذ انتهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله على ما أعلنه رئيس الحكومة نواف سلام اليوم السبت، فيما يبدو أن الجماعة المدعومة من إيران أبدت مرونة لإتمام هذا التفكيك، بهدف إظهار استعدادها للتعاطي مع الوضع الراهن وتجنب تصعيد أوسع، خاصة بعد الضربات الموجعة التي أفقدتها الكثير من قدرتها العسكرية وأدت إلى تراجع نفذها السياسي.
ويشير هذا التفكيك إلى خطوة نحو تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وانتشار الجيش وقوات اليونيفيل جنوب نهر الليطاني. كما يأتي في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بعد تصاعد التوترات.
ويعكس هذا التطور محاولة لفرض سيطرة لبنان على كامل أراضيه، خاصة في الجنوب الذي كان يعتبر منطقة نفوذ قوية لحزب الله وهذا يتماشى مع التزام الرئيس جوزيف عون بحصر السلاح في يد الدولة.
وكانت هذه المنطقة تعتبر معقلا للحزب الذي خاض مواجهة دامية مع الجيش الإسرائيلي استمرّت عاما كاملا وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار نصّ على تفكيك البنى التحتية للتنظيم وسلاحه.
وقال سلام "الجيش اللبناني يواصل توسيع انتشاره وحتى الآن، فكّك جنوب الليطاني أكثر من 500 موقع عسكري ومخزن" إلا انه أضاف "إنما دعوني أكون واضحا: لا يمكن أن نحقّق الأمن والاستقرار طالما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية اليومية واستمر احتلال أجزاء من أرضنا وعدم الإفراج عن أسرانا".
ونصّ الاتفاق أيضا على انسحاب إسرائيل من كل المناطق التي دخلت إليها خلال المواجهة التي اندلعت على خلفية الحرب في قطاع غزة. إلا أن الدولة العبرية أبقت على خمسة مواقع على مرتفعات تعتبر استراتيجية. ويطالب لبنان بأن تنسحب منها.
ويشير التفكيك إلى وجود ضغوط دولية، خاصة من الولايات المتحدة، على لبنان وحزب الله لتطبيق القرار 1701 كما أن المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران قد تلعب دوراً في هذا السياق، حيث يعتبر الملف اللبناني أحد الملفات الأساسية في هذه المفاوضات.
وتواصل إسرائيل منذ انتهاء الحرب تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، مشيرة الى أنها تستهدف بنى تحتية وقيادات في حزب الله.
وقال سلام "سنواصل الضغوط لإجبار الدولة العبرية على الانسحاب الكامل من كل شبر من أراضينا تطبيقا للقرار 1701، وسنعمل على توفير كل ظروف إعادة أهلنا إلى أرضهم بكرامة وإعمار ما دمّره الإسرائيلي".
وخرج حزب الله منهكا من الحرب، إذ قتلت إسرائيل عددا كبيرا من قياداته ودمّرت جزءا كبيرا من ترسانته، وانعكس ذلك أيضا تراجعا في نفوذه في الساحة السياسية في لبنان التي كان يحتكر القرار فيه إلى حد بعيد منذ سنوات.
وفي سياق متصل شن الجيش الإسرائيلي مساء اليوم الخميس غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد وقت قصير من إنذاره قاطني بنايات في 3 أحياء بالضاحية بإخلائها فورا، في إشارة إلى قصف يعتزم تنفيذه بالمنطقة.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بشن طيران العدو الإسرائيلي غارات تحذيرية على الضاحية التي شهدت تحليقًا مكثفًا لطائرات مسيرة إسرائيلية في أجواء أحياء الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة، فيما أفاد شهود عيان بحدوث حركة نزوح كثيفة من المنطقة عقب صدور الإنذار الإسرائيلي بقصف منشآت في تلك الأحياء.
وقال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة "إكس"، إن الإنذار يشمل سكان مبان في أحياء الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة.