الآلاف يحتشدون بالخرطوم مطالبين بمحاسبة قتلة المحتجين

الاحتجاجات الحاشدة تأتي استجابة لدعوات تجمع المهننين ولجان شبابية للخروج إلى الشارع لإحياء الذكرى الثانية لمقتل العشرات في أحداث فض اعتصام مدنيين أمام مقر القيادة العامة بالرصاص.
الجيش السوداني يغلق منافذ الخرطوم تحسبا لتصاعد الاحتجاجات
حمدوك يؤكد حرص حكومته على تحقيق العدالة لضحايا الاحتجاجات

الخرطوم - خرج آلاف السودانيين إلى شوارع العاصمة الخرطوم الخميس في تصعيد لمطالبهم بالعدالة لمتظاهرين قتلوا خلال التظاهرات التي أدت إلى الاطاحة بالنظام قبل عامين.

ويأتي الحشد استجابة لدعوات الخروج إلى الشارع في الذكرى الثانية لفض اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، بشكل عنيف أدى إلى سقوط عشرات القتلى.

وقد دعا تجمع المهنيين السودانيين ولجان شبابية إلى خروج احتجاجات لإحياء الذكرى الثانية لـ"مجزرة فض الاعتصام"، التي توافق الثالث من يونيو/حزيران.

وتطالب الاحتجاجات بالعدالة لضحايا مجزرة فض الاعتصام حول محيط قيادة الجيش، التي وقعت قبل عامين.

وقالت إيمان بابكر (24 عاما) وكانت تشكي انتشار البطالة "جئنا إلى هنا لإحياء ذكرى مذبحة الاعتصام ولإظهار أنه حتى بعد الإطاحة بالبشير ما زال الناس يعانون".

وقال مراسل لوكالة فرانس برس أن المتظاهرين حملوا العلم السوداني ولافتات تطالب بالعدالة وتوجهوا إلى مقر مجلس الوزراء والنيابة العامة، وأدى بعضهم النشيد الوطني.

وقال وليد الشاذلي أحد المتظاهرين "نريد توجيه رسالة إلى الحكومة مفادها أننا نستطيع دائما النزول إلى الشوارع إذا فشلوا في تحقيق العدالة للقتلى".

واستبق رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الاحتجاجات بتأكيد حرص حكومته على تحقيق العدالة للضحايا، قائلا إنه "يجري محادثات مع الأجهزة الأمنية للإسراع في تحقيق العدالة للضحايا."

ونقل موقع "سودان تربيون" عن حمدوك القول في بيان إن "العلاقة المعقدة مع الأجهزة الأمنية المتعددة، التي تقع تحت مسؤولية المكون العسكري، تلعب دورا أحيانا في إبطاء عجلة العدالة وتأخير تقديم المعلومات المطلوبة للجان التحقيق والنيابة العامة".

وفي 3 يونيو/حزيران 2019، فض مسلحون يرتدون زيا عسكريا اعتصاما مطالبا بتسليم السلطة للمدنيين أمام مقر القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم، ما أسفر عن مقتل 66 شخصا، بحسب وزارة الصحة، و128، بتقدير معارضين.

وتعهد حمدوك بالعمل على الإسراع في تكوين مفوضية العدالة الانتقالية لتعمل على إجراء حوار موسع، وذلك حتى يُلبي تطلعات الضحايا ومجتمعاتهم ويكون قادرًا على تحقيق جوهر العدالة.

الشارع السوداني يلوح بالعودة لاحتجاجات مستمرة ما لم تتحقق العدالة
الشارع السوداني يلوح بالعودة لاحتجاجات مستمرة ما لم تتحقق العدالة

وكان الجيش السوداني قد أعلن الأربعاء  إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مقر قيادته بالعاصمة الخرطوم، اعتبارا من صباح الخميس، تحسبا لدعوات الاحتجاج.

وقال الجيش في بيان "تهيب القوات المسلحة بجميع المواطنين الابتعاد عن حرم القيادة العام للقوات المسلحة، وتعلن عن إغلاق جميع الطرق المؤدية إليها اعتبارا من صباح الخميس". ولم يحدد البيان موعدا لاحقا لإعادة فتح الطرق المؤدية لمقر قيادة الجيش.

والشهر الماضي نُظمت مسيرة مماثلة في الخرطوم، خلال شهر رمضان، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لفض الاعتصام الطويل الذي كان يطالب أولا برحيل الرئيس السابق عمر البشير ثم استمر للمطالبة بتسليم السلطة إلى المدنيين.

وسقط قتيلان وعشرات الجرحى عندما فرقت قوات الأمن التجمعات بالقوة.

ونفى العسكريون الحاكمون آنذاك إصدار أوامر بالفض العنيف للاعتصام ودعوا إلى فتح التحقيق لمعرفة ملابسات ما حدث وتم تشكيل لجنة تحقيق، لكنها لم تعلن بعد عن النتائج.

والسبت حددت لجنة التحقيق المستقلة في أحداث فض اعتصام 3 يونيو/حزيران 2019، أمام مقر قيادة العامة للجيش السوداني، 3 أشهر لإعلان نتائج تحقيقها.

واندلعت عام 2019 بالسودان احتجاجات واسعة أطاحت بالبشير ونظامه وانتقلت بعد ذلك السلطة إلى مجلس انتقالي مكون من مدنيين وعسكريين.