'الأثر المذهل للعادات البسيطة' في اختصار الطريق الى حياة سعيدة

المترجمة المصرية مروة هاشم تنقل الى العربية كتاب الأميركي ديمون زهاريادس وتصفه بانه بمثابة دليل عملي يستعرض أفضل الطرق لخلق تغيير ملموس في حياتنا عبر خطوات عملية فعالة تقود إلى تغيير حياة الإنسان للأفضل من خلال قوة العادات الصغيرة.

عاداتنا هي التي تحدد معالمنا وماهية شخصيتنا وكيف نتصرف في حياتنا وأعمالنا، ولذلك تُملى علينا عاداتنا كيفية تفاعلنا مع الآخرين ومدى ارتباطنا بالعالم من حولنا، ومن ثم فإن خلق العادات الإيجابية والصحية يُعد محورياً إذا كنا نأمل في حياة سعيدة وصحية وناجحة.

هذا ما يؤكده الكاتب الأميركي ديمون زهاريادس في كتابه "الأثر المذهل للعادات البسيطة" الذي نقلته إلى العربية المترجمة المصرية مروة هاشم وصدر عن دار دوّن للنشر والتوزيع.شارحا كيف يمكن لعادات بسيطة جدًا ولكن دائمة، أن تغير كل تفاصيل الحياة.

في مستهل حديثها حول الكتاب أكدت المترجمة مروة هاشم أن الكاتب الأميركي ديمون زهاريادس واحد من أبرز الخبراء في تطوير القدرة الإنتاجية وتطوير الأعمال والذات وتحسين إدارة الوقت وتصميم أسلوب حياة أكثر نجاحاً، وذلك انطلاقا من رؤية معرفية وفكرية.

ووصفت هاشم الكتاب بأنه بمثابة دليل عملي يستعرض أفضل الطرق لخلق عادات إيجابية وصحية دائمة من خلال خطوات عملية فعالة تقود إلى تغيير حياة الإنسان للأفضل من خلال قوة العادات الصغيرة، فهو بداية محفزة إلى تأمل عاداتنا وتصرفاتنا الروتينية وتحديد مدى علاقاتها بأهدافنا وطموحتنا، فنحن جميعاً نتطلع إلى حياة مثمرة مليئة بالإنجازات والنجاحات والسعادة، وفي أحيان كثيرة نتساءل عن الأسباب التي تجعلنا نخفق في تحقيق ما ينجح فيه الآخرون.

أوضحت في تقديمها للكتاب إن الأشخاص الذي يصلون إلى غاياتهم في نهاية المطاف لديهم القدرة على اكتشاف أنفسهم ووضع الأهداف والخطط التي تحقق آمالهم وطموحاتهم، ولعل الأكثر أهمية من ذلك أنهم يتمتعون بالقدرة على تغيير حياتهم، وهي ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق ولكنها ليست مستحيلة في الوقت نفسه. وعلى الرغم من أن البعض منا يخشى من فكرة التغيير في حد ذاته، فإنه في أحيان كثيرة يكون بداية لانطلاقة جديدة في حياتنا، حتى وإن كان هذا التغيير يبدو مؤلماً أو قاسياً في بدايته، وإذا تعاملنا مع التغيير باعتباره ينطوي على فرص جديدة لن نكتشفها بالضرورة في البداية، فإن الأمر سوف يختلف إلى حد كبير، ولن تكونعقولنا أسيرة لمقاومة التغيير خشية العواقب السيئة، وإنما سنفتح المجال لأنفسنا لاكتشاف الفرص الجديدة والاستفادة منها.

وطرح الكتاب في لغة سهلة بسيطة استراتيجية أثبتت جدواها تتألف من 10 خطوات قابلة للتطبيق لخلق عادات جيدة والاستمرار في ممارستها من دون الشعور بأننا في معركة مع موجة عارمة من المقاومة الداخلية ضد التغيير. وكما أكد مؤلفه فإن تغيير عاداتنا وتفاصيل حياتنا اليومية للأفضل قادر على إحداث طفرة كبيرة في أمور العمل والحياة الشخصية، فقط علينا أن نفهم المسار الذي يقودنا إلى الحفاظ على تلك العادات دون التخلي عنها في لحظة إحباط أو ملل، وعندما نتمسك بما يبدو بسيطاً اليوم سوف يصبح أهم ما لدينا في المستقبل.

وأشارت هاشم إلى أن المؤلف قد وضع الكتاب في عدة أجزاء موجزة يُشكل كلُ منها جزءاً حيوياً فيما يشبه النقاش والحوار مع القارئ لمساعدته على تشكيل عادات جيدة ودائمة تصمد أمام اختبارات الزمن، حيث يوضح مقدار وماهية المكاسب التي يمكن تحقيقها من بناء عادات جيدة مثل تخفيف التوتر وتحسين القدرة الإنتاجية والقدرة على التركيز وتقوية العلاقات والاحساس بالمتعة وتحسين القدرة على اتخاذ القرارات بسرعة فائقة.

ويوضح الكتاب كيفية تبني عقولنا للعادات الجديدة وكيفية استخدام المحفزات والمكافآت والتصرفات الروتينية لجعل العادات مستمرة، لاسيما أن بعض أنواع المحفزات، مثل الوقت والمكان والأشخاص والحالة الذهنية والحدث السابق،تلعب دوراً رئيسياً في سلوكياتنا وتؤثر في مدى تعزيز العادات الجديدة في أذهاننا.

يكمن التحدي في استمرار التزامنا بأهدافنا

ورأى ديمون زهاريادس أن الدافع وقوة الإرادة ليسا من الأمور الحاسمة في بناء سلوكيات إيجابية في حياتك، وهذا على عكس اعتقاد الكثيرين بأن الدافع الصحيح كافياً لتشكيل عادة معينة وأن التمسك بها يعتمد على قوة الإرادة. ويعتمد تشكيل عادات صحية تدوم، برأي مؤلف الكتاب، على عشرة خطوات منها تحديد الهدف الذي تريد تحقيقه مع العادة الجديدة وتقسيمها إلى أصغر تكرار لها وزيادتها بصورة تدريجية.

ويقدم الكتاب مجموعة من القواعد والإرشادات البسيطة لتطوير تصرفات روتينية بسيطة مثل تثبت توقيت ممارسة العادات يومياً وتحديد العقبات التي تعترض طريقك وطرق الاستعداد للتعامل معها تجنباً لعرقلة نجاحك على المدى الطويل.

وحول أبرز العقبات قال زهاريادس "يكمن التحدي في استمرار التزامنا بأهدافنا، وعلينا أن نفرق بين شيئين مختلفين: أولهما تحديد الأهداف، وثانيهما الحفاظ على الحافز الكافي للسعي إلى تحقيق تلك الأهداف يوماً بعد يوم، وهذا يفسر لماذا يتخلى الكثير من الناس عن أهدافهم، حيث إنهم لا يحرزون الكثير من التقدم ولا يحققون سوى فوائد قليلة على المدى القصير، الأمر الذي يثبط عزيمتهم عن المضي قدماً".

وتابع "على سبيل المثال، افترض أن أحد الأشخاص وضع هدفاً لخسارة قرابة 12 كيلوغراماً من وزنه. وفي هذا الصدد، يقترح معظم خبراء الصحة خسارة الوزن ببطء، بمعدل كيلوغرام واحد فقط أسبوعياً. وعلى هذا النحو، قد يستغرق الفرد ثلاثة أشهر تقريباً لتحقيق هدفه، وهو وقت طويل للانتظار لتحقيق الهدف. ولذلك يبدو مفهوماً أن مثل هذا الشخص ربما يتخلى عن هدفه من أجل تحقيق شيء آخر يجعله يشعر بالرضا بصورة أسرع.ولكن ثمة نهج أفضل من ذلك بكثير، ويتسق في الوقت نفسه مع الاستراتيجية المطروحة في هذا الكتاب الذي يقوم على تبني عادات صغيرة سهلة التطبيق تقود إلى تحقيق نتائج كبيرة. إن تطوير العادات اليومية البسيطة والحفاظ عليها يحول التركيز من الصراع إلى تحقيق الهدف النهائي، كما يحررنا من أكبر مصدر للإحباط، مما يجعل التخلي عن الهدف أقل احتمالاً. وبدلاً من ذلك يصب التركيز على الحفاظ على العادات الصحية التي ستؤدي، بمرور الوقت، إلى تحقيق الهدف في نهاية المطاف".

وقدم الكتاب مجموعة من القواعد والإرشادات البسيطة لتطوير تصرفات روتينية بسيطة مثل تثبت توقيت ممارسة العادات يومياً وتحديد العقبات التي تعترض طريقك وطرق الاستعداد للتعامل معها تجنباً لعرقلة نجاحك على المدى الطويل. ويختتم بطرح 23 مثالاً لعادات إيجابية يمكن اكتسابها بطريقة سهلة تساعد على تغيير حياتك إلى الأفضل وتحسين قدرتك الإنتاجية.

يذكر أن الكاتبة والمترجمة مروة هاشم درست الأدب الإنكليزي في جامعة القاهرة والترجمة التحريرية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، عضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة المصري وعضو اتحاد مصر، وصدر لها أكثر من ستة عشر كتاباً مترجماً منها: "ترجمان الأوجاع" و"اثنا عشر عاماً من العبودية" و"الكيمونو .. تاريخ حديث" و"ظلال الاستهلاك" و"التطريز في الهند وباكستان" و"الحلقة المفقودة" و"المعرفة" و"النخيل" عن مشروع "كلمة" للترجمة بأبوظبي، و"إنقاذ إيمي" عن دار مدارك، و"فن الحياة" و"كيف تصبح ممثلاً موهوبًا.. حول أسلوب التمثيل" و"تقنيات الأداء المسرحي.. بناء الشخصية عن دار شرقيات، و"عبودية الكراكيب" عن المركز القومي للترجمة.ونشرت العديد من المقالات والحوارات الصحفية في مجلات مصرية وعربية ومواقع إخبارية.