الأخوان خلف 'راية' المقاول محمد علي!

مع فقدان الشعبية والضعف السياسي وتشتت القيادات، الاخوان يؤيدون وثيقة محمد علي على أمل القبول بهم في المجتمع المصري ولو بالحد الادنى.

لندن – لجأت جماعة الاخوان المسلمين الى تأييد وثيقة المقاول والممثل محمد علي الداعية الى تغيير النظام في مصر وسط حالة من فقدان الشعبية والضعف السياسي وتشتت القيادات في الجماعة التي تأسست قبل 90 عاما وحكمت مصر سنة واحدة.
وياتي اعلان الجماعة المحظورة عن تأييد الوثيقة بعد اسبوعين من تنازلها عما اسمته "شرعية الرئيس" في اشارة الى الرئيس الاخواني المعزول محمد مرسي الذي توفي قبل اشهر.
وتدعو وثيقة محمد علي الى "تحقيق العدالة الانتقالية" والمصالحة المجتمعية والتوافق في ظل مشروع وطني جامع يشمل كافة التيارات وإطلاق سراح كافة السجناء السياسيين.
وقال معلقون ان موقف الاخوان يعبر عن مشكلة سياسية مزمنة تعانيها الجماعة في التعامل مع الواقع وانها باتت على استعداد للموافقة على الحد الأدنى من مطالبها تمهيدا للعودة الى الحياة السياسية.
وذكر بيان صدر عن الاخوان يوم الجمعة ان الجماعة تؤكد على "التعاون مع مخلصين من أبناء الوطن" والدعوة للتوحد في "صف واحد" وهو ما يعني بوضوح قبول التحالفات.
واضاف البيان ان الجماعة لا ترغب بتصدر المشهد السياسي، قائلة إنها "تعاهد على مواصلة الكفاح مع الشرفاء دون أن تتقدم عليهم أو تتأخر عنهم".
كما حاولت الجماعة التقارب مع القوى السياسية المصرية متحدثة عن "دولة مدنية ديمقراطية حديثة تختار مؤسساتها ورئيسها عبر انتخابات حرة ونزيهة".

تنازل الجماعة الصريح عن الشرعية بوفاة مرسي يكشف عدم الارتكاز على موقف معين دستوري أو أخلاقي

وقال خيري عمر الأكاديمي المصري المتخصص في الحركات السياسية ان "التنازل الصريح الأخير عن الشرعية بوفاة مرسي يكشف عدم الارتكاز على موقف معين دستوري أو أخلاقي مما جعل موضوع الشرعية مشروعا زمنيا مرتبط بحياة الرئيس السابق بالمخالفة للأدبيات".
وأضاف عمر بحسب ما نقلت عنه وكالة الأناضول التركية للانباء "على مدى السنوات الماضية لم يحاول الإخوان تأطير مفهوم محدد للشرعية ولم يكن يعرف على وجه الدقة لماذا تطالب بالشرعية ولماذا لم تقدم مبرارات كافية لحمايتها".
وقال ايضا ان مستقبل الجماعة "يمكن النظر إليه من خلال الواقع الحالي الأكثر تشققا داخليا والضآلة السياسية (للوجود) ويمكن القول أن أي مشاركة رمزية وجادة ستكون في الحد الأدنى كون الجماعة لا تزال تمثل مشكلة سياسية".
ووصف الأكاديمي المصري تأييد الجماعة للوثيقة بنه "حديث جميل بلا آليات. وستستمر الجماعة في نفقها المظلم لحين تغير الأوضاع بمصر" مؤكدا أن "قيادة الجماعة في الماضي كانت أكثر مرونة سياسيا من الآن".

من جهته، قال عمار فايد الباحث في شؤون حركات الإسلامي السياسي أن الجماعة "تعلم أنها غير قادرة على مواجهة النظام وحدها أو تقديم تصور بشكل منفرد لذا تتشكل قناعتها بأهمية العمل الموحد".
واعتبر فايد أن "القيادة الحالية للجماعة لن تستطيع أن تجيب عن تصورها لمستقبلها السياسي وسيظل سؤالا بلا إجابة خشية اتخاذ قرارات استراتيجية تزيد من الانقسامات الداخلية".
واشار الى أن "طموح الجماعة لن يصل إلى ما قبل 2010" مؤكد على انه "منحصر حاليا في خروج السجناء السياسيين وعودتها لممارسة نشاطها الاجتماعي".
وتسجن وتحاكم السلطات المصرية عددا من اعضاء الجماعة بتهم الارهاب وبينهم قيادات بارزة مثل محمد بديع المرشد العام للجماعة.