الأدوار في الموسيقى العربية

كتاب "الأدوار في الموسيقى" للأرموي البغدادي يثير العديد من الأسئلة الخاصة بواقع الموسيقى العربية الآن.
فلاسفة العرب كالبيروني وابن سينا كانوا من أوائل المنظرين للفن الموسيقي
التعامل مع الفن الموسيقي كعلم يجب أن يقوم على قواعد وأسس معلومة
كتاب وُضع للمختصين من أهل الموسيقى ومحترفيها

القاهرة ـ من سعاد محفوظ

يثير إعادة إصدار كتاب "الأدوار في الموسيقى" للأرموي البغدادي العديد من الأسئلة الخاصة بواقع الموسيقى العربية الآن، وما اعترى هذه الموسيقى من انحطاط وخمول وغياب التجديد، والخضوع لمعطيات السوق، ولعل السؤال الأهم هنا، هو غياب التنظير الموسيقي، وندرته وضحالته إن وجد، بيما كان فلاسفة العرب في أزمنتهم الغابرة، كالبيروني وابن سينا من أوائل المنظرين للفن الموسيقي والتعامل معه كعلم يجب أن يقوم على قواعد وأسس معلومة.
وعلى الرغم من  أن كتاب "الأدوار" هو كتاب تقني بالأساس، وُضع للمختصين من أهل الموسيقى ومحترفيها، إلا أنه ينبه إلى ضرورة إعادة النظر والبحث في جذور الموسيقى العربية وتطورها، واستنباط ما يُعين على دفع الموسيقى العربية الراهنة وازدهارها.
قام بتحقيق الكتاب وتقديمه الباحث المدقق غطاس عبدالملك خشبة منذ عدة عقود، وقام العلامة محمود أحمد الحفني بوضع  مقدمة وافية للكتاب، لذا تبدو المقدمة أيضا من أهم أسباب قيمة هذا الكتاب الذي يعد كتاب من الكتب المؤسسة للموسيقى العربية منذ عدة قرون مضت.
يقول د. محمود أحمد الحفني في مقدمته: "مؤلِّف هذا الكتاب هو صفيّ الدين عبدالمؤمن بن أبي المفاخر الأرموي البغداديّ المتوفى سنة 693 هـ. وتسميتُه الأرموي نسبة إلى أرمية موطن أسلافه وأجداده، وهي بلدة سميت فيما بعد "رضائية"، من أعمال أذربيجان، وتسميته البغدادي ترجع إلى أنه وُلد بمدينة بغداد حوالي عام 613 هـ، وقيل: إنه وفد إليها صغيرًا فكانت مدرج طفولته ومعهد ثقافته، فقد ألم فيها بالعلوم والفنون التي في عصره ونال قسطًا وافرًا من الدراسات الأدبية والفنية، وكان يُعتبر في زمانه متقدمًا في إجادة الخط، ويعد في ذلك من أبرز معاصريه، غير أنه اشتهر أكثر بالموسيقى وصناعة الألحان فبلغ في ذلك الغاية القصوى ولم يدانه أحد في هذا المضمار، وإليه يرجع الفضل في ضبط الأنغام وفي إحكام القواعد النظرية، ويعد في الصدارة من علماء العرب الذين استكملوا علم صناعة الموسيقى النظرية، وكان ذا شهرة عظيمة في الموسيقى العملية وتُنسب له أقاصيص تشبه الأساطير، فقد جاء في جملة كتاب "الميزان في علم الأدوار" لصفي الدين عبدالعزيز بن سرايا المتوفى سنة 750هـ ما نصه:
"يتكون الكتاب من خمسة عشر فصلا، منها: الفصل الأول: في تعريف النغم وبيان الحدّة والثِّقل، الفصل الثاني: في أقسام الدساتين، الفصل الثالث: في نسب الأبعاد، الفصل الرابع: في الأسباب الموجبة للتنافر، الفصل الخامس: في التأليف الملائم، الفصل السادس: في الأدوار ونسبها، الدائرة الأولى (عشاق)، الفصل السابع: في حكم الوترين، الفصل الثامن: في تسوية أوتار العود واستخراج الأدوار منه، الفصل التاسع: في الأدوار المشهورة، الفصل العاشر: في تشارُك النغم، الفصل الثاني عشر: في الاصطحاب الغير المعهود، الفصل الخامس عشر: في مباشرة العمل.
يذكر أن كتاب "الأدوار في الموسيقى"، صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في طبعة جديدة ومنقحة. (خدمة وكالة الصحافة العربية)