"الأديب الثقافية" تفضح ثقافة الترقيع والتلفيق

عدد جديد من المجلة العراقية "الأديب الثقافية يتضمن دراسات ثقافية ونقدية وتشكيلية وترجمات عالمية.
رعد فاضل يقدّم تنظيرا ً فلسفيا ً لعلاقة الأدب بمنظومة القيم
غلاف العدد زين بلوحة للفنان الطليعي الإيطالي فرانجسكو كلمنته

بغداد ـ صدر العدد الجديد (225) من "الأديب الثقافية" التي يرأس تحريرها الكاتب العراقي عباس عبد جاسم، متضمنا ً دراسات ثقافية ونقدية وتشكيلية وترجمات عالمية، وقد زيّن غلافه لوحة للفنان الطليعي الإيطالي فرانجسكو كلمنته.
اشتمل باب "فكر" على دراستين، الأولى "إشكالية تحديد معنى الآخر في الخطاب الإعلامي" وهي دراسة في "الآخر الصديق والآخر العدو" للدكتور أكرم الربيعي، وجاء في الدراسة: "الآخر ليس في كل الأحوال هو العدو، فهو ليس الجحيم بالتعبير الفلسفي، لذا يجب أن نحرص على تنقية التراث الثقافي من عناصر الإقصاء والتهميش للآخر، وعناصر الطائفية والعنصرية ضد هذا الآخر، ذلك أن واحدة من عناصر الإقصاء والتهميش التي تعيشها الثقافية اليوم، ولا سيما في العراق هي النظر إلى الآخر بالسلب وليس بالإيجاب".
أما الدراسة الثانية، فقد حملت عنوان "الأدب ومنظومة القيم" للشاعر والكاتب رعد فاضل، وفيها قدّم تنظيرا ً فلسفيا ً لعلاقة " الأدب" بـ "منظومة القيم"، وقد تركزت دراسته على قضيتين: أولا، "القيم كلها عبر تداولها واستخدامها: تشيخ وتتلف، لكنها بسبب من الإصرار العام على تداولها: لا تموت". ثانيا، يطرح الكاتب أحد أهم الأسئلة التي تُعنى بنهاية السرديات الكبرى: هل لا يزال حقا ًهنالك أدب واقعي بهذا المعنى بعد انحسار الأدبية الماركسية والواقعية الاشتراكية، إن لم نقل: هزيمتها، اشتشهادا ًلا حصرا؟".
وضّم باب "نقد وقراءات" دراستين، الأولى بعنوان "نقص الحب في رواية مينه الأخيرة – امرأة تجهل أنها امرأة " وهي الحلقة الثانية التي يواصل فيها الناقد العراقي مؤيد جواد الطلال نقد أعمال حنّا مينه، وفيها يتوقف عند كتاب " حنا مينا – المعيش والمتخيل" للدكتور عاطف عطا الله البطرس، من خلال "بناء الشخصية الروائية"، ثم ينتقل إلى "الجوانب السلبية وبعض العيوب الفنية" في أعمال مينه الروائية الأولى "المصابيح الزرق" و"الشراع والعاصفة"، كما ينتقل إلى "سلبية التكرار" في "امرأة تجهل أنها امرأة"، ومن قبلها رواية "الياطر".
وكتب الناقد محمد يونس عن "عتبة التلازم الاستعاري" في رواية "أجنحة البركوار" للكاتب عباس عبد جاسم، جاء فيها: ان "رواية – أجنحة البركوار – مثال نوعي للتطورات التي تأهلت بها العنونة لتكون نصا ًموازيا ًأو محاذيا ًأو تعالقيا، وطبيعة الظروف الضوئية الكترونيا، جعلها نصا ًإشهاريا ًفي حدوده أمام التلقي الكوني".
ويرى الناقد "هنالك مفترق آخر للعنوان يمثل حالة من التجاوز للسمة الآلية، ويتجاوز حدود العلاقة التي تمثّل جسرا ًبصريا ًبين التلقي والعنونة".
واحتوى باب "ثقافة عالمية" على موضوعين مترجمين، الأول: "جماليات المدينة"، وهو حوار مع الكاتب والفنان المغربي يوسف أمين العلمي، أجرت الحوار معه: نسرين سليتيني ألمغاري، وهو من ترجمة: خضير اللامي.
ومن أهم محاور الأسئلة: الربط بين نصوص الكتابة ونصوص الكرافيك / الرواية المغربية المكتوبة باللغة العربية واللهجة الدراجة بوصفها لغة روائية / الكتابة من منظور الواقعية الاجتماعية المعتمة في المغرب المعاصر/ كازبلانكا القرن الواحد والعشرين باعتبارها مدينة عولمية في الرواية / الإيحاء بفكرة الكولاج في الرواية.
أما الموضوع الثاني المترجم، فقد حمل عنوان "ثلاثية بيكت" من كتابة: رونان مكدونالد، ومن ترجمة: المترجم والكاتب المصري أمير زكي، وتشمل "ثلاثية بيكت":    molloy و Malone Dies  و  The unnamable، وتعد هذه الروايات الثلاث التي شكّلت الثلاثية من ضمن أهم الأعمال الأدبية النثرية في القرن العشرين.

الناقد العراقي مؤيد جواد الطلال يتوقف عند كتاب "حنا مينا – المعيش والمتخيل" للدكتور عاطف عطا الله البطرس، من خلال "بناء الشخصية الروائية"

وفي باب "تشكيل" كتب الدكتور مالك الواسطي عن الفنان الإيطالي فرانجسكو كلمنته بوصفه أحد أبرز ممثلي تيار الطلائعية الجديدة في الفن التشكيلي الإيطالي، الذي أنتج أعمالا ًفنية تجمع بين أساليب عدة في أسلوب جامع يعبر عن روح العصر، كما يجمع بين التجريد المطلق والتكوين الواضح للأشكال والبورتريت (رسوم الشخصيات)، والتزين، والعناصر الرمزية المستلهمة من ثقافات شرقية، ومن ثقافات أوروبية قديمة إلى جانب الأساطير الشعبية، وما تطرحه التكنولوجيا الحديثة عبر التلفاز والسينما.
وفي باب "تجارب وشهادات" كتب الروائي المصري أحمد فضل شبلول شهادة عن تجربته مع رواية "رئيس التحرير"، وقد كتبها عن بلاط صاحبة الجلالة، والمعاناة التي تكبّدها بطل الرواية "يوسف عبدالعزيز" أثناء عمله الصحفي في الخليج، حيث أشار فيها الكاتب إلى أن "رئيس التحرير" من الروايات القليلة التي تفاعلت مع ثورة 25 يناير من خارج مصر، ويقول أيضًا "على الرغم من أن هناك عنوانا ًإضافيا ً للرواية، وهو "أهواء السيرة الذاتية"، فإن نسبة المتخيّل بالرواية كان أكبر من السيرذاتي، وعلى ذلك، فإن "رئيس التحرير" هي سيرة ذاتية وسيرة متخيّلة معًا".
وفي باب "رأي عام ثقافي" يتناول المترجم والشاعر سهيل نجم "ثقافة الترقيع والتلفيق" من خلال تساؤلات مركزية:  لماذا يحذو المثقفون حذو السياسيين في ترقيع المشاريع وتلفيقها؟ هل هم مضطرون من دافع ما يبررّونه لأنفسهم؟ لماذا يساندون السياسيين أو يجمّلون أعمالهم حتى في المشاريع الثقافية التي يمكن أن تسهم في ردم هوة التجهيل والمتعمّدة التي تدمِّر بنية العقل العراقي؟ ألا يكفينا خراباً ما يقوم به السياسيون الطارئون بانتماءاتهم اللاوطنية المنافية حتى للأخلاق والدين بصورتيهما النقيتين؟ ولماذا القبول بأقل القليل من الحقوق التي من واجب الدولة التكفل بها بوصفها مَنْ تحتكر التصرف بميزانية البلاد؟
وفي باب "نقطة ابتداء" كتب رئيس التحرير دراسة حملت عنوان "لماذا لم يعد اليسار الثقافي منتجا ً للتفكير الثقافي؟"؛ فإن كان "المجال الثقافي" هو آخر ما تبقى من مشاغل اليسار الثقافي، فإن غياب الثقافة جعلت منه "إيديولوجية فقيرة"، وهي جزء من أزمة مركبة في منظومة المثقف اليساري، من أهم مظاهرها موت "المثقف العضوي" بولادة مثقف العولمة أو المثقف الكوني.
وإن كانت أزمة المثقف اليساري – هي أزمة الفكر اليساري برمته، فإن المثقف اليساري لم يتحرّر من قيد "النص الماركسي" لكي ينتج التفكير الثقافي بحيوات ثقافية جديدة.
وتضمن باب "أخبار وتقارير" طائفة متنوعة من الإصدارات الثقافية الجديدة.