"الأديب الثقافية" تناقش الجنس كشكل رمزي

زينب البحراني تتناول الإثارة الجنسية والجسد في بلاد وادي الرافدين.
مجمل أعمال غليك تجل ًّ أنثربولوجي لسيرة الذات الأنثوية، وحفر في جمالية العلامة
عباس عبد جاسم يكتب عن تأويل الألم

بغداد ـ صدر  العدد الجديد (238) من جريدة الأديب الثقافية التي يرأس تحريرها الكاتب العراقي عباس عبد جاسم، متضمناً العديد من الموضوعات الثقافية المختلفة.
تضمن حقل "فن وآثار" دراسة بعنوان "الجنس كشكل رمزي- اللإثارة الجنسية والجسد في بلاد ما بين النهرين" للدكتورة زينب البحراني؛ أستاذة تاريخ الفن والآثار في جامعة كولومبيا، وتقول الدكتورة البحراني "عندما دعيت للإلقاء ورقة عن الجنس، والجنوسة، والجسد في بلاد ما بين النهرين، تهيأ لي بأن مهمة كهذه تستدعي توفير عدد من النقاط لمواضيع ميثولوجية (أسطورية) تعكس أسطورة دراسة الجنس والجنوسة في العصور القديمة عموما، لذا فإنه بدلا ً من تقديم دراسة أيقونية أو مسحا ًللعرى والجنس كما ظهر زمنيا ًفي الفنون البصرية، أود ان أركز على العلاقة بين الاثنين، وإلى أي مدى يمكن أن تخبرنا هذه العلاقة حول المفاهيم والمقاربات عبر الثقافات وعبر التاريخ"، وتقول البحراني أيضا: "إن علم الآثار عموما ًوآثار الشرق القديم على السواء يثير سؤالا ً ضاغطا: كيف أن هذه المجالات للعاطفة الإنسانية وتجربة العيش مثل الجنس، الإثارة، أو مفاهيم الجنوسة قد توصلنا إليها من خلال مدونات قديمة؟ هل أنها صالحة أو حتى مفيدة، لكي تستفيد منها الدراسات الأنثوية المعاصرة أو نظريات ما بعد الحداثة التي تطورت نحو مجالات أخرى في الإنسانيات والعلوم الاجتماعية؟ 
وفي حقل "نقد" كتب الدكتور فيصل غازي النعيمي دراسة في "إشكالية المواطنة في الرواية النسوية العراقية المعاصرة"، وقد جاء فيها: "مثلث الكتابة السردية العراقية في العقدين الأخرين تحولا ً في نمط الكتابة في التصورات والرؤى والصياغة التعبيرية التي كانت سائدة منذ الكتابات الرائدة في القرن الماضي إلى الابتعاد عن المواضيع المألوفة، كما شكلت هدما ًلمركزيات ثابتة في الخطاب السردي". كما اتخذ النعيمي من "الحفيدة الأمريكية" رواية أنعام كجه جي، أنموذجا عن الوطن (في الواقع والذاكرة) وعن حلم العودة وتشظي الهوية بين الوطن الآمن والوطن البديل وعن أخلاقيات المجتمع العراقي وعملية التجريف الهائلة التي تعرّضت لها الذاكرة الوطنية في سنوات المحنة الجديدة.
وتضمن حقل "قراءات" قراءة لـ "شعرية الأنوثة: مقاربة نقدية في لوبز غليك" للمغربي ابراهيم الكراوي، حيث يرى "أن مجمل أعمال غليك تجل ًّ أنثربولوجي لسيرة الذات الأنثوية، وحفر في جمالية العلامة، وأنساقها الثقافية والتخيلية من خلال حضور ثنائية: الطبيعة / الثقافة؛ بموازة تمثل جديد لخطاب الأنوثة، يتجاوز التقابل الطقوسي الذي نجده في بعض الأعمال والدراسات بين الذكورة والأنوثة – ولذا فالذات النسوية تحضر باعتبارها منبعا ً لغنائية النص الشعري". ويقول الكاتب الكراوي: تتجاوز الشاعرة حدود الجملة الشعرية من أجل بناء ميتافيزيقيا جديدة للقصيدة، فالاستعارة بالنسبة لها حفر فيما وراء هذه الميتافيزيقيا ... لكلمة في شعر غليك يشكل رحم القصيدة وعلامة مولّدة للدوال".
وفي حقل "قراءات" أيضا قدّم الدكتور عبدالمطلب محمود قراءة لـ "صوفية محمد ملوك .. في أنتِ الذين أحبهم" تبدّت فيه نزعتان متداخلتان: صوفية عالية وثورية متمرِّدة على واقع الحياة المتردي ووقائعها، وكلا النزعتين إذ تداخلنا، تمظهرت عبرهما حالة صحة وعنفوان وتألق لطاقات شعر كامنة". ويتوقف الدكتور عبدالمطلب على القصيدة التي أخذ الديوان ثرياه/ عنوانه منها، لمزيد تعرّف على حدود وعلاقة الـ "أنتِ" بـ "الذين أحبهم" وأبعادها عبر قول الشاعر: أنتِ الذين أحبهم" فنجد أن ثمة للروح الصوفية علاقة مواشجة يتعالق طالما عبر عن مداليل إيمان المتصوفة القدامى بالله وبقدرته العظيمة على تجاوزهم ما هم فيه من أحوال متشابكة من ظلمات وشكوك ومتاعب روحية واجتماعية.

Magazines
أخبار ثقافية عدّة

وتضمن حقل "ثقافة عالمية" حوارا مع الباحث الفرنسي بول لو كون – رئيس أبحاث الذكاء الاصطناعي في فيسبوك وأستاذ في جامعة نيويورك، ترجمه إلى العربية الكاتب المغربي عبدالرحيم نور الدين، وقد أجاب على سلسلة من الاسئلة الحيوية منها: "لماذا لم تتمكن مكافحة كوفيد بشكل أفضل في عصر الذكاء الاصطناعي/ وما العمل الذي سيتيحه الذكاء الاصطناعي خلال الموجه القادمة؟/ وما الأشياء التي يجب تذكرها من السنوات الماضية من البحث في مركز FAIR paris ؟ وما سبل التقدم بالنسبة للذكاء الاصطناعي؟"
وفي حقل "تشكيل" كتب هيثم عباس عن "الإنسان العراقي المأزوم – قراءة في تجربة التشكيلي عامر العبيدي"، وينتمي الفنان العبيدي إلى جيل ما بعد الريادة، وتحديدا ًإلى جماعة طليعة أقيم معرضها الأول عام 1965؛ حيث اشتغلت على التجريب في ستينيات القرن العشرين، من أهم سماتها التمرّد على أساليب وتقاليد الرواد، وذلك من خلال البحث عن رؤى جديدة، والانفتاح على تجارب تشكيلية أكثر جدة وحداثة في العالم.
ورغم ما تميزّت به تجربة عامر العبيدي من أشكال مألوفة باستخدام التراث والفلكلور الشعبي كالسجاد واليزار والبساط التراثي، وما تميزت به من رموز كالديك والحصان والمهرة والفرسان والخيول العربية، فإن هذه الأشكال لا تشي بوقائع دالة على الواقع المباشر، فاللوحة عنده ذات تبحث عن معنى أكثر إثارة للتساؤل والدهشة   والاستفهام. 
وتضمن حقل "نصوص"؛ "أنا بين أنا وأنا" للشاعر فوزي السعد، و"سبع قصائد" للشاعر أديب كمال الدين.
وفي حقل "نقطة ابتداء" كتب رئيس التحرير تحت عنوان "تأويل الألم" عن ما يشبه الاستذكارات، جاء فيها: "لم أستغذب الألم، أحببت الحياة دفاعا ًعن نعمة الموت، والألم أفيون الكتابة، لأن الكتابة مجاز كاذب، والألم وحده من يشذّب الكتابة من الكذب ومراره الضحك، أعني الألم الذي يفوق متعة السعادة، أقصد الحجر المطحون برغبة عميقة بالبكاء.
أتذكر رماد الفسق الذي أفضى إلى ذلك المجهول كنت أقودهم، ولا يعلمون بأن أجزائي تسّاقط وراءهم، ولا أعرف أنّى اتجه بهم؟! لم أقل لهم إني فقدت علامات الطريق، فقد دهمني الخوف من الداخل، قلت لهم بلهجة مكابرة:
-    لا تنظروا إلى القاع، فالصعود إلى أعلى سقوط إلى أسفل".
ويقول رأيت في قيامة الألم: خنجر المودة، خيانة الصديق، طلقة الرحمة، الجندي الذي يركض وساقه مبتورة تركض أمامه وهو يصرخ ملء فمه: أين ذراعي؟".
وتضمن العدد أخبارا ً ثقافية عدّة، ومتابعات لأهم الإصدارت الثقافية.