الأردن مع روسيا في تفريغ مخيم الركبان

محادثات بين الأردن وأميركا وروسيا للتوصل الى حل جذري لأزمة 50 الف نازح سوري في المخيم القريب من الحدود الأردنية عبر توفير شروط العودة الطوعية.

عمان - أعلنت عمّان الخميس بدء محادثات أردنية-أميركية-روسية لإيجاد حلّ جذري لنحو 50 ألف نازح يقيمون في مخيّم الركبان الواقع في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن.
وقالت وزارة الخارجية الأردنيّة في بيان إنّ "روسيا عرضت خطّة لحلّ المشكلة في تجمّع الركبان عبر عودة قاطنيه إلى مناطقهم الأصليّة بعد حوار مع الأردن، الذي أكّد أنّه لن يقبل بتحمّل مسؤولية التجمّع".
وأضافت أنّ "الأردن يدعم خطة روسية لإيجاد ظروف كفيلة بتفريغ التجمّع، علماً بأنّ محادثات أردنية-أميركية-روسية بدأت بهدف إيجاد حلّ جذري لمشكلة الركبان عبر توفير شروط العودة الطوعية لقاطنيه إلى مدنهم وبلداتهم".
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ماجد القطارنة أنّ "قضيّة تجمّع الركبان هي قضية سورية أمميّة وأنّ الموقف الأردني يدعم التوصّل إلى حلّ جذري للتجمّع".
وأوضح أنّ الأردن أكّد غير مرّة أنّ "قاطني الركبان سوريون على أرض سورية، والأردن وفّر مساعدات إنسانية لهم عبر أراضيه حين لم يكن هناك خيار آخر بسبب الأوضاع الميدانية في سوريا".

تأمين احتياجات التجمّع مسؤولية سورية-أمميّة لا أردنية

وأضاف القطارنة "لكن الطريق إلى الركبان سالكة من الداخل السوري الآن. وعليه لا بدّ أن ترسل مساعدات له من الداخل السوري. وإن تأمين احتياجات التجمّع مسؤولية سورية-أمميّة لا أردنية".
وأشار إلى أنّ "المملكة مستمرّة في تقديم مساعدات طبيّة لمن تثبت حاجته من قاطني الركبان للمعالجة الطبية، في عيادة أردنية بالتعاون مع الأمم المتحدة، كما يتمّ توفير المياه من الأراضي الأردنية".
وليس هناك أيّ مستشفى أو مستوصف في مخيّم الركبان بل فقط عيادة واحدة مفتوحة من الجانب الأردني لمعالجة الحالات الطارئة لكنها ليست كافية، بحسب اليونيسف.
وأعلنت الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري السبت وصول أول دفعة من المساعدات الإنسانية منذ 10 أشهر الى مخيّم الركبان الواقع في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن والذي يأوي نحو 50 ألف نازح.
وأظهرت لقطات نشرت في موقع للتواصل الاجتماعي في الأسابيع الماضية من ورد أنهم أطفال من مخيم الركبان يبحثون عن بقايا طعام في القمامة.
وأدى نقص الطعام والدواء في المخيم إلى وفاة 12 شخصا على الأقل خلال الأسابيع القليلة الماضية، ووصفت الأمم المتحدة الأوضاع بأنها "مقلقة" وقالت إن حياة الآلاف في خطر.
وتدهور الوضع الإنساني بشكل كبير في هذه المنطقة منذ اعتداء انتحاري تبناه تنظيم الدولة الإسلامية في حزيران/يونيو 2016 ضدّ الجيش الأردني وأدّى إلى مقتل سبعة جنود.
وفي أعقاب الهجوم أغلق الأردن حدوده مع سوريا معلناً المنطقة "منطقة عسكرية" ومنع مرور أيّ مساعدة إلى هذه المخيّمات. ومذّاك، لم تسمح عمّان إلاّ بمرور بعض المساعدات الإنسانية نزولاً عند طلب الأمم المتحدة.
ويقع مخيم الركبان على مقربة من قاعدة التنف العسكرية الأميركية في الصحراء وقرب نقطة التقاء حدود سوريا والأردن والعراق.
وحاصر الجيش السوري المخيم من الجانب السوري من الحدود الشهر الماضي ومنع المهربين والتجار من توصيل الغذاء إليه. وتسيطر جماعة معارضة مدعومة من الولايات المتحدة على المنطقة لكنها متاخمة للحدود الأردنية ويطوقها الجيش السوري.
وأسفر النزاع السوري منذ اندلاعه في منتصف آذار/مارس 2011 عن مقتل أكثر من 360 ألف شخص، وخلّف دماراً هائلاً في البنى التحتية إضافة إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.