الأردن وسوريا في مباحثات على طريق إعادة فتح الحدود المغلقة

مصدر أردني يؤكد أن لجنة فنية رسمية أردنية سورية عقدت اجتماعا لبحث إجراءات إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين، في خطوة تأتي بعد تأكيد العاهل الأردني تحسن الأوضاع في الجنوب السوري وقرب فتح المنافذ الحدودية التي كانت تشكل شريانا حيويا لاقتصاد الأردن.

إغلاق المعابر الحدودية مع سوريا أضرّ كثيرا بالاقتصاد الأردني
الأردن كان مضطرا لإغلاق معبر بسبب ظروف الحرب في سوريا
عمان تنتظر الوقت المناسب والظروف الملائمة لإعادة فتح المعابر الحدودية

عمان - أكد مصدر حكومي أردني الخميس أن لجنة فنية رسمية سورية أردنية عقدت اجتماعا لبحث الإجراءات المتعلقة بإعادة فتح المعابر بين المملكة وسوريا.

وهو ما أكدته أيضا وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، ناقلة عن المصدر المسؤول قوله إن اجتماعات اللجنة ستستمر لوضع تصور كامل للإجراءات المرتبطة بإعادة فتح المعابر خلال الفترة المقبلة.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد أكد الأربعاء أن "الأوضاع في الجنوب السوري تسير باتجاه الاستقرار".

وكان قد أشار خلال لقائه بمتقاعدين عسكريين الأسبوع الماضي إلى "تحسن الأوضاع على الحدود الأردنية مع سوريا والعراق"، مشيرا إلى أن "العمل جار على إعادة فتح الحدود الشمالية في وقت قريب".

وزار وفد اقتصادي أردني غير رسمي ضم نحو 100 رجل أعمال يمثلون قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة دمشق مطلع الشهر الحالي لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين وتأكيد أهمية إعادة فتح الحدود بين البلدين.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في الثاني من اغسطس/اب، إن بلاده ستعيد فتح حدودها مع سوريا "عندما تتيح الظروف السياسية والميدانية ذلك".

650 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين عمان ودمشق في عام 2010 قبل أن يتراجع تدريجا بسبب الحرب السورية التي اندلعت عام 2011

وشكل إغلاق معبر جابر (نصيب على الجانب السوري) في أبريل/نيسان 2015، ضربة موجعة لاقتصاد المملكة التي سجل التبادل التجاري بينها وبين جارتها الشمالية عام 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن يتراجع تدريجا بسبب الحرب التي اندلعت عام 2011.

ومن شأن إعادة فتح الحدود بين البلدين أن تعيد الزخم إلى الحركة التجارية عبر المعابر وتساعد الاقتصاد الأردني المتعثر، لكن إتمام هذا الإجراء ربما يستغرق وقتا في ظل الظروف الراهنة حيث لم تضع الحرب أوزارها بعد في سوريا.

كما تتطلب إعادة فتح المعابر الحدودية إتمام الإجراءات اللوجستية والأمنية وهو أمر مهم لانسياب التبادل التجاري عبر المنافذ الحدودية.

ويفترض مثل هذا الأمر رفع درجة الاستعدادات الأمنية على جانبي الحدود لمنع تسلل إرهابيين إلى الأردن وللتصدي لأي عمليات إرهابية محتملة في المنافذ الحدودية.

وواجه الأردن الكثير من التحديات الأمنية منذ اندلاع الصراع السوري في الوقت الذي حدثت فيه عمليات إرهابية داخل الأراضي الأردنية كما أفشل الأمن الأردني العديد من المخططات الإرهابية.

وجاء إغلاق معبر نصيب بعد أشهر قليلة من إغلاق معبر الجمرك القديم الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في أكتوبر/تشرين الأول 2014.

وكانت الحدود مع سوريا قبل الحرب شريانا مهما لاقتصاد الأردن، إذ كانت تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع سورية ومن تلك الدول، ناهيك عن التبادل السياحي بين البلدين.

وتأتي هذه التطورات بينما استعادت القوات السورية الحكومية السيطرة على الشريط الحدودي مع الأردن في الأشهر القليلة الماضية، ما أتاح عودة مئات النازحين من المنطقة الحدودية إلى داخل الأراضي السورية.

وشكلت استعادة دمشق سيطرتها على الحدود مع الأردن ضربة موجعة لفصائل المعارضة التي كانت تسيطر إلى وقت قريب على المعابر الحدودية مع الأردن.

وأسفر النزاع السوري منذ العام 2011 عن مقتل 360 ألف شخص في أحدث حصيلة بارتفاع بنحو 20 ألف قتيل عن حصيلة سابقة. كما تسبب في تشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجؤوا إلى البلاد منذ اندلاع النزاع بنحو 1.3 مليون سوري. وتقول عمان إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار.