الأردن يحذر من عودة داعش إذا انسحب التحالف الدولي

ألمانيا أعلنت منذ أسبوع عن نقل جزء من قواتها في العراق مؤقتا إلى الكويت والأردن، وسط توترات تشهدها المنطقة على خلفية مقتل قاسم سليماني.

عمان - أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس في عمان الاثنين، أهمية بقاء قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في المنطقة وتماسكه لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي "لايزال خطره قائما".

وقال الصفدي في المؤتمر "لا بد أن نحافظ على تماسك التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب لأن في استمرارية تماسك هذا التحالف قدرة لنا جميعا على مواجهة هذا التحدي".

وكان الملك عبدالله الثاني حذر في مقابلة مع شبكة التلفزيون "فرانس 24" بثت في وقت سابق اليوم الاثنين، من عودة التنظيم وصعوده مجددا في الشرق الأوسط، بعد أيام من تصاعد التوتر في المنطقة بين طهران وواشنطن على إثر مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد، وتواتر الحديث عن تقليص عدد قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأكد الصفدي على أن "تفكك التحالف الدولي يمثل فرصة للمتطرفين للتسلل عبر الفراغ الذي سيحدث وإعادة بناء قدراتهم".

وأوضح أن "الإرهاب لايزال خطره قائما، داعش فقد السيطرة المكانية ولكنه مايزال خطرا أمنيا ومازال يحاول إعادة بناء قدراته".

وأضاف أن "تماسك التحالف الدولي ضد الإرهاب شيء أساسي ونأمل أن نستطيع تجاوز ما جرى فيما يتعلق بالعراق وإيران ونحافظ على وجود القوات التي تعمل في إطار التحالف (...) وغيرها في المنطقة في إطار هذه المهمة التي نعتبرها ضرورية بالنسبة لنا".

ودعا البرلمان العراقي في الخامس من كانون الثاني/يناير الحالي إلى إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وضمنهم نحو 5200 جندي أميركي ساعدوا القوات المحلية في دحر تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014.

وجرى تصويت البرلمان إثر الغارة الجوية الأميركية التي قتل فيها سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

والثلاثاء الماضي، أعلنت برلين نقل جزء من قواتها في العراق والتي يبلغ عددها حوالى 120 جنديًا "مؤقتا" إلى الأردن والكويت على إثر التوترات التي تلت مقتل سليماني، مع إمكانية إعادتهم إذا استؤنفت التدريبات.

وقال وزير الدفاع الألماني أنيجريت كرامب-كارنباور في رسالة إلى المشرعين إن القوات الموجودة في القواعد العراقية في بغداد والتاجي "سيتم تخفيفها مؤقتا".

وأكد الصفدي خلال لقائه بماس أن "مصلحة العراق ومصلحة المنطقة برمتها أن نحافظ على تماسك التحالف الدولي".

lhs
وزير الخارجية الألماني زار جنود بلاده المتمركزين في الأردن

من جهته، قال ماس خلال المؤتمر الصحافي إن "الجنود الألمان في أربيل وفي الكويت سيبقون هناك حتى نحصل على رد نهائي من الحكومة العراقية".

وأضاف "من المحتمل أن يستغرق هذا وقتا قليلا، هناك حوارات عديدة مع الحكومة العراقية ومع شركائنا الدوليين"، مؤكدا أن "محاربة داعش تتطلب جهودا دولية. نواصل جهودنا الحثيثة وعلينا أن نقبل بقرار الحكومة العراقية".

وأشار إلى أن القوات الالمانية باقية إلى حين التوصل إلى "اسس مشتركة" عبر الحوار مع الحكومة العراقية.

وحذر ماس من أن انسحاب الحضور الدولي من العراق "سيشكل أرضية خصبة للارهاب".

وقبيل جولة أوروبية يبدأها الثلاثاء تشمل بروكسل وستراسبورغ وباريس حذر عاهل الأردن في المقابلة من "عودة وإعادة تأسيس لداعش" ليس فقط جنوب وشرق سوريا بل في غرب العراق ايضا.

ويشارك الأردن منذ أعوام بفعالية في تحالف دولي تقوده واشنطن ينفذ ضربات تستهدف داعش في سوريا والعراق الذي يتقاسم معهما حدوده الشمالية والشرقية.

وتمثل جيوب تنظيم الدولة الإسلامية واحتمال عودة عناصر متطرفة منه أكثر في شمالي سورية أو في العراق، تهديدا كبيرا على الأردن وجيرانه ما يتطلب الاحتياط والدعم لقوات التحالف.

يذكر أن العاهل الأردني سيبدأ الثلاثاء، جولة أوروبية تشمل كلا من العاصمة البلجيكية بروكسل، ومدينة ستراسبورغ الفرنسية، والعاصمة الفرنسية باريس، لبحث التطورات الراهنة، إقليمياً ودولياً.