الأردن يدعو لترجمة وقف النار إلى 'هدنة ممتدة' بين إسرائيل والفلسطينيين

وزير الخارجية المصري يصل عمان لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية ودعم جهود إنجاح وقف النار بين إسرائيل والفلسطينيين.
لا بديل عن حل الدوليتين لتحقيق سلام عادل في منطقة الشرق الأوسط
الملك عبدالله: الأردن يضع كل إمكانياته في خدمة القضية الفلسطينية

عمان - أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأحد أهمية أن يؤدي وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس إلى "هدنة ممتدة تدفع بإتجاه حل سياسي" يحقق للفلسطينيين "حقوقهم المشروعة".

وقال بيان صادر عن الديون الملكي، إن الملك عبدالله أكد خلال لقائه في قصر الحسينية في عمان الأحد رئيس مجلس الأعيان وعددا من رؤساء لجان المجلس "أهمية تكثيف الجهود عربيا ودوليا لترجمة وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية إلى هدنة ممتدة، تدفع باتجاه حل سياسي يحقق للأشقاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة".

وأضاف إنه "لا بديل عن حل الدولتين، لتحقيق السلام العادل والشامل"، مشيرا إلى "تحذيراته المتكررة من تداعيات الجمود الحاصل بعملية السلام".

وأوضح أن "الأردن يضع كل إمكانياته وعلاقاته الدبلوماسية في خدمة القضية الفلسطينية"، مجددا التأكيد على أن "المملكة مستمرة ببذل جميع الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها".

وأكد "ضرورة تعزيز صمود المقدسيين ودعمهم، ومساعدة الأشقاء في غزة للتخفيف من معاناتهم بعد العدوان الإسرائيلي".

ومن جانب آخر، أصدر العاهل الأردني الأحد توجيهات لحكومة بلاده ب"تنفيذ حزمة إجراءات إضافية لدعم الأشقاء الفلسطينيين في القدس الشريف وقطاع غزة ومساندتهم والوقوف إلى جانبهم، في أعقاب الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم والعدوان على غزة"، بحسب بيان للديوان الملكي.

وتتضمن تلك الإجراءات "تسيير قوافل مساعدات طبية وإغاثية" و"نقل المصابين في غزة ممن تتطلب حالاتهم استكمال العلاج في الأردن إلى مستشفيات المملكة" و"إرسال عدد من أخصائيي الصحة النفسية للأطفال ليعملوا في المستشفيين الأردنيين الميدانيين في القطاع".

كما تتضمن الإجراءات "إرسال مساعدات طبية لبعض المستشفيات في القدس" و"تجهيز مركز في غزة لإجراء فحوصات الكشف عن كورونا وإعطاء اللقاحات ضد الفيروس، بعد تدمير المختبر المركزي الخاص بفحوصات كورونا في القطاع، جراء العدوان الإسرائيلي وتوقفه عن العمل بشكل كامل".

وتشمل الإجراءات أيضا "إصلاح وترميم الأضرار التي تسببت بها اقتحامات جنود الاحتلال الأخيرة للمسجد الأقصى المبارك بأقصى سرعة" و"صرف مكافآت مالية على نفقة الملك الخاصة لجميع موظفي أوقاف القدس، تقديرا لجهودهم في حماية المسجد الأقصى المبارك ورعايته".

وتسبّب القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على قطاع غزة بمقتل 248 شخصاً، بينهم 66 طفلا ومقاتلون، وفق السلطات في القطاع، بينما قتل 12 شخصا بينهم طفلان وجندي في الجانب الإسرائيلي بصواريخ أطلقت من القطاع، وفق الشرطة الإسرائيلية.

وشهد الأردن خلال الأيام الماضية تظاهرات شبه يومية تضامنا مع الفلسطينيين في القدس وتنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية على غزة.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الاسلامية في المدينة.

ووصف عاهل الأردن مرات عدّة السلام مع إسرائيل بأنه "سلام بارد". واعتبر في خريف عام 2019 أن العلاقات معها "في أدنى مستوياتها على الإطلاق".

وضمن التحركات العربية لدعم جهود إنجاح الهدنة في غزة وصل وزير الخارجية المصري الأحد إلى العاصمة الأردنية عَمّان لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية.

وقال بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزير شكري سوف يلتقي خلال الزيارة العاهل الاردني، مضيفا "ستتضمن زيارة وزير الخارجية المصري إجراء مباحثات مُعمقة مع نظيره الأردني أيمن الصفدي حول المستجدات ذات الصلة بالمشهد الفلسطيني، وسبل البناء على إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتعزيز التدابير اللازمة للحفاظ على استقرار الأوضاع ووقف التصعيد بصورة دائمة في سائر الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك بالقدس الشرقية".

وتابع البيان أن المباحثات سوف تتطرق إلى سبل توفير المُناخ المُلائم لإعادة إحياء عملية السلام بشكل عاجل، وصولًا إلى تسوية سياسية شاملة تضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفق مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة. يشار إلى أن وقفا لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بدأ سريانه فجر أول امس الجمعة بعد تبادل القصف على مدار 11 يوما بدأ في العاشر من الشهر الجاري.