الأردن يستدعي سفير هولندا بسبب تصريحات فيلدرز المتطرفة

السلطات الأردنية تستنكر تصريحات النائب اليميني المتطرف التي تنكر حق الفلسطينيين في دولة وتدعو لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.

عمان - استدعت الخارجية الأردنية، الخميس، سفير هولندا لدى المملكة احتجاجا على تصريحات البرلماني اليميني المتطرف غيرت فيلدرز حيث اعتبرتها مسيئة للشعب الفلسطيني بانكار حق الفلسطينيين في دولة عبر تأييد قرار الكنيست منع انشائها.
وقالت في بيان إنها "استدعت السفير الهولندي (لم تذكر اسمه) في عمّان، مساء اليوم الخميس إلى مقر الوزارة، وذلك لنقل رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى حكومته إثر التصريحات التي أطلقها المتطرف الهولندي اليميني غيرت فيلدرز".
واعتبرت أن تلك التصريحات "تتماهى والقرار المدان الصادر عن الكنيست الإسرائيلي الأربعاء والذي يستهدف إنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف، في دولته المستقلة وذات السيادة على ترابه الوطني، وتعكس تصريحاته موقفا عنصريا يتوهم إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن".

ويدعي القرار أن "إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل ستشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل ومواطنيها، وستؤدي إلى إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة".
وفي مايو/ايار 1948، أُقيمت دولة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة، بعد تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني.
وبينت الخارجية الأردنية أنه "تمّ إبلاغ السفير الهولندي في عمّان رسالة احتجاجٍ لنقلها على الفور لحكومته تتضمن المُطالبة باتخاذ الحكومة الهولندية موقفاً واضحاً بإدانة هذه التصريحات التي تتناقض وعلاقات الصداقة والاحترام المتبادل بين البلدين".
ولفتت إلى أن "التصريحات التحريضية التي أطلقها هذا البرلماني العنصري معدومة القيمة والأثر القانوني وتمثل انتهاكا للقانون الدولي وتعكس ثقافة كراهية عنصرية يجب محاربتها".
وسبق لفيلدرز، وهو يميني متطرف معروف بمعاداته للإسلام، أن كرر إطلاق تصريحات أنكر فيها حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في دولته المستقلة ذات السيادة، مع إمكانية حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
وتدعم العديد من دول العالم، وبينها الولايات المتحدة، حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، باعتباره خطوة ضرورية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويأتي قرار الكنيست الرافض لانشاء الدولة الفلسطينية وفق القرارات الدولية في وقت تشن فيه إسرائيل، بدعم أميركي، حربا على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الاول 2023، ما أسفر عن أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي مايو/أيار اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية، ويوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في الطلب. وأعلنت إسرائيل رفضها لهذا القرار.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012، تمتلك فلسطين وضع "دولة مراقب غير عضو" بالأمم المتحدة، ويحول استخدام الولايات المتحدة لسلطة "النقض" (الفيتو) في مجلس الأمن دون حصول الفلسطينيين على عضوية كاملة.
وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، أعلنت أرمينيا وسلوفينيا وإسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها رسميا بفلسطين، ما رفع عدد الدول المعترفة بها إلى 149 من أصل 193 دولة بالجمعية الأممية.