الأردن يستعيد آخر جيب زراعي من إسرائيل

آخر مزارع إسرائيلي يغادر الغمر بعد انتهاء مهلة منحتها عمان للمزارعين الإسرائيليين لاستكمال حصاد محاصيلهم من المنطقة التي استأجرتها إسرائيل من الأردن بموجب اتفاق وادي عربة.   

الغمر (الأردن) - غادر آخر المزارعين الإسرائيليين الخميس جيبا زراعيا أعادوه للأردن، بعد انتهاء عقد إيجار بين المملكة وإسرائيل أتاح لهم استخدام أراض حدودية زراعية على مدى 25 عاما، في إطار اتفاق السلام بين الجانبين.

واحتلت إسرائيل منطقتي الباقورة عام 1950 والغمر 1967 وعادت المنطقتان إلى السيادة الأردنية بموجب معاهدة السلام، وتم وضع ترتيبات خاصة بهما في ملحقي المعاهدة.

ويأتي انتهاء المدة بعد أن أعلنت إسرائيل في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنها اتفقت مع الأردن على تمديد اتفاقية استئجار الغمر حتى نهاية أبريل/نيسان 2020، للسماح للمزارعين الإسرائيليين بحصد محاصيلهم.

وأعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في أكتوبر/تشرين الأول 2018 أن بلاده تريد استعادة أراضي الباقورة والغمر التي كان لإسرائيل حق التصرف بها.

وبحسب ملاحق اتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994، أعطيت إسرائيل حق التصرف بهذه الأراضي لمدة 25 عاما على أن يتجدد ذلك تلقائيا في حال لم تبلغ الحكومة الأردنية برغبتها في استعادتها قبل عام من انتهاء المدة.

وانتهى عقد إيجار المزارعين الإسرائيليين في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، لكن الأردن أعطى المزارعين الإسرائيليين في الغمر نصف عام لحصاد محاصيلهم.

وتقع الغمر (تسوفار) في محافظة العقبة في وادي عربة جنوب البحر الميت، والباقورة (نهارييم) شرق نقطة التقاء نهري الأردن واليرموك في محافظة إربد (شمال).

وكان في الإمكان رؤية قوات إسرائيلية الخميس في محيط الأراضي لإغلاق الطريق إليها في الوقت المحدد لعودتها إلى الأردن.

وفي عمان، أعلنت وزارة الخارجية أن الفترة الإضافية التي منحت لمزارعين إسرائيليين تنتهي مساء الخميس.

ونقل البيان عن الناطق باسم الوزارة ضيف الله الفايز قوله إن "الحكومة سمحت لمزارعين إسرائيليين بالدخول لمنطقة الغمر لفترة إضافية لحصاد محصولهم تحت القانون الأردني بشكل كامل وبعد الحصول على تأشيرات دخول وليس تحت النظام الخاص الذي انتهى العمل به في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني".

وقال المزارع الإسرائيلي إيريز جيبوري الذي كان يزرع الفلفل في حقول في المنطقة، إن القرار الأردني باستعادة الأراضي "يتعارض مع روح اتفاق السلام".

وأنهت معاهدة وادي عربة رسميا عقودا من حالة الحرب بين البلدين. ولم تكتسب هذه المعاهدة شرعية شعبية في الأردن حتى اليوم، ففي نظر الشريحة الأكبر من الأردنيين الذين يجاور بلدهم إسرائيل والأراضي الفلسطينية وأكثر من نصفهم من أصل فلسطيني، لا تزال إسرائيل "عدوا".

وتواجه العلاقة بين عمّان وتل أبيب تحديات متواصلة يتمثل آخرها في إعلان إسرائيل نيتها ضمّ أراض في الضفة الغربية المحتلة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية، انتهاء مدة منحتها لمزراعين إسرائيليين، لحصاد محاصيلهم في منطقة الغمر (جنوب)، إبان إعلان فرض السيادة عليها وعلى منطقة الباقورة، بعد عقد انتفاع استمر 25 عاما بموجب اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994.