الأردن يستهدف مخابئ مهربي مخدرات داخل سوريا

السلطات السورية تعلن ضبط كميات من المخدرات كانت معدة للتهريب نحو الأردن التي يعتبرها المهربون نقطة انطلاق باتجاه دول الخليج.

عمان – أكد مصدر أردني مطلع الجمعة، تنفيذ الأردن غارتين جويتين على مواقع داخل الأراضي السورية وذلك في إطار ملاحقة مهربي المخدرات وهو الأول في 2024، وتزامن مع ارتفاع وتيرة تهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود السورية- الأردنية.

ويعاني الأردن من زيادة عمليات تهريب المخدرات نحو أراضيه قادمة من سوريا، حيث تنشط مجموعات عسكرية محلية تتمركز جنوبي سوريا بعمليات مكافحة المخدرات، منها مقربة من النظام في درعا، وأخرى معارضة له أو ذات موقف محايد في محافظة السويداء. ويسعى المهربون لجعل الأردن نقطة انطلاق للمخدرات المهربة باتجاه دول الخليج.

وذكرت مصادر سورية في المنطقة، إن طيرانًا يعتقد أنه أردني قصف مواقع بريف السويداء جنوبي سوريا، وتحديدًا في قريتي أم الشعاب وأم الرمان. واستهدفت أشخاصا مرتبطين بتجار المخدرات.
وذكرت رويترز إن الطائرات قصفت منزلا يشتبه بأنه لتاجر مخدرات كبير في قرية الشعاب، بينما أصابت الضربة الأخرى مستودعات بالقرب من قرية الغارية، والموقعان في محافظة السويداء بالقرب من الحدود الأردنية.

ونشر موقع “السويداء 24” المحلي، تسجيلًا مصورًا قال إنه لآثار القصف الذي أدى لتدمير منزل بالكامل، وإصابة ثلاثة منازل أخرى بأضرار جزئية، فيما شهدت قرية الشعاب نزوح بعض السكان وأشار الموقع إلى مقتل مواطن نتيجة الغارة. فيما نقلت وكالة رويترز عن مصادر "استخباراتية متطابقة"، أن الأردن شنّ ضربة جوية داخل الأراضي السورية، ضد ما يشتبه أنها "مستودعات ومخابئ لتجار مخدرات". وأضافت أن القصف شمل كذلك منزلًا يشتبه أنه لتاجر مخدرات في المنطقة، قرب الحدود مع الأردن.

وأفاد ريان معروف، مدير تحرير موقع السويداء 24 الإخباري السوري الذي يتابع الحرب على المخدرات، إن عمودا من الدخان شوهد من المنطقة الحدودية بعد وقت قصير من القصف. وأضاف أن الضربة الأولى استهدفت تاجر مخدرات كبيرا مرتبطا بالجماعات المسلحة الإيرانية، بينما قصفت الغارة الأخرى مزرعة يتم تخزين المخدرات فيها.

ويقول مسؤولون أردنيون وكذلك حلفاء غربيون، إن جماعة حزب الله اللبنانية وفصائل أخرى متحالفة مع إيران وتسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا تقف وراء زيادة تهريب المخدرات والأسلحة. ويضيفون إن المملكة تلقت وعودا بالحصول على مزيد من المساعدات العسكرية الأميركية لتعزيز الأمن على الحدود، إذ قدمت واشنطن نحو مليار دولار لإقامة نقاط حدودية منذ بدء الصراع السوري في عام 2011.

وتؤكد واشنطن ومسؤولون غربيون في مجال مكافحة المخدرات، إن سوريا أصبحت الموقع الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات التي تقدر بمليارات الدولارات، وأصبح الأردن طريق رئيسيا لعبور الأمفيتامين سوري الصنع المعروف باسم الكبتاغون إلى دول الخليج الغنية بالنفط.

وهو ما يتفق معه خبراء بالأمم المتحدة ومسؤولون أوروبيون، بأن تجارة المخدرات غير المشروعة تمول انتشار الفصائل المتحالفة مع طهران والقوات شبه العسكرية الموالية للحكومة، والتي نتجت عن الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من 10 سنوات.

لكن إيران وحزب الله يقولان إن هذه الاتهامات جزء من مؤامرات غربية ضد البلاد. وتنفي سوريا التواطؤ مع الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران والمرتبطة بالجيش وقوات الأمن السورية.
وكثف الجيش الأردني حملته على تجار المخدرات بعد اشتباكات استمرت وقتا طويلا الشهر الماضي مع عشرات المتسللين من سوريا المرتبطين بفصائل متحالفة مع إيران، كانوا يحملون كميات كبيرة، وعبروا الحدود ومعهم أسلحة ومتفجرات.

وشهد 2023، عدة ضربات جوية لطيران يعتقد أنه أردني لمواقع "تعود لتجار مخدرات في المنطقة". وفي 19 من ديسمبر كانون الأول 2023، شنت طائرات حربية يُعتقد أنها أردنية غارات جوية جنوبي سوريا، استهدفت "مخابئ" لمهربي مخدرات ردًا على عملية تهريب كبيرة كانت قادمة من سوريا.

وسبق أن قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن بلاده ستقوم بعمل عسكري داخل سوريا في حال عدم القدرة على وقف تدفق المخدرات نحو دول الخليج والعالم.

وعَقدَت اللجنة الأردنية السورية المشتركة للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن اجتماعا في تموز/يوليو، لكن نتائج هذا الاجتماع لم يثمر بتعاون جدي على الأرض للحد من التهريب.

وبالتزامن مع زيادة وتيرة عمليات التهريب وتحولها من تهريب مخدرات إلى تهريب الأسلحة، وصل إلى هجوم استهدف نقطة عسكرية للجيش الأردني في محاولة لعبور الحدود بالقوة، أعلنت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) عن أنها تمكنت من ضبط كميات من المخدرات كانت معدة للتهريب نحو الأردن.