الأردن يعترض أجساما طائرة ليل الهجوم الإيراني على إسرائيل

الحكومة الأردنية تعلن استعدادها للتعامل بحزم مع تهديدات إيران بأن عمان قد تصبح الهدف التالي في حالة اتخاذه أي تحركات لدعم إسرائيل.

عمان - أكد الأردن الأحد أنه اعترض "أجساماً طائرة" خرقت أجواءه ليل السبت الأحد تزامنا مع الهجوم بالصواريخ والمسيّرات الذي شنّته إيران على إسرائيل، متعهّداً التصدي لأي تهديد "من أي جهة كانت".

وقال مجلس الوزراء الأردني في بيان إن قواته المسلحة "ستتصدى... لكل ما من شأنه تعريض أمن وسلامة الوطن ومواطنيه وحرمه أجوائه وأراضيه لأي خطر أو تجاوز من أي جهة كانت"، مضيفا "جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا ليلة السبت والتصدي لها"، وأن بعض الشظايا سقطت "في أماكن متعددة" من دون وقوع إصابات.

وأظهر شريط فيديو اعتراضات في أجواء المملكة خلال الليل، بينما سقطت بقايا صاروخ واحد على الأقل في منطقة مرج الحمام بالعاصمة الأردنية. وتجمع العشرات في الموقع، بينما قامت قوات الأمن بفرض طوق في محيط الحطام.

كما تناقل مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي في المملكة مقاطع فيديو تظهر حطام صاروخ آخر في منطقة الحسا في محافظة الطفيلة بجنوب المملكة.

وشدد وزير الخارجية أيمن الصفدي على أن الأردن لن يسمح بتعريض أمنه للخطر.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) عنه قوله الأحد إن "الأردن سيستمر في اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية أمنه وسيادته، ولن يسمح لأي كان بتعريض أمنه وسلامة شعبه لأي خطر".

كما أكد "ضرورة تكاتف الجهود الدولية لخفض التصعيد وحماية المنطقة كلها من تبعاته"، معتبرا أن "وقف التصعيد ضرورة إقليمية ودولية تتطلب تحمّل مجلس الأمن مسؤولياته في حماية الأمن والسلم وفرض وقف العدوان على غزة واحترام القانون الدولي".

وكان الأردن أعلن ليل السبت الأحد إغلاق مجاله الجوي، وأعاد فتحه صباح اليوم مع "عودة الأمور الى طبيعتها"، وفق ما قال رئيس هيئة الطيران المدني هيثم مستو لقناة "المملكة" الرسمية.

ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن مصدر قوله إن طهران تراقب عن كثب الأردن الذي قد يصبح الهدف التالي في حالة اتخاذه أي تحركات لدعم إسرائيل.

ولاحقا، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، مهند المبيضين، رفض بلاده لتصبح بوابة عبور لأي دولة، تسعى لترويج أفكارها أو أجنداتها الإقليمية داخل الأراضي الأردنية.

وأوضح مبيضين، أن إيران كانت قد حاولت في السابق بفتح المجال أمامها عدة مرات لتحقيق أهدافها في المنطقة، لكن الأردن يؤكد على استقلاليته وحقه في إدارة شؤونه وفقا لمصالحه الوطنية والإقليمية.

وأشار إلى أن الأردن يلعب دورا مهما في الحفاظ على استقرار المنطقة، وأنه يسعى جاهدا لإدارة الأزمات والتحديات بحكمة، وأنه رغم محاولات بعض الأطراف لإثارة الاضطرابات في البلاد، فإن الأردن لن ينجر لأي أجندات خارجية.

وأكد المبيضين أنه في حال صدرت أي تصريحات من الجانب الإيراني، فإنه سيتم التواصل بين وزارتي الخارجية للبلدين لمتابعة الأمور وفهم المواقف المتبادلة، بين عمان وطهران.

وأشار إلى أن الأردن يعتبر دولة عقلانية ومسالمة، ولكنه في الوقت نفسه مستعد للتعامل بحزم مع أي تهديدات تهدد أمنه واستقراره، داعيا المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أي تصرفات تعرض سلامتهم للخطر.

وأكد المبيضين أن التعقيدات الداخلية في إيران واضحة، وأن الأردن يظل دولة مستقرة في منطقة تشهد توترا متزايدا.

وأوضح أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، قد حذر في السابق من تصاعد الحرب لتصبح حربا إقليمية، داعيا إلى عدم السماح للمنطقة بالانزلاق إلى حالة من الفوضى التي لا تخدم مصالح السلام والاستقرار.

ونفّذت إيران هجوما بمسيّرات وصواريخ على إسرائيل ليل السبت الأحد، هو أوّل هجوم مباشر من هذا النوع تشنّه الجمهوريّة الإسلاميّة ضدّ الدولة العبريّة، بعد حوالي أسبوعين على قصف القنصليّة الإيرانيّة في دمشق.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد في بيان "إحباط" الهجوم مؤكدا اعتراض "99 بالمئة" من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقت، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة.

ويأتي الهجوم في خضم الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، والتي تثير منذ اندلاعها في أكتوبر، مخاوف من تصعيد إقليمي.