الأردن يقوم بخطوات لتحديث المنظومة السياسية

اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في الأردن تستكمل عملها بإقرار مسودة قانون الانتخاب ومقترحات لتعديلات دستورية متصلة بقانوني الانتخاب والأحزاب وآليات العمل النيابي.
من المقرر أن ترفع اللجنة تقريرها النهائي إلى الملك قبل انعقاد دورة البرلمان العادية
يرى مراقبون أنه لا توجد إرادة حقيقية لتنفيذ الاصلاحات وفق الرؤية الملكية

عمان - استكملت "اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية" في الأردن عملها، الأحد، بإقرار مسودة قانون الانتخاب ومقترحات لتعديلات دستورية متصلة بقانوني الانتخاب والأحزاب وآليات العمل النيابي.
وفي وقت سابق، أقرت الهيئة العامة للجنة الملكية مخرجات 4 من لجانها الفرعية، وتتمثل بمسودتين لقانوني الإدارة المحلية والأحزاب السياسية، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
وتشكلت اللجنة في 10 يونيو/ حزيران الماضي، وتتألف من 92 عضوا، وتضم 6 لجان فرعية، هي: الشباب، المرأة، الإدارة المحلية، قانون الانتخاب، الأحزاب، والتعديلات الدستورية.
ومن المقرر أن ترفع اللجنة تقريرها النهائي إلى الملك قبل انعقاد دورة البرلمان العادية في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وفي كتاب تكليفه لرئيس اللجنة، رئيس الوزراء الأسبق، سمير الرفاعي، أوضح عاهل الأردن، الملك عبدالله الثاني، محاور التحديث المطلوبة، على أن تصدر اللجنة نتائجها من توصيات ومشاريع قوانين قبل انعقاد الدورة العادية لمجلس الأمة (البرلمان بشقيه).
وبحسب رسالة الملك إلى الرفاعي إبان تشكيل اللجنة، فإن مهمتها هي وضع مشروعي قانون جديدين للانتخاب والأحزاب، والنظر بالتعديلات الدستورية المتصلة حكما بالقانونين وآليات العمل النيابي، وتقديم توصيات متعلقة بتطوير التشريعات الناظمة للإدارة المحلية، وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار.
وجاء تشكيل اللجنة كخطوة على طريق عملية إصلاح ينادي بها الملك، وتحدث عنها في لقاءات مع مسؤولين ومواطنين، على أن تتسق مع "أوراقه النقاشية".
وبين أكتوبر 2016 وأبريل/ نيسان 2017، أصدر الملك ما تعرف بـ "الأوراق النقاشية"، وعددها 7، وهي تمثل رؤيته لتحقيق الإصلاح الشامل.‎
ومقابل ما يعتبره البعض جدية في تحقيق الإصلاح، يرى مراقبون أنه لا توجد إرادة حقيقية لتنفيذه وفق الرؤية الملكية، ما أدى إلى خروج احتجاجات خلال السنوات الماضية، للمطالبة بتغيير النهج.‎
والأحد، أصدرت 111 شخصية أردنية، بينهم سياسيون وحزبيون ونقابيون و إعلاميون‎، بيانا حددوا فيه 5 مبادئ لتحقيق الإصلاح المنشود، منها: مشاركة كافة القوى الوطنية في صناعة مستقبل الأردن، مع التأكيد على أن الشعب هو مصدر السلطات.
بالإضافة إلى إجراء إصلاح دستوري حقيقي يؤكد على الفصل بين السلطات، ضمن نظام نيابي ملكي، وتلازم السلطة والمسؤولية، والتداول السلمي للسلطة، في سياق تعددية سياسية متحررة من الهيمنة الأجنبية ومن وصاية السلطة السياسية أو الأمنية، مع وجود سلطة تشريعية ينتخبها الشعب بحرية، وسلطة قضائية مستقلة.
كما طالبوا بإصلاحات تشريعية لعدد من القوانين الأساسية، وإطلاق الحريات العامة والشخصية، والإصلاح الاقتصادي، وفق البيان.
وتأتي هذه التطورات السياسية في خضم الحديث عن قضية الفتنة حيث أسدلت محكمة التمييز وهي أعلى هيئة قضائية في الأردن الشهر الجاري الستار على القضية التي تورط فيها رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد، بأن ثبتت أحكام محكمة أمن الدولة بحق المتهمين بالسجن 15 عاما.